الصداقة والأمل يسكنان حكايا أفلام مهرجان الأطفال

السيناريو والصوت في ورش عمل «الشارقة السينمائي»

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

بدا مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل في يومه الثاني مفعماً بالحيوية، مع توافد أعداد كبيرة من الأطفال إلى قاعة الجواهر للمناسبات والمؤتمرات التي احتضنت فعاليات المهرجان المختلفة والتي توزعت بين عروض الأفلام وورش العمل، والتي تمحورت حول طرق كتابة السيناريو وأصوات التمثيل، بالإضافة إلىى أساليب التمثيل وتجسيد الشخصيات في السينما.

أفلام المهرجان التي توزعت بين قاعة الجواهر وصالات نوفو سينماز بمركز صحارى، تقلبت بين الرسوم المتحركة والأفلام الحية، والتي تناولت في مجملها قصصاً وقضايا تتصل بعالم الأطفال، فمن فكرة الصداقة والتعلم من الفشل، إلى لحظات مؤثرة عن معاناة الأطفال القاطنين في مناطق الزلازل، فيما نجد أن الأمل يسكن في جنبات بعض حكايات الأفلام.

الفأرة صعبة الإرضاء

الأفلام الروائية القصيرة، بدت أكثر قرباً من الرسوم المتحركة، ففي الوقت الذي عرض فيه فيلم الانيمشن «الفأرة صعبة الإرضاء» للمخرج الروسي ستروسوفسكي، والذي تناول فيه فكرة الصداقة وعدم الغرور والتعالي على الاخرين، من خلال قصة الفأرة التي تظن بعد ابتياعها شريطاً انيقاً أنها أفضل من الجميع، فيما دار الفيلم الفرنسي «الحريش والضفدع» للمخرجة انا خملفسكايا، حول ضفدع عجوز يكره الحريش ويقرر في يوماً ما التخلص منه.

أما الفيلم الألماني «ليلى الرائعة» للمخرج اندرس موريل، فتناول قصة ليلى التي تقابل فتاة غريبة في بيت جدتها القديم، تتعلم منها كيفية الإعداد لحفل المواهب المدرسية السنوي، والذي ترغب فيه ليلى بالظهور بشخصية الساحرة، ومن بعده أطل المخرج الهندي سارثاك بهسين، على الأطفال بفيلمه «الصورة الفوتوغرافية» المقتبس عن قصة قصيرة للكاتب راسكين بوند، ليروي قصة طفل يبلغ من العمر 11 عاماً، يعثر على صورة فوتوغرافية في مخزن بيت جده، في المقابل، عرض المهرجان ايضاً فيلم «الخيانة» للمخرج فاسيلي ميشاليدس.

الفيلم الياباني «فرحة الرجل» للمخرجة ماساكاز يو سوجيتا، والذي يعد تجربتها الاولى في الروائي الطويل، بدا مفعماً بالمشاعر الجياشة، لما يحمله من لحظات مؤثرة حول معاناة الأطفال في المناطق المنكوبة، حيث يعرض الفيلم قصة أخ وأخت فقدا والديهما فجأة في أحد الزلازل التي تضرب اليابان والتي وقعت في 2011، وراح ضحيتها المئات، حيث يعكس الفيلم الذي عرض في الدورة الـ 65 لمهرجان برلين السينمائي الدولي المعاناة التي يتحملها الأطفال في مثل هذه الظروف.

أجندة المهرجان تضمنت أيضاً مجموعة من ورش العمل السينمائية المتخصصة، ومن بينها ورشتا «كتابة السيناريو» و«تدريب صوت ممثل» التي قدمتها الكاتبة والفنانة المسرحية أمل حويجة، وسعت من خلالها إلى تدريب الشباب على أساليب كتابة السيناريو، وتعريفهم بالعناصر الرئيسية الواجب توفرها فيه، وكيفية تطوير أفكارهم وتنمية الحس الخيالي لديهم وطرق تحويل الأفكار إلى قصص نابضة بالتفاصيل الدقيقة، والتركيز على عنصر التشويق دون الإخلال بالحبكة وأدوار الشخصيات لإيصال الفكرة العامة للجمهور المتلقي.

فيما ركزت أمل في ورشة «تدريب صوت ممثل» على أهمية الصوت للممثل على المسرح. أمل حويجة، أشارت في هذا الصدد، إلى أن الهدف من هذه الورش، يكمن في تنمية وتعزيز موهبة الكتابة لدى الشباب، كمحاول لخلق جيل جديد من مؤلفي السيناريو الذين يمكنهم تأليف أفلام تطرح وتعالج مشاكل الشباب وتناقش قضاياهم وهموهم في إطار ثقافتنا العربية وموروثنا الشرقي.

بناء الشخصية

ضمن فعاليات المهرجان، عقدت شركة توفور 54 ورشتي عمل الأولى حول طرق الرسم على أجهزة الايباد، وامكانيات الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في السينما، أما الثانية فتطرقت إلى طرق «بناء الشخصية» في الفيلم السينمائي، وطبيعة الاختلافات بين كل شخصية وأخرى، وطرق تجسيدها.

Email