كوميديا محلية تعبق برائحة الماضي الجميل

«راحوا الطيبين».. عناق التراث وبساطة الواقع

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

من تلك القرية التراثية المبنية خصيصاً لأجل عيون «راحوا الطيبين»، ومع بيت «زعلوه» و«النوخذة» و«غراب» و«مبارك» وغيرهم، تنطلق الكوميديا المحلية حاملةً رائحة الماضي الجميل، ومعانقةً بساطة الخمسينيات والستينيات، في تجسيدٍ حقيقي لقضايا مستوحاة من الواقع، بعيدة كل البعد عن التعقيد والتكلف، لتعكس بقوة النص وحرفيته، عملاً أميناً على التراث.

وهو من تأليف خميس إسماعيل الباحث في التراث والفلكلور الشعبي، ومن إنتاج شركة «جرناس» للإنتاج الفني، التي لا تتوانى كل عام في تقديم أعمال تفوح بعبق التراث، وترسم ملامح الأجداد والجدات عاكسة ظلالهم على شاشة تستنشق عبيرهم، لجمهور ينتظرهم من عام لآخر.

وها هي عجلة المسلسلات المحلية تعود للدوران من جديد، ومع «راحوا الطيبين» إنتاج «سما دبي»، منتج منفذ «جرناس» للإنتاج الفني، انبعثت رائحة عذبة أغرتنا لاكتشاف مصدرها والتعرف على تفاصيلها.

بصمات إبداعية

«البيان» تواصلت مع الفنان أحمد الجسمي منتج المسلسل، للحديث عن تفاصيله، حيث قال: «راحوا الطيبين» مسلسل محلي يتجسد فيه التراث بأجمل صوره، إذ يكفي أنه يحمل بصمات خميس إسماعيل الذي أعطى روحاً جميلة للقرية التراثية وتفاصيلها، ورسم بإحساسه قصصاً وحكايات.

واستدعى خياله شخوصاً كـ«حمامة» و«غراب» وسليمة« وأخواتها و»بومطراش« وغيرهم، والذين حملوا همومهم إلى الفريج، ما أحدث »شربكة« انعكست على سير الأحداث، ورسمت التفاصيل بحرفية عالية.

والمسلسل من إخراج بطال سليمان، وبطولة نخبة من الفنانين المحليين منهم مرعي الحليان وظاعن جمعة وخلف الأحبابي وغانم ناصر وهدى الغانم وإبراهيم سالم وجمال السميطي وموسى البقيشي وملاك الخالدي وصوغة وجمعة علي وبدور وريم حمدان وعلياء الشمري وغيرهم.

وبدأ تصويره قبل شهر تقريباً، وسينتهي العمل عليه خلال عشرين يوماً، وما يميزه أنه سيعرض خارج دورة رمضان على عكس المعتاد، ما يغني الشاشة في مواسم اعتادت فيها على عرض الأعمال المعروضة في وقت سابق.

تكلفة إنتاجية

وذكر الجسمي أن تكلفة الأعمال التراثية تعد مرتفعة مقارنة بغيرها، وقال: استدعى المسلسل بناء قرية تراثية متكاملة، وتم بناؤها في الشارقة بمنطقة الزبير، بأجواء تناسب الحقبة الزمنية التي نناقشها، بالإضافة إلى توفيرنا للإكسسوارات الخاصة بهذه الحقبة، واستعنا بلمسات مهندس الديكور محمد الغص الذي أشرف على بيوت وأسواق القرية التراثية.

كما حصلنا على إكسسوارات الفنانين والفنانات من عمان والكويت والبحرين وقطر، واستعنا في هذا الجانب بخبرات سالم هلال المشرف على الإكسسوارات والأدوات التراثية، وأم عزان التي قامت بمهمة التدقيق على الإكسسوارات والأزياء، وإيمان السويدي المتخصصة في الأزياء التراثية.

وجبة خفيفة

وعن القضايا التي يناقشها المسلسل قال الجسمي: حرصنا في »راحوا الطيبين« على الابتعاد عن القضايا المعقدة، لنقدم وجبة خفيفة ظريفة ترسم البسمة وتعيدنا إلى الفريج القديم بجماله وبساطته.

وأضاف: فلسفة هذا العمل قائمة على الماضي الذي بدأ يستهوي الأجيال، فالتفتوا إليه راغبين في أن ينهلوا منه، وفي الآونة الأخيرة بدأنا نتلمس حاجة الجمهور لهذه النوعية من الأعمال في ظل الأحداث السياسية القاسية التي يعانيها الوطن العربي، وكمنتج للعمل، أرى أن مهمتي تتمثل في طرح القضايا الاجتماعية، ولكن مهمتي الأكبر أن أخفف عن الجمهور ما يرونه على الشاشة من قتل وتشريد ودماء وجراح، وأن أنتزع الابتسامة المخفية لأرسمها على وجوههم.

رؤية إخراجية

عن الرؤية الإخراجية للعمل تحدث المخرج بطال سليمان، مؤكداً أن نص »راحوا الطيبين" استهواه، ما جعله يوافق عليه فوراً من بين مجموعة من الأعمال التي عرضت عليه، لافتاً إلى الإمكانيات الكبيرة التي تم توفيرها ليظهر العمل بأفضل صورة.

 وذكر سليمان أن صعوبات كثيرة واجهت تصوير العمل، لا سيما أنه عمل تراثي، مشيراً إلى الظروف المناخية الصعبة، والتحديات التي تواجه البيئة القديمة عادة، لافتاً إلى أن المسلسل سيكون مختلفاً، إذ حاول من خلاله إبراز العلاقة بين المتعة البصرية والروح الإنسانية.

Email