مشاحنات

هولاند يدافع عن انتمائه للفقراء

hollande 2

ت + ت - الحجم الطبيعي

صعّد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وتيرة المشاحنات في أوساط الرأي العام الفرنسي حيال جديده مع فاليري تريرفيلر شريكته التي تخلى عنها، أخيراً، بتأكيده أن ادعاءها احتقاره للفقراء مجرد «أكذوبة مؤذية»، في حين هددت تريرفيلر بنشر الرسائل النصية التي بعثها هولاند إليها في هذا الصدد، مسببة له صداعاً سياسياً بسبب وصفه للفقراء بعديمي الأسنان فباتوا وكأنهم يقضمون مستقبله السياسي.

واتهم هولاند في حديث لصحيفة «لو نوفيل أوبزرفاتور» الفرنسية، في ردّ على الكتاب الذي نشرته فاليري تريرفيلر حول علاقتهما العاطفية، بأن الأخيرة تسعى لتقويض الإنجازات التي قدمها طوال حياته للمحرومين. وتضفي تلك المقابلة الصحافية فصلاً جديداً إلى الحراك الذي ألقى بظلاله على حياته الرئاسية المحاصرة أصلاً.

وقالت صحيفة «إندبندنت» البريطانية في تقرير لها حول الموضوع، إن هولاند يسعى إلى مواجهة التأكيد المدمر الذي أوردته تريرفيلر في كتابها الأخير بعنوان «شكراً على تلك الأوقات»، حيث ذكرت أنه كان يسخر من الفقراء وينعتهم بـ«عديمي الأسنان».

وقال الرئيس الاشتراكي في معرض ردّ الهجوم: «لا أريد للناس أن يقولوا أو يكتبوا أني كنت أسخر من ألم المجتمع، لأن تلك كذبة تسبب لي الأذى.

بدا لي ذاك الهجوم على الفقراء والمحرومين أشبه بصفعة موجهة لحياتي ككل. فأنا طالما بنيت مواقفي على التفكير في كيفية مساعدة وتمثيل الأشخاص المعذبين في الحياة. ولم أكن يوماً في صف الأقوياء».

وأضاف أنه كان بعيداً عن الاستهزاء بـ«عديمي الأسنان»، فقد كان يمدّهم بالدعم. وتابع: «أجل، لقد صادفت أناساً يواجهون أشد الصعوبات، وقد كانوا يعانون صعوبة في تلقي علاج لأسنانهم. وتلك إشارة إلى أسوأ أنواع الفقر. وقد عاينت وساعدت ودعمت هؤلاء الأشخاص».

وتشير تريرفيلر في كتابها حول علاقتها بالرئيس هولاند إلى أنه كان يتخذ من عائلتها، التي تنتمي إلى الطبقة العاملة موقف الازدراء.

وذكر المعلقون أن اتهامها ذاك قد قضى على الميزة الوحيدة التي كان يتمتع بها هولاند في أعين الشعب الفرنسي. ذلك أنه كان يمكن أن يكون القائد الذي لا حول له ولا قوة، ويبقى مع ذلك الرجل الشريف صاحب المبادئ الاشتراكية.

 

وسعى هولاند، البالغ من العمر ستين عاماً، إلى مجابهة زعم شريكته السابقة عبر الادعاء أنه هو أيضاً ينتمي إلى الطبقة العاملة. حيث ذكر أن أحد أجداده كان يعمل في مجال الخياطة ويعيش في شقة ذات غرفة واحدة في باريس. أما جده الآخر، وفق قوله، فقد كان يعمل مدرساً في إحدى المدارس الابتدائية، وكان ابناً لعائلة من الفلاحين القاطنين في شمال فرنسا.

وتساءل هولاند: «هل تعتقدون أنه يسعني أن أحتقر الطبقة التي تشكل جذور عائلتي، والتي تشكل مساندتها هدفاً لي في الحياة؟»،

بيد أن الرئيس الفرنسي تغاضى عن ذكر أنه قد نشأ وترعرع في مدينة روان الفرنسية، في أوساط أسرة تنتمي إلى الطبقة المتوسطة، حيث كان والده يعمل استشارياً في طب الأذن والأنف والحنجرة.

وذكر هولاند أن الجدال، الذي أثارته تريرفيلر في كتابها الأخير شكل تجربة بغيضة بالنسبة إليه، وتساءل: «ما الذي تريدونه؟ هل أبكي على قدري؟... ليس هذا ما يريده الفرنسيون من رئيسهم، فهم يريدون أن يروا النتائج».

وأشار النقاد إلى أن نتائج توليه السدة الرئاسية في فرنسا اتسمت بالكارثية. فالبطالة تسجل معدلاً وصل إلى 10.2 في المئة، وأن معدل النمو، الذي توقعته الحكومة الفرنسية قد تراجع إلى 0.4 في المئة.

وتتمتع صديقة هولاند السابقة، فاليري تريرفيلر، بنجاح كبير في متاجر بيع الكتب، على الأقل بسبب فضيحة هجر الرئيس لها وإفصاحه عن علاقة عاطفية أخرى تجمعه بالممثلة الفرنسية الشابة جولي غايت. وقد تم بيع مئتي ألف نسخة من كتاب «شكراً على تلك الأوقات» في غضون اليوم الأول لطرحه في المكتبات، مما يجعله أفضل إصدار لهذا العام في فرنسا.

ومسرحية فرنسوا-فاليري الانتقامية مرشحة لمزيد من التصعيد، بعد أن هددت تريرفيلر في أحدث فصولها بنشر رسائل هولاند النصية الخاصة، التي تثبت استهزاءه بالفقراء، وتصعّب عليه استعادة مصداقيته بعد أن وصفته في كتابها حول الحياة في الإليزيه بالرئيس غير المبالي، الذي «لا يأبه لبقايا الكافيار».

وأبلغت تريرفيلر، التي تمتهن الصحافة، أصدقاء لها بأنها لا تزال تحتفظ برسائل هولاند النصية، وأنها لن تتردد في نشرها، إذا ما دعت الحاجة، كي تثبت للمحكمة صحة سخرية هولاند من «عديمي الأسنان».

Email