أزياء

الموضة الصارمة تحرض على الإبداع

ت + ت - الحجم الطبيعي

من موسم إلى آخر تتجدد ابتكارات الأزياء التي ترفع الدهشة إلى حدها الأعلى، وتحمل بصمات الأناقة المتعددة الثقافات لتداعب العيون وتمنحها متعة الإغواء لتجربة العيش في أجواء الماضي الجميل والألوان المبهرة، لأن ما تبتكره يتلاءم مع أذواق كل النساء..

لاسيما المرأة الشرقية التي تعرف كيف ترضي أناقتها وتبرزها بأسلوبها الخاص الذي يجمع روح الشرق وثقافته في الألوان والقصات والتصاميم والأقمشة بكثير من الخصوصية كما ظهر جليا في تشكيلة دار أزياء »بوتيغا فينيتا«، لذا كانت الأناقة المبدعة في فحواها كما يصورها المصممون تُحرّض على الصرامة المفرطة في كثير من الأحيان وتنتقي ما يسر،..

فهذا رغم انها في كثير من المواسم تقتات على إرث الموضة في عقودها الذهبية التي كان الكثير منها مرافقاً لأغلب التصاميم التي طرحتها ساحات الموضة العالمية التي غلب على استخدامها البساطة، بعيداً عن الاحتشاد المبالغ فيه وفقاً لدار أزياء (وايل )، بل تمركزت أغلبية نقوش وطبعات مستوحاة من الطبيعية وطبعات على منطقة الصدر أو الجذع..

إضافة إلى حمالات الأكتاف وزوايا بسيطة تصل إلى الظهر، أو الترتر مع التزيين اليدوي أيضاً في إضافة اللمسات النهائية على التصاميم، كما تميّزت التصاميم بتنفيذها الدقيق وعالي الجودة، خصوصاً للمشدات والقوالب التي بدت أقرب للتصاميم العالمية، التي غالباً ما يصعب تنفيذها محلياً.

وفي السياق فإن أشكال الثياب لا تأتي من فراغ بل تعكس طبيعة الحياة الاجتماعية ومستوى المعيشة وأنواع التيارات الفكرية والفنية السائدة في منطقة ما من العالم. وفي تشكيلة تصاميم دار »سلفاتوري فيراغامو« يظهر الجسد دون تفاصيل عبر ملابس ذات أحجام كبيرة صمّمت عن قصد بطريقة فضفاضة، والخياطة مبسّطة بشكل يظهر جليّا دقّة الرسوم.

أما المعاطف فمستوحاة من معاطف الرجال وتُطوى بحركة سهلة وسريعة. ويؤدّي تداخل الأقمشة إلى مزيج من الأداء الفني وذوق الخياطة الرفيع، في حين يتعزّز الخصر بواسطة التفاصيل المعدنية بخطّ مضيء وصلب الحوافي.

انّ ثنائّية الخفّة والصلابة هي التي تكتسب القوة من خلال بحثها عن الابداع الذي يتماشى مع التعبير عن الحرفيّة الحقيقيّة والدراية، فالفساتين القصيرة تُلبس فوق قطعة علوية خفيفة مستديرة القبة فتدور حولها وتلفها وكأنّها قطعة واحدة ترسم خطّاً متنقلاً حول الجسم. أما السحّابات فترسم خطّاً وهميّاً عبر الدرزات يظهر كندوب وآثار على الجسم بكامله.

فنون الآرت ديكو

 

من أشكال العمارة (آرت ديكو) صار استخدام مزيج الأشكال، عنصراً أساسياً من عناصر التصميم الحديث التي امتازت بأسلوبها المميز والرائد. وتميزت طيات الأزياء ذات الصبغة العشرينية، بأنها صُنِعت يدوياً، مسلطة الضوء على العمل اليدوي الجاد والساعات الطويلة التي تتطلبها عملية الحصول على كمال الطية غير المتناهي.

كما ابتكرت نسخة جديدة لـ (الارت ديكو) بمزج روح الحركة مع بصمتها الخاصة الشهيرة التي تتميز بـ (القصة النظيفة والأسلوب الأنيق والاستخدامات المبتكرة للتطريز اليدوي) فكانت النتيجة، مزيجاً مذهلاً من الأشكال والرسوم..

ومن أجل الذهاب بإلهامها إلى مستوى أبعد، خففت من حدة الارت ديكو، فجعلته أكثر ليونة من خلال أقمشة الشيفون واستعمال الطيات التي تذكرنا بالإطلالة الفريدة التي تميز بها كل من المصممين الرائدين في عالم الطيات ماريانو فوتوني ومدام دو غريتوالت.

تصاميم للمرأة العاملة

 

مزجت التصاميم الموسمية للمرأة العاملة مفردات الأناقة بمعايير الموضة التي تستعير بعض مفرداتها من أزياء الرجال وأتاحت الشعور بالارتياح الخفي بدلاً من التظاهر به، إذ استخدمت المنسوجات والمواد التي كان يرتديها الرجال وحافظت على اعتماد مظهرها الجديد أكثر انطلاقاً وانسيابية وخفة وفي ذات الوقت مولعة بالتفاصيل المريحة والأنثوية إلى أقصى درجة.

 خطوط حرة وانسيابية

 

 ترتسم ملامح التوق إلى الحرية في بساطة الأشكال وانسيابيتها التي وضعت الموضة خطوطها العريضة لهذا الموسم، حيث يبدو ذلك جلياً في التنانير الفضفاضة، والبلوزات والسترات الواسعة، والسراويل المستوحاة من رياضة الركض (ذات القصات النحيفة أو الفضفاضة)..

فضلاً عن المجموعة الرائعة من الكشاكش على الجزء الأمامي من الملابس، أو على شكل كورسيه وشرائط كتف. وإمعاناً في التركيز على جمال الجسد الأنثوي، تأتي أحزمة الشد التي تحتضن الخصر بكل رقة، التي تُستخدم أيضاً لتحديد خطوط الياقة بمنتهى اللطف والخفة.

Email