فيلم وثائقي في «ريل سينما» دبي مول

«رحلة كيليمنجارو» أخطر مجازفة ترحال

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

 أهداف فريق رحالة الإمارات تعدت السفر من أجل التعريف بالدولة وتحقيق إنجازات نوعية تعد الأولى من نوعها في مجال الترحال، كما تجاوزت تنظيم مهرجان الرحالة العالمي سنوياً في دبي ليكون ملتقى استثنائياً للمغامرين والمستكشفين ومتسلقي الجبال من كل بقاع الأرض..

ولعل الضجة الكبيرة التي أحدثها الفريق، أول من أمس، في «ريل سينما» بدبي مول، تؤكد أن هناك غاية نبيلة يسعون إلى تحقيقها وهي إثراء السينما الإماراتية بأفلام وثائقية، حيث يتناول فيلم «رحلة كيليمنجارو على الجمال» قصة أخطر مجازفة في تاريخ الترحال.

منافسة

وتحت رعاية مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، شهد العرض الافتتاحي للفيلم، أول من أمس، في دبي مول، سفير الإمارات في إثيوبيا د. يوسف الصابري، وعدد من القناصل والشخصيات المهمة والمغامرين وممثلي وسائل الإعلام، وقد أكدوا جميعاً أن لدى فريق رحالة الإمارات قدرة على منافسة السينمائيين وتقديم أفلام احترافية.

نقطة الصفر

يحمل فيلم «كيليمنجارو على الجمال» كماً كبيراً من التشويق والإثارة، حيث صرح خبراء تسلق قمة «كيليمنجارو» في الفيلم، بأنهم صدموا بطلب فريق رحالة الإمارات، لا سيما وأن تسلق القمة على الجمال يخالف القوانين والقواعد، كما لم تأخذ إدارة المحميات الطبيعية طلبهم على محمل الجد في البداية..

لأن حياة الجمال تصبح مهددة مع الارتفاعات الشاهقة، فضلاً عن أن إصابة أو موت أي جمل يعيد الفريق إلى نقطة الصفر، ولكن إصرار فريق رحالة الإمارات وبعد عدة مناقشات، أثار فضول إدارة المحميات للاطلاع على خبرتهم وخطتهم للتسلق بالجمال من على ما يقارب ألف متر فوق سطح البحر.

لحظات الإثارة

ومن أكثر لحظات الفيلم حبساً للأنفاس، هي التناقص التدريجي للأوكسجين بعد أن قطع الفريق 10 آلاف قدم، إلى أن أصبح جلياً ومؤثراً عند ارتقائهم قمة الجبل، حيث كادوا أن يعودوا أدراجهم، لأنهم والجمال استسلموا للتعب والجفاف، فضلاً عن أن صعوبة النزول من قمة الجبل لا تقل أهمية عن خطورة الصعود.

كان الفريق حريصا ًعلى تدفئة الجمال من خلال بطانيات تتكون من طبقتين الأولى للتدفئة والثانية بلاستيكية عازلة لماء المطر، أما بالنسبة لتدفئته فقد استعان بمعدات تدفئة تناسب برودة كل مرحلة (الانطلاق والصعود والوصول)، كما كان كل فرد من أفراد الفريق يحمل على ظهره حمولة يتراوح وزنها بين 7 – 10 كيلوغرامات.

لا يشعر الإنسان بالعطش في الأجواء الباردة، ولكنه يضطر لشرب الماء ليحافظ على توزان نسبة الأكسجين في الجسم، وقد استهلك كل واحد من أفراد الفريق نحو 5 لترات ماء طوال الرحلة، كما كانوا يحرصون على تناول العسل والتونة والتمر إلى جانب الخضراوات والفواكه.

الرقم واحد

ويقول عوض بن مجرن، رئيس فريق رحالة الإمارات ومهرجان الرحالة العالمي: للمرة الأولى في تاريخ أعلى قمة في أفريقيا وثاني أعلى قمة في العالم يتم منح تصاريح موافقة لرحالة بتسلقها على الجمال، وذلك لاستحالة نجاح المهمة، ولكننا حققنا المستحيل بدعم الفريق محمد عبدالرحيم، ومركز حمدان بن محمد لإحياء التراث.

تفاصيل

وتابع: شارك في الرحلة أعضاء فريق رحالة الإمارات ومن بينهم عارف السويدي وهشام الزرعوني، وسعيد المعمري، أول إماراتي يتسلق قمة إيفرست وأعلى سبع قمم على مستوى العالم، وأحمد القاسمي، الذي عبر القارة الإفريقية قاطعاً 9500 كيلومتر عبر عدة دول في القارة السمراء، وقد أسهمت خبراتهم في تأمين الرحلة وتجاوز جميع العقبات..

حيث استغرقت الرحلة نحو 15 يوماً منها 4 أيام لترويض الجمال وتدريبها على الصعود، و8 أيام من الصعود للوصول إلى القمة التي يتجاوز ارتفاعها 19 ألف قدم، و3 أيام من النزول والعودة إلى نقطة الانطلاق.

ترويض

وأضاف: واجهنا صعوبة كبيرة عند نقطة الانطلاق، لأن الجمال غير معتادة على تسلق الجبال والمشي على الحصى، فضلاً عن تدني درجات الحرارة إلى ما دون العشرة تحت الصفر.

وعدم وجود وقت كاف لترويضها كما يجب. واستطرد: نشكر إدارة دبي مول على دعمهم للفيلم، وندعو الجميع للاطلاع على مغامرتنا والمساهمة في دعم بعض الجهات الخيرية، حيث سيعود ريع الفيلم إلى تحسين حياة من هم بحاجة فعلية للعون والمساعدة.

خبرات

تساقط الثلوج بغزارة من أبرز التحديات التي واجهها الفريق خلال تسلق الجبل، ولكن متسلق الجبال سعيد المعمري لعب دوراً مهماً في اختيار معدات التدفئة المثالية، أما خبير الصحراء أحمد القاسمي فكان يساعد في السيطرة على الجمال، لا سيما وأنه لم يسبق لها السير في مثل هذه الدروب والأجواء.

Email