بعد انتقادهم فيلم «القناص الأميركي»

سارة بالين تفتح النار على يساريي هوليوود

ت + ت - الحجم الطبيعي

فتحت سارة بالين، المرشحة الجمهورية السابقة لمنصب نائب الرئيس الأميركي، باب الجدال واسعاً، أخيراً، حيال هجومها الكلامي اللاذع، عبر صفحتها على موقع «فيسبوك»، الذي انصب على ذمّ «يساريي هوليوود» حسب قولها، لانتقادهم فيلم «القناص الأميركي»، المقتبس عن الواقع، كما أثارت ضجة حول خطابها المفكك الذي ألقته في مؤتمر آيوا للحرية، بعد توقف عمل الملقن الإلكتروني.

وأفادت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، في تقرير نشرته أخيراً، أن بالين وجهت انتقاداً قاسياً لمن أسمتهم «يساريي هوليوود» لأنهم، وفق ما ذكرت في تعليق لها على صفحة فيسبوك، «قد بصقوا على قبور الجنود الأميركيين الأبطال» باحتجاجهم على فيلم «القناص الأميركي»، الذي حقق مبلغ 107 ملايين دولار، في الأسبوع الأول لإطلاقه في دور السينما في أميركا الشمالية، وهو من إخراج الممثل والمخرج الأميركي الشهير كلينت إيستوود.

ويدور فيلم «القناص الأميركي» حول مذكرات كريس كايل، العضو السابق في القوات الخاصة في القوات الأميركية، المسمى بـ«شيطان الرمادي»، والقناص الأكثر فتكاً بتسجيله 160 إصابة مؤكدة.

وقُتل كايل عام 2013، عن عمر 38 عاماً، برصاص جندي آخر، في ميدان للرماية في تكساس. وحصد فيلم «القناص الأميركي» ستة ترشيحات لجائزة «أوسكار»، بما في ذلك جائزة أفضل صورة، وأفضل ممثل لنجم هوليوود، الممثل برادلي كوبر.

وكان مخرج الأفلام الوثائقية الليبرالي مايكل مور قد نشر تغريدة، عبر حسابه على تويتر: قال فيها: «عمي قتل على يد قناص في الحرب العالمية الثانية، وقد علّمونا أن القناصة جبناء ويقتلون من الظهر. القناص ليس ببطل، أما الغزاة فهم أسوأ». أما المخرج الأميركي سيث روجن فذكر، أخيراً، عبر حسابه على تويتر أيضاً، بأن الفيلم يشبه الدعاية النازية نوعاً ما.

وردّت بالين على تلك الانتقادات بنبرة حادة، فكتبت في تعليق لها على صفحة «فيسبوك»: «فليبارك الله جنودنا، لاسيما قناصينا. إلى اليساريين في هوليوود: بينما تداعبون الجوائز البلاستيكية البراقة، التي تتبادلونها..

بينما تبصقون على قبور مقاتلي الحرية، الذين أتاحوا لكم القيام بما تفعلونه، اعلموا أن بقية أميركا تدرك أنكم غير مؤهلين لتلميع حذاء كريس كايل العسكري. شكراً برادلي كوبر، وكلينت إيستوود لاحترام جيش الولايات المتحدة».

لجأ بول غوسار، عضو مجلس الشيوخ الأميركي إلى موقع «فيسبوك» كذلك، ورد على مور بنشر تعليق عن لسان شين جونسون، وهو جندي بحرية سابق يعمل ملحقا عسكريا في مكتبه، وجاء فيه: «أنا أعلم شخصياً، ما الذي يقوم به القناصون، إذ عملت معهم. إن نعتهم بالجبناء فلن يزعجهم البتة، بل سيمتعهم كونه صادراً عن يساري لين كمايكل مور

. وإن كان هناك من أحد يعلم معنى الجبن، فإنه هو. فلندع لمايكل مور بأن يفهم يوماً أن الحرية الممنوحة له لمهاجمة قناصين مثل كريس كايل أمر جعله هؤلاء الوطنيون الشجعان ممكناً».

وفي سياق آخر، أدلت بالين، حاكمة ولاية ألاسكا السابقة بخطاب مفكك محرج في مؤتمر آيوا للحرية، بعد أن تجمدت صورة شاشة الملقن الإلكتروني.

وذكر تقرير نشرته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، أخيراً، أن بالين، التي وصفتها الصحيفة بمثيرة المشكلات والقلاقل، قلما تفتقر إلى الكلمات، لكنها تلعثمت خلال إلقاء خطاب لها، أخيراً في آيوا، وتركت حشود الحزب الجمهوري مذهولةً. وقد أصدرت مو إليثي، مديرة الاتصالات في اللجنة الوطنية الديمقراطية، رد فعل موجزا وبليغا على الخطاب الجمهوري المحرج، الذي دام 35 دقيقة بدلاً من عشرين دقيقة مقررة، بالقول: «شكراً».

أطلقت بالين، من ضمن حديثها الأخير، نعوتاً على الرئيس الأميركي باراك أوباما فشبهته بـ«الولد مفرط النمو»، وشتمت اليساريين في هوليوود بالقول: «تباً لكم!» وهتفت مطالبة بطرد من نعتتهم بالمتشددين من أميركا.

فتشت بالين بعد توقف الملقن الإلكتروني، بين أوراقها، لتعثر على ملاحظات متفرقة، وتتفوه بجمل بالكاد حملت معنىً، وتبادل إزاءها الحضور نظرات متعجبة. أثارت أيضاً اعتراضات تافهة حول نظرة الديمقراطيين لنظام «أوباماكير للرعاية الصحية»، وقالت: «ما الذي سيفعلونه ليضعوا حداً لألمنا المتجدد؟ حسناً، بكلام آخر، هل تعتبر هيلاري من الديمقراطيين الجدد أم القدامى؟».

طموح رئاسي

حضرت بالين الحدث الكبير في أيوا، بعد فترة وجيزة على تصريحها لصحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، أخيراً، بأنها «مهتمة جدياً» بدخول السباق الرئاسي للعام 2016.

وذكرت في مقابلة أخرى أنها حريصة، على نحو خاص، على الترشح لمنصب رئاسة أميركا للتأكد من أن المرأة ليست مغيبة عن الساحة، وقالت: «لقد اكتفت أميركا من رؤية اللافتة الموجودة على باب المكتب البيضاوي القائلة (لا يسمح بدخول الفتيات)، علماً أنها كانت قد صرحت في وقت سابق أنها "لا تبالي البتة" إذا تبوأت سيدة منصب الرئيس.

Email