خاض تجربة أشاد بها كبار »النواخذة« المحليين

حمزة لوتاه عاشق »اللنشات« والبحر

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

حمزة لوتاه، شاب من الجيل الجديد، عشق البحر وعمل في مهنة تجارة نقل البضائع، وبعد أن أصبح ارتباطه وثيقاً بالبحر، قرر خوض تجربة جديدة في عملية تطوير هياكل القوارب المحلية «اللنشات» بإطالة هياكلها عن المعتاد، وقام بصناعته مع مجموعة من العمال بطريقة هندسية مدروسة، كي ينطلق هذا «اللنش» ويصل إلى موانئ بعيدة، وأشاد به كبار النواخذة في الإمارات، وهناك من اعترض بسبب التكلفة الباهظة لهذه الصناعة، وبخصوص هذا الموضوع التقيناه فكان هذا الحوار.

روابط البحر

كيف كانت بداية الفكرة ؟

كنت «نوخذا» في لنش «بن هده»، وخرجت من فترة في سمبوك للصيد عام 1995، بعدها أصبح الرابط بيني وبين البحر قوياً، وبدأت بشراء لنشات للتجارة والشحن «النقل».

هل مهنة التجارة في النقل البحري مربحة بالنسبة للتاجر في نقل البضائع؟

أشتري «لنشات» من بعض الآسيويين لأن تكلفتها قليلة وتغطي رأس المال، وكنت أستفيد منها في فترات سابقة، أما الآن فأصبحت هذه المهنة عبئاً على التاجر.

لماذا؟

بسبب أن موانئ الصومال تحمل البضائع حالياً في الحاويات، وهذا أدى إلى تقليل عملية النقل.

إشادة النواخذة

كيف بدأت بفكرة تطويل «اللنش»؟

اشتريت «لنشاً» صغيراً محترقاً، وخطر على بالي تطويله، وقمنا بقصه من المنتصف، وقمت مع العمال بعملية التطويل، وحصلت على إشادة من الأستاذ صلاح بن طوق بسبب أن الفكرة جديدة لم يسبق لأحد أن فكر بها، واعترض عليها النوخذة ثاني بن غليطة بسبب أنها مكلفة.

ما الخطوات التي اتبعتها في طريقة البناء؟

نظفت «اللنش» القديم وقطعته من المنتصف واستخدمت خشباً يسمى «البلاو» من إفريقيا من جمهورية الكونغو، وطولته مسافة 25 قدماً، والمسألة الصعبة تكمن في أن النصف الخلفي لا يطابق النصف الأمامي، وهنا تأتي الخبرة الفنية التي أمتلكها كي نطابق الجهة الأمامية مع الخلفية، وبحكم أن الحديد خطوطه مستقيمة ليس بها ميلان، استخدمنا الخشب والقطع الخشبية التي فيها ميلان وأجزاء داخلة وظاهرة، وبفضل الله أنجزته وطابقته، وزادت حمولته بمعدل الضعف تقريباً، أي أنه أصبح بإمكانه حمل 17 حاوية، وأضفت فيه بعض المواد الحديثة، فمثلاً في السابق كنا نستخدم المسامير، والآن استخدمت البراغي الذي نسميه «بلط»، وأصبح «اللنش» مثل القطعة الفنية المتوازنة، والشيء الذي أفتخر به أن شكله لا يوحي بتغييرات أو تطويل وكأنه حديث البناء بشكل كامل.

خصوصية تجربة

ما المدى الذي يمكن لـ«اللنش» أن يصل إليه؟

سأسير أول رحلة في بداية العام المقبل بإذن الله رلى الصومال، وسيمثل وسيلة نقل بحرية عادية.

هل ستكرر هذه التجربة ؟

لا، لأن لكل تجربة عندي خصوصيتها، وكل فكرة لها تميزها الخاص.

إذاً، ما السبب في خوض هذه التجربة؟

لأنني أستفيد منها وأعمل بها، وأحببت أن يكون لي فيها تجربة جديدة وتحدياً للأساتذة القدامى في مجال البحر.

تحفة تراثية

هل بالإمكان أن تحتفظ به مستقبلاً كنوع من التحف أو أن تبيعه لأحد ملاك الشركات السياحية ؟

هذا اللنش كـ «تكلفة» له وضع خاص، وفي الفترة التي فكرت فيها ببنائه كانت المواد رخيصة، ولو فكر أحد ببنائه الآن فلن يتكلف أقل من مليون ونصف المليون درهم، وأيضاً انتهزت فرصة توافر الأيدي العاملة الرخيصة والمواد، وتشجيع «الجداف»، على رأسهم الرئيس التنفيذي خميس بو عميم، وهذه الفرصة انتهزتها وبدأت من دون أي تردد، وكلفتني نحو 700 ألف أو 800 ألف درهم، وهي نصف تكلفة المقاولين الحاليين، وبحكم خبرتي الفنية أنجزته.

هوايات

حول الهوايات البحرية التي يمارسها حمزة لوتاه، قال إن الصيد والإبحار مع الأصدقاء فترة يومين أو ثلاثة أيام يجولون فيها بالبحر، من أهم الهويات بالنسبة إليه، كما أن الأمور الفنية والهندسية في البناء تستهويه، بحكم خبرته في تصنيع القطع الميكانيكية والسفن.

Email