إذاعة تربط الماضي بالحاضر وتعزز نبض التراث لدى الشباب

«الأولى» .. ذاكرة تطل على المستمعين بعبق الجذور

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

بنكهة إماراتية خالصة، اعتادت إذاعة «الأولى» التابعة لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث على الإطلالة كل صباح على مستمعيها لتأخذهم برحلة في أتون التراث المحلي، وتردهم إلى جذورهم، لتنمي فيهم حب الوطن وضرورة التمسك بالهوية الوطنية وحماية الموروث الثقافي والتراثي من الضياع. إذاعة «الأولى» ورغم مضي نحو أسبوعين على انطلاقتها تمكنت من اجتياز اختباراتها مع الجمهور، الذي سرعان ما وقع في سحرها وأحب برامجها على اختلافها، لتجمع الآراء التي استطلعتها «البيان» على أن «الاولى» نجحت في ايصال نبض التراث والثقافة إلى الشباب، عبر ما تقدمه من وجبات تراثية وأدبية دسمة، وقالوا بأنها أصبحت بمثابة بوابة للمعرفة والتعلم والموسيقى الأصيلة، وصندوقاً كلما فتحوه اطلوا على ذكرياتهم.

تراث لم يمت

«سعادتي في الأولى نابعة من كونها أول إذاعة محلية متخصصة في مجال التراث الذي لم يمت»، بهذا التوصيف أعرب سالم الهاجري، 38 عاماً، عن سعادته بهذه الاذاعة، والتي قال إن مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، تمكن عبرها من خلق حلقة وصل بين التراث المحلي والشباب، وقال: «أعتقد أن انطلاقتها في هذا الوقت أمر مهم، خاصة وأن دبي مقبلة على أحداث عالمية من بينها اكسبو 2020، وبالتالي يجب علينا من الآن الاستعداد لاستقبال الثقافات الأخرى، واستغلال وجودها بيننا لتسليط الضوء على عاداتنا وتقاليدنا وتاريخنا. بلا شك إن إذاعة «الأولى» تأتي ضمن المواقع الإعلامية المهمة التي تتولى هذه المسؤولية».

موزة خميس الكندي الطالبة في جامعة زايد، بدت سعيدة بالمحتوى التراثي والثقافي الذي تحمله الإذاعة، وقالت: «استمعت إلى «الأولى» منذ لحظة انطلاقتها الأولى، ولفت انتباهي طبيعة محتواها التراثي ونكهتها الإماراتية».

وتابعت: « بتقديري أن نجاحها نابع من عدم اقتصار خطابها على شريحة معينة، وانما وسعته ليشمل الأجيال المواطنة الجديدة، ومنحتهم الفرصة للتعرف على تاريخهم والشعر النبطي والأغنيات الإماراتية القديمة».

موزة أشارت إلى أنها تعلمت الكثير من الاذاعة، ضاربة المثل بكلمة «الفروخة» وكيفية استعمالها في المجتمع المحلي، وقالت: «من الجميل أن نجد إذاعة تخاطب وجدان الشباب وتنمي هويتهم الوطنية». وأكدت أن برامجها المفضلة في الإذاعة هي تلك التي تقدمها أثير علي بن شكر، وبررت ذلك بكونها برامج شبابية، تتيح فرصة المشاركة أمام الشباب ليكونوا جزءا من بناء المجتمع.

نشر الوعي

وأكد محمد الرئيسي، 28 عاماً، أن الإذاعة تمكنت من جذب انتباهه منذ لحظتها الأولى، راداً السبب إلى حبه للبرامج التراثية، وقال: «أعتقد أن إذاعة «الأولى» قادرة على نشر الوعي بين الأجيال المقبلة حول أهمية التراث وضرورة المحافظة عليه، وتساهم في تعليمه حب الوطن وتنمي سبل المعرفة لديه وترفع من مستوى ثقافته العامة».

واعتبر الرئيسي أن الإذاعة لا تهتم بالمحافظة على ترسيخ الهوية الوطنية في أبناء المجتمع، وحسب، وإنما تشكل امتداداً للغة العربية عبر ما تقدمه من برامج تهتم بالجانب الأدبي والشعري، وأكد بأن نقل بطولات فزاع التراثية عبر الإذاعة سيعمل على تحفيز الكثير من الشباب والناشئة للمشاركة فيها، وتنمية مواهبهم، لا سيما بعد أن أضحت هذه البطولات عالمية، وتمنى الرئيسي أن تتمكن «الأولى» في أيامها المقبلة من توسيع نطاق بثها بحيث يغطي المنطقة أجمع، قائلاً إن ذلك سيساهم في تعريف الجميع على تراثنا وموروثنا الثقافي والحضاري.

مفردات وأمثال

أما ناصر عبد الله، 41 عاماً، فقال انه بدأ بمتابعة الإذاعة قبل أيام، وسرعان ما وقع في سحرها، وقال: «سبق أن سمعت خلال متابعتي لأحد البرامج المحلية آراء متعددة حول ضرورة إطلاق قناة إذاعية ثقافية تراثية، وسرعان ما تحقق هذا الحلم الذي تمثل في هذه الإذاعة»، وتابع: «بطبعنا نحن المواطنين يحملنا الحنين دائماً إلى مجموعة المفردات التي كانت متداولة قديماً والأمثال الشعبية».

وأشار عبد الله إلى أن طبيعة الأغنيات الإماراتية القديمة التي تبثها الإذاعة، تبث في وجدانه الحنين إلى الأيام الماضية وتذكره بالعديد من المفردات التي لم تعد تستخدم حالياً في ظل الانفتاح الذي تشهده الدولة على الثقافات الأخرى، وقال: «الأولى تعيد لي ذكرياتي الجميلة وأيام طفولتي، وترفع من مستوى ثقافتي».

في حين، اعتبر أحمد العوضي، 22 عاماً، أن تميز «الأولى» يكمن في قدرتها على عرض جوانب مختلفة من التراث المحلي من تاريخ وقصص جذابة للشباب، وقال: انتمي إلى الجيل الجديد، وبلا شك إنني سعيد بهذه البوابة من المعرفة التي فتحتها «الأولى»، لأنها تمكننا من التعرف والسير على خطى أجدادنا». ونوه بأن الإذاعة بحيويتها وتناولها للتراث بأسلوب عصري، تعمل على تنمية حب الوطن في نفوس مستمعيها، الذين تفتح أمامهم آفاقاً للمشاركة والتواصل والتعلم من خبرات الأجيال السابقة.

رفيقة دائمة

منذ انطلاقتها، وإذاعة «الأولى» تسعى لتحقيق أهدافها التي ترنو من خلالها إلى حفظ التراث ونشره، وأن تكون رفيقة دائمة لأبناء الوطن، ولذلك فقد عملت على إعداد باقة برامجية ثرية في محتواها الاعلامي والتراثي، بهدف ترسيخ الهوية الوطنية في المجتمع، من خلال نشر التراث المحلي بما يتمتع به من أصالة وحداثة.

Email