عرضته مؤسسة الشارقة للفنون في إطار مشروع »صور تتحرك«

»خونة« أحلام وطموحات ترفض الفقر

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تحت سماء مفتوحة، ومقاعد فرشت على عجل على مساحة 950 متراً مربعاً، جاءت أحداث فيلم "خونة" للمخرج الأميركي شون غوليت، الملأى بالأحلام والطموحات والرافضة لواقع الفقر، الذي عرضته أول من أمس مؤسسة الشارقة للفنون، في إطار مشروع "صور تتحرك" الذي تمخضت عنه الشراكة التي عقدتها المؤسسة العام الماضي مع مهرجان دبي السينمائي الدولي، وآرت دبي، بهدف استكشاف الفضاءات المشتركة بين الفن والسينما.

فلم يكن فيلم "خونة" هو الأول من نوعه الذي تعرضه المؤسسة في سينما سراب المدينة الواقعة بالمباني القديمة، خلف مسجد الزهراء بالشارقة، فقد سبقه عرض مجموعة أفلام عدة في إطار برنامج الأفلام الذي اعتادت مؤسسة الشارقة للفنون على تنظيمه منذ ما يقارب العام، لتعرض شهرياً فيلمين، مانحة بذلك عشاق السينما تجربة متابعة أفلامهم في أجواء مفتوحة.

واقع اجتماعي

ما بين أحلام مليكة (الممثلة المغربية شيماء بن عيشة) وطبيعة واقعها الاجتماعي، تدور أحداث فيلم "خونة" الذي انتج كجزء من برنامج الإنتاج لمؤسسة الشارقة للفنون في عام 2012، وواصلت المؤسسة دعمها ومتابعتها للفيلم خطوة بخطوة، وفيه تغوص كاميرا المخرج الأميركي شون غوليت في تفاصيل الحياة الاجتماعية العامة المغربية، مستثمراً الموسيقى وما تحمله من أحلام وطموحات.

ليعكس لنا بعضاً من معاناة شرائح المجتمع هناك، معتمداً في ذلك على قصة مليكة التي يقودها عشقها لموسيقى الروك، إلى رفض الواقع عبر تأليف فرقة موسيقية اسمها "خونة" بالتعاون مع مجموعة من الفتيات المغامرات اللواتي يتبعن أسلوب "البانك".

إلا أن حاجة مليكة إلى المال، تجبرها على العمل في تهريب المخدرات عبر الجبال، أملاً بإنقاذ عائلتها من التأثر بقرار إخلاء البيت، ولتحقيق أحلام فرقتها، وترافقها في هذه العملية فتاة أخرى، تدعى أمل، التي تعاني من العمل في تهريب المخدرات، لتجد في مليكة أملها في التحرر من عبوديتها لتجار المخدرات.

تفاصيل كثيرة

تفاصيل كثيرة يأخذنا إليها مخرج الفيلم شون غوليت في فيلمه هذا والذي قدمه في عام 2011 كفيلم روائي قصير، ليعود مجدداً إلى استثمار قصته وتحويلها إلى فيلم روائي طويل يحمل الاسم ذاته، وقد عرض للمرة الأولى عالمياً في مهرجان فينيسيا السينمائي العام الماضي، ومن بعدها في مهرجان دبي السينمائي الدولي بدورته العاشرة.

ورغم أن هذا الفيلم يعد التجربة الأولى لغوليت في الروائي الطويل، إلا أنه نجح في الخروج من دائرة المشاهد الداخلية، مانحاً الكاميرا فرصة التنفس ونقل الواقع المعاش كما هو دون تحريف، مستفيداً من جمالية المشهد والطبيعة التي يتمتع بها المغرب، وتحديداً مدينة طنجة المغربية.

ونجح في تقديم مشاهد تعكس حالة الفقر التي تنتشر في الشوارع، فضلاً عن أن اختياره في بداية الفيلم لواحدة من أغنيات فرقة مليكة التي تتمرد فيها على الواقع، وترفضه، وتتطلع من خلالها لتحقيق أحلامها، ليبين لنا غوليت أن التحدي سيضع روح مليكة بكل تمردها على المحك، لتضطر إلى استدعاء كل غرائزها وإمكانياتها للنجاة من المصير المجهول.

 

كباريه الحروب الصليبية

 

تستعد مؤسسة الشارقة للفنون حالياً وفي إطار برنامج الأفلام المخصص لسينما سراب المدينة التي تتسع لنحو 200 شخص، لعرض فيلم "كباريه الحروب الصليبية" للفنان التشكيلي المصري وائل شوقي الذي شارك في دورة بينالي الشارقة الـ 11.

حيث تبدأ أحداثه في عام 1099 مع حصار القدس، وكل شخصياته مكونة الدمى، وتنتقل الأحداث بين مدن حلب ودمشق وبغداد في مسرح مصور يجمع بين الدراما والغناء بأصوات جميلة لفرقة بحرينية.

 يذكر أن برنامج سينما سراب المدينة يركز على الأفلام المقبلة من المنطقة العربية، ويقدم مجموعة متنوعة من الأفلام العالمية والمستقلة، فيما تحتفظ الأفلام المتخصصة بعالم الفن بنصيب وافر من العرض، حيث تأتي هذه الأفلام بلغات مختلفة منها الإنجليزية والعربية والفارسية والأوردو، وغيرها.

Email