الحفاظ على سُلالاتها الأصيلة موروث وشغف

الإبل زينة »المزاينات« ورمز الصحراء والبداوة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الحفاظ على السلالات الأصيلة للإبل، موروث يلقى اهتماماً كبيراً في دول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام وفي الإمارات بشكل خاص، وهو موروث يجب الحفاظ عليه، ويتعلق بكيفية الحفاظ على هذه السلالات، بحكم شعبيتها الكبيرة وارتفاع أسعارها، والتي تعدت مرحلة الآلاف ووصلت لسقف الملايين، فهي زينة «المزاينات»، كما أنها ترمز إلى الصحراء والبداوة. في هذا التحقيق نستطلع آراء بعض ملاك الإبل ومربيها في الإمارات وكيفية الحفاظ على هذا الموروث وصون هذه السلالات للأجيال المقبلة، فإلى التفاصيل..

سلالات

قال سعيد الهاجري، حول أنواع سلالات الإبل، إن «هناك سلالات كثيرة وقوية من سلالات الهجن، وكل على حسب رغبته، سواء في المزاينات أو في الركض، أو ما يحتاجه من أغراض أخرى لأخذ الفائدة الكبرى من السلالة المطلوبة، ولكن من وجهة نظري أن سلالة شاهين تعد من أقوى السلالات وأشهرها، لما لها من إنتاج قوي في الدولة وسمعتها وإنجازاتها عبر السنين، ووصول سلالتها إلى خارج الدولة، حيث يأتي ملاك الإبل من خارج الدولة لطلب السلالة الشاهينية، سواء بالشراء أو بالإنتاج»، وعن عدد السلالات القوية، أضاف الهاجري: «السلالات كثيرة، وكما أسلفت فإن أشهرها هي شاهين ثم صوغان، وتليهما هملول وظبيان، وهذا حسب وجهة نظري، لأنها الأكثر استخداماً وشهرتها في المنطقة لما لها من سمعه طيبة وإنجازات سواء في المزاينات أو في الركض، ويمتلكها أكبر ملاك الهجن في الدولة وخارجها».

آليات حفظ

ناصر الرميثي، حول إيجاد آلية لحفظ هذه السلالات، قال: «يوجد هناك آليات لحفظ سلالات الإبل داخل الدولة مثل المختبرات وتركيب الشرائح الإلكترونية، وفحوصات «دي إن اي»، ودعم المزاينات والركض، ما يؤدي إلى مشاركة المواطنين وتشجيعهم على حفظ السلالات القوية، وأكد «من وجهة نظري أتمنى من الجهات المختصة وضع حدود لتهجين الإبل، وخصوصاً السلالات القوية للحفاظ عليها».

وعن أشهر السلالات وهل يمكن ترتيبها من الأقوى، قال الرميثي: «هناك اختلاف في الرأي حول هذا الموضوع، وخاصة في ما يتعلق بالسلالات لحاجة المالك، ولكن الغالب أن سلالة شاهين هي الأقوى، وتليها السلالة الصوغانية وسلالة هملول، ولا أعتقد بأن جميع ملاك الإبل يتفقون على الترتيب نفسه، وكل السلالات المذكورة لها إنجازات تؤهلها لأن تكون الأقوى».

ارتفاع أسعار

سلطان بن شرف المحرمي، قال عن علاقة السلالات بارتفاع الأسعار: «علاقة ارتفاع الأسعار بالسلالات علاقة قوية، وهي أنه كلما كانت السلالة قوية ارتفعت الأسعار، لأن السلالات القوية لديها إنجازات عدة وتفيد مالكها حتى في النظرة المستقبلية، حيث يكتسب منها إنتاجاً يندرج تحت هذه السلالة القوية، ويبني أسماء قوية في الساحة، سواء في مجال السباقات أو في المزاينات».

وعن كيفية معرفة المواصفات الجيدة للإبل من خلال الشكل، قال المحرمي إن «الإبل لها مواصفات عدة، يميزها صاحب النظرة الثاقبة من خلال شكلها وبعض أوصافها، ومنها كبر الرأس وطول الخشم «الأنف» وطول الرقبة والغارب وكبر المنحر ومستوى السنام مع طول الغارب، وهذه بعض الأوصاف الجمالية للإبل من خلال النظرة الأولية، وكل هذا له رابط قوي بخصوص الأسعار، وأكثر هذه المواصفات توجد في السلالات القوية».

سلالات محلية

عايض بن ختروش، قال حول كيفية المحافظة على السلالات المهمة للإبل: «يجب الاهتمام بالسلالات المحلية وغير المهجنة التي هي من الإنتاج الداخلي للدولة، ومن السلالات العريقة في الدولة مثل سلالة ظبيان ومصيحان وصوغان والوري، وزيادة الاهتمام والعناية الصحية من خلال عدم جلب الإبل من خارج الدولة، والتي من الممكن أن تكون حاملة لبعض الأمراض، كما من الممكن أن تؤثر في الثروة الحيوانية داخل الدولة بشكل عام، وفي الإبل بشكل خاص».

أساسيات التراث

حول ما إذا كانت توجد جمعية لحفظ السلالات القوية، قال عايض بن ختروش: «ليس عندي علم ما إذا كانت توجد جمعيات لحفظ السلالة، ولكن أعرف أنه يوجد اهتمام شخصي من أصحاب السمو الشيوخ وأبناء القبائل في مختلف مناطق الوطن، بهذه السلالات للحفاظ عليها من الاندثار، وأتمنى أن تكون هناك جمعيات لحفظ السلالات القوية المحلية التي تعتبر من أساسيات تراثنا والمحافظة عليه».

Email