تقريب الوقائع عبر الرسوم المتحركة

التحريك يتصدر عناصر التشويق في الأفلام الوثائقية

المخرجون يلجأون إلى الرسوم المتحركة لإدخال عنصر التشويق في أعمالهم - ارشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

 يلجأ مخرجو الأفلام الوثائقية إلى عدد من الأدوات المهمة كاللقطات الأرشيفية، وإعادة تجسيد المشاهد، وحتى الرسوم المتحركة لإدخال عنصر التشويق البصري الضروري إلى أعمالهم منعاً لوصمها بالمملة.

جوائز

وأفاد تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» نشر أخيراً، حول هذا الموضوع، أن الرسوم المتحركة ليست حتماً أمراً طارئاً على الأفلام الوثائقية. وقد دخلت على ثلاثة أفلام حصدت جوائز أوسكار هي «البولينغ لكولومباين» عام 2002، و«بحثاً عن رجل الحلوى» عام 2012..

إضافة إلى الفيلم الهجين «رقصة الفالس مع بشير»، الذي رسم فيه المخرج آري فولمان الأحداث عبر لوحات متحركة بأسلوب تصويري. وتمعن الإنتاجات الحديثة كذلك في استخدام الرسوم المتحركة في تصوير إنتاجات الإخبار القصصي.

وتشكل الرسوم المتحركة جزءاً مهماً من ثلاثة أعمال وثائقية هي «مراقبو السماء»، و«الاختطاف الأخير»، و«صوّب وأطلق». ويوضح مخرجو تلك الأفلام سبب استخدام تلك الآلية المرتكزة على إدخال الصور المتحركة إلى الإنتاج الوثائقي.

تنسيق

ويعالج الفيلم الوثائقي الأول «مراقبو السماء»، للمخرجة إديت بيلزبرغ موضوع كتاب الحقوقي رافايل لمكين، مبتكر تعبير «الإبادة الجماعية»، والساعي إلى جعلها قضية دولية.

وقالت بيلزبرغ، التي تعتبر أن تنسيقات الرسوم المتحركة في الفيلم تركز على كلمات لمكين الفعلية: «تمتاز كتاباته بكثرة الصور، وإنها لتجربة حسية مذهلة أن تغوص في مفكراته، وتلاحظ عدد محاولاته لكتابة مجرد جملةٍ واحدة. لقد انسكبت كلماته في الرسوم المتحركة، وأعتقد بأن الأمر كان سيبدو مزيفاً لو كان العمل الكتابي لسواه».

الخطر

أما فيلم « الاختطاف الأخيرة»، الذي يصور عن كثب مسألة القرصنة في الصومال بعيون أحد القراصنة، فيلجأ إلى الرسوم المتحركة لإظهار الصراع الداخلي الذي يعيشه محمد، بطل الفيلم، من جهة، كما لتصوير لحظات الخطر، التي لم يكن المخرجون ليتمكنوا من التقاطها في وقت حدوثها.

وتبدأ أحداث الفيلم بمشاهد حية عن محمد الذي يتحول «رسومياً» إلى طائر كاسر على وشك الانقضاض على سفينة. وتقول مساعدة المخرج فيمكي وولتينغ:« أردنا أن نستخدم الرسوم المتحركة بطريقة تعبيرية أكثر تظهر مخاوف محمد وأحلامه من منظور شخصي». أما المخرج تومي بالوتا فقال: «لقد استقينا الكثير من عظمة اللوحات الزيتية، وعيوبها ، واللمسة الإنسانية فيها».

لقطات

ويركز فيلم «صوب وأطلق» للمخرج مارشال كاري على ماثيو فاندايك، المصور الفوتوغرافي الذي انضم إلى المقاتلين في ليبيا خلال أحداث «الربيع العربي»، وتسجيله عبر الفيديو معظم نشاطاته حتى لحظة سجنه. ويستند الفيلم بغالبية مشاهده إلى اللقطات التي صورها فاندايك نفسه، إضافة إلى المقابلات مع بطل الفيلم. إلا أن ذكريات فترة السجن الانفرادي، اتخذت طريقة التصوير من خلال الرسوم المتحركة.

وسيلة تعبير

قال المخرج مارشال كاري : « لقد فكرت في إعادة تمثيل المشاهد، إلا أنه يصعب القيام بذلك من دون أن تبدو تافهاً». واعتقد المخرج أن الصور المتحركة ستشكل أفضل وسيلة للتعبير عن المشاعر الطاغية على تلك اللحظات السوريالية.

Email