إعادة بناء شجرة عائلة السلاحف

الدراسة أساس قوي للأبحاث المستقبلية في السجل الأحفوري للأرض

ت + ت - الحجم الطبيعي

 

إعادة بناء «شجرة حياة» مفصلة لكائنات السلاحف، هذا ما أقدم عليه، أخيراً، فريق من الباحثين، بما في ذلك باحثون من أكاديمية كاليفورنيا للعلوم. فلقد دار سجال لعدة قرون حول ارتباط السلاحف ببعضها بعضاً، وبالزواحف الأخرى، وحتى بالديناصورات، الأمر الذي أدى إلى دراسة تسلسل الجيل المقبل لتلك الكائنات في مختبرات الأكاديمية، وصولاً إلى كميات غير مسبوقة من المعلومات الوراثية، بهدف إلقاء نظرة جديدة ومثيرة على التاريخ التطوري للسلاحف. ولقد ساهمت تلك الأساليب المخبرية فائقة التكنولوجيا في إحداث ثورة لطريقة استكشاف الباحثين لأصول الأنواع والعلاقات التطورية، وتوفير أساس قوي للأبحاث المستقبلية في السجل الأحفوري للأرض.

تقنية ألترا

وذكرت نتائج البحوث كيف يمكن لتقنية تسلسل جيني جديدة، تدعى «تقنية ألترا للحفاظ على العناصر»، أو «يو سي إي» الكشف عن الكائنات الأوثق صلة من جهة القرابة بالسلاحف، وذلك على امتداد المملكة الحيوانية بأسرها. ولقد استخدمت الشجرة الجينية الجديدة للسلاحف كمية هائلة من البيانات لدحض فكرة أن السلاحف هي الأكثر ارتباطاً بالسحالي والثعابين. وعوضاً عن ذلك، وضعها الباحثون في المجموعة المسماة حديثاً بـ «الأركوصورات»، أي ضمن الكائنات وثيقة الصلة بها، مثل: الطيور والتماسيح والديناصورات.

وذكرت مجلة «ساينس ديلي»، أن تقنية أو «يو سي إي» المستخدمة في المختبرات التي توظف التكنولوجيا الفائقة، ساعدت الباحثين في تجاوز سنوات من التكهنات، ليضعوا مجموعة «الأركوصورات» في مكانها الصحيح على شجرة حياة الزواحف. ويذكر أن التقنية كانت متاحة منذ عام 2012، إلا أن الباحثين شرعوا أخيراً في الاستفادة مـــن قدراتها لإيجاد أعداد هائلة من البيانات الوراثية بالنسبة إلى الفقاريات.

الأركوصورات

هي كلمة إغريقية تعني «ملكة السحالي»، وهي مجموعة تُمثلها اليوم الطيور الحديثة والتماسيح. كما أنها تشمل الأنواع المنقرضة، المتمثلة بجميع الديناصورات والبتروصورات (الديناصورات الطائرة) والتمساحيات التي عاشت ما قبل التاريخ، وتتضمن أيضاً عدة مجموعات أخرى. وشكلت تلك المجموعة الفقاريات السائدة على اليابسة وفي الجو (الطيور) خلال العصر الترياسي الأوسط. وتحتوي على أكثر من 10 آلاف نوع من الفقاريات المنقرضة التي عاش من ضمنها، حتى الآن، كل من الطيور والتماسيح.

Email