رقمنة الأنشطة اللاصفية.. جيل يواكب المستجدات من نافذة العزلة والخمول

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

 لمشاهدة ملف "رقمنة الأنشطة اللاصفية" بصيغة الــ pdf اضغط هنا

 

على الرغم من اتفاق جميع المتخصصين التربويين والنفسيين على أهمية الأنشطة اللاصفية في بناء شخصية متوازنة للطالب تخرجه من الحيز التقليدي إلى آفاق واسعة، فإنهم أبدوا تخوفهم من سيطرة الجانب الإلكتروني والذكي عليها وجذبه كثيراً من الطلبة مقابل الأنشطة الحركية والرياضية، مشيرين إلى أنه يوقعهم في براثن العزلة وحب الذات، ويدفعهم إلى الخمول الذي يتحول إلى جملة من الأمراض العضوية والنفسية، ليس أقلها البدانة المفرطة التي غدت مستشرية بين الطلبة الصغار، في حين أن جوهر الأنشطة اللاصفية إنما قام على أساس تشجيع العمل الجماعي وروح الفريق، وتفريغ طاقة الطلبة في جوانب رياضية تساعدهم على التعويض عن الجانب العلمي والأكاديمي في الأنشطة الصفية.

وزارة التربية والتعليم اتجهت إلى دمج التكنولوجيا وما يتبعها من تطور ومجالات الحياة في الأنشطة اللاصفية، لتواكب التطور المتلاحق، وتسهم في إعداد وتهيئة أجيال مستقبلية مؤهلة ومستعدة لمواصلة مسيرة التنمية والتقدم في الدولة، والحفاظ على مكتسبات الوطن، وتعزيز مكانة الإمارات محلياً وعالمياً بوصفها عاصمة للابتكار والإبداع في القطاعات كافة.

وبادرت مدارس بعمل مختبرات ومراكز تعزز عمل الأنشطة اللاصفية الذكية التي تحاكي التطور التكنولوجي، وتمد الطلبة بمفاهيم الحياة، وأخرى عكفت على عمل مبادرات جسّدت الأنشطة كافة، ودمجت بينها وبين مجالات الحياة، ومدارس اتبعت سياسة «لا للأجهزة الإلكترونية» مرة شهرياً.

ضرورة ملحة

الدكتورة آمنة الضحاك الشامسي، الوكيل المساعد لقطاع الأنشطة المدرسية في وزارة التربية والتعليم، توضح أن الأنشطة الصفية واللاصفية أضحت اليوم ضرورة ملحة ضمن متطلبات التعليم الممنهج والعصري، ذلك أن النشاط المدرسي ينعكس في إدراك الطالب وتطور العملية التعليمية ومستوى التحصيل لدى الطلبة، ومن هنا وجبت مواكبة هذه اﻷنشطة لمتغيرات العصر والتطورات التكنولوجية، عبر الاستفادة منها في توظيف عناصر التقنية في اﻷنشطة المدرسية، لتكون مبتكرة وإبداعية.

وشددت على أهمية التنويع في الأنشطة اللاصفية في المدارس حتى تظل محفزة للطلبة، وإكسابهم نشاطاً وحيوية، وتعزيز خبراتهم، وزيادة دافعيتهم في التواصل بينهم وبين مجتمعهم المدرسي، إضافة إلى الارتقاء بتحصيلهم الدراسي.

وقالت إنه في هذا السياق، عملت وزارة التربية على تضمين خطتها التطويرية للتعليم بأنشطة لا صفّية إلكترونية وذكية، من خلال تزويد المدارس بحقائب الروبوتات التي تساعد الطلبة على كيفية بناء روبوت، ومن ثم توظيف ما تعلموه في المواد الدراسية، مثل العلوم والهندسة والتكنولوجيا والرياضيات، ليتم من خلاله إكساب الطلاب مهارات عملية لبناء روبوت تعليمي، وهو ما يعزز روح الابتكار في التعليم، وإعداد وتهيئة أجيال مستقبلية مؤهلة ومستعدة لمواصلة مسيرة التنمية والتقدم في الدولة، والحفاظ على مكتسبات الوطن، وتعزيز مكانة الإمارات محلياً وعالمياً، بوصفها دولة رائدة في مجالات الابتكار والإبداع.

حرص

ولفتت إلى أن الوزارة تحرص على أن تجعل الأنشطة اللاصفية تتماشى في مضمونها وأهميتها ونتاجاتها مع توجهات الدولة، من حيث تسليط الضوء على أهمية التصنيع الرقمي والذكاء الاصطناعي، لتلبية الحاجة الماسة إلى أجيال مبتكرة ومتسلحة بمهارات وقدرات معرفية تكنولوجية علمية وعملية فائقة، وتمكينها من الإسهام في تعزيز البنية التقنية والرقمية المتطورة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو بدوره يعزز من تنافسية الإمارات في مجالات مهمة، ويضعها في مصاف أكثر الدول تقدماً في قطاعات العلوم والتكنولوجيا والابتكار على مستوى العالم.

وأشارت إلى أن الثورة الصناعية الرابعة تفرض علينا كجهة تربوية مواكبة التغييرات المتسارعة التي تفرزها، وتتمحور حول أتمتة الصناعة، وتمكين طلبتنا من أن يكونوا بالمستوى المطلوب لمواجهة التحديات المستقبلية، واستشراف المستقبل، واستعادة التوازن في زمن الثورة الصناعية الرابعة، آخذين بعين الاعتبار أن هذه الثورة ستغير المفهوم السائد عن معظم الوظائف في العالم، واستحداث وظائف يتطلبها سوق العمل وتلاشي أخرى، وتتطلب تقنيات حديثة تجمع العلوم الفيزيائية أو المادية بالرقمية والبيولوجية، وتؤثر في كل التخصصات والمجالات والاقتصادات والصناعات المستقبلية.

وأضافت الشامسي أن الوزارة كانت دوماً سبّاقة ومبادرة في إطلاق مبادرات نوعية تسهم بشكل رئيس في تطوير الأنشطة بشكل عام، الصفية واللاصفية، بما يتماشى مع التطورات التكنولوجية المتسارعة، وتوظيف الروبوتات والذكاء الاصطناعي لخدمة المتعلمين والمعلمين على حدٍ سواء، ويسهم ذلك في إعداد طلبة أكفاء قادرين على الابتكار والريادة في مجالات الذكاء الاصطناعي والروبوتات.

وذكرت أن الأنشطة اللاصفية في جميع المراحل الدراسية لها أهميتها في دعم العملية التعليمية، من خلال اكتساب المتعلمين نشاطاً وفاعلية، وإضفاء عامل الحيوية على عمل المعلم وأداء الطالب داخل الغرفة الصفية، كما تساعد على ربط خبرات المتعلمين التراكمية السابقة، مما يعني استمرارية التعلم، إلى جانب تحقق التطبيق الوظيفي للحقائق والمعلومات والمهارات الأساسية التي يكتسبها المتعلمون.

واعتبر جمال المهيري، الأمين العام لجائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز، أن الجيل الحالي من الطلبة يحتاج إلى أنشطة تواكب توجهاته وقدراته، لافتاً إلى أن الأنشطة اللاصفية تساعد على تنمية شخصيات الطلبة ليكونوا أعضاء منتجين في مجتمعهم، يسهمون فيه طبقاً لقدراتهم ومواهبهم.

وشدد على أهمية دمج التكنولوجيا والتصنيع الرقمي والبرمجة وكل العوامل والسمات المؤهلة للإبداع والابتكار في الأنشطة اللاصفية لزيادة فرص الإبداع خارج دائرة الصف الدراسي، لذلك تحرص الجائزة على تقديم برامج متخصصة للطلبة، تهدف إلى دعم قدراتهم واهتماماتهم، إضافة إلى توفير التعلم الإلكتروني للموهوبين، ورفع مستوى الوعي لدى الجمهور، وتقديم فرص تعلم ابتكارية من شأنها أن تعمل على توفير قنوات تربوية، يمكن من خلالها إكساب الطلبة المهارات.

ولفت إلى أن الأنشطة اللاصفية في النظام التعليمي تسعى إلى بناء الشخصية المتوازنة للمتعلم، وأن يكون النمو المعرفي والانفعالي والحركي للمتعلم جميعها يسير في سياق منتظم متناغم، ومن هنا تأتي الأنشطة اللاصفية للعمل على تنمية هذا، وتوجيه الطالب نحو تحقيق النمو المتوازن.

وأوضح أن هناك أنشطة لا صفية توجه نحو النمو المعرفي العلمي للمتعلمين خارج البناء المدرسي مثل الارتباط بالجمعيات العلمية، والارتباط بمراكز الأبحاث العلمية المكتبات وغيرها من الأنشطة التي تسهم في نمو الجانب المعرفي والعلمي، مما يسهم في إبراز أهمية الأنشطة، باعتبارها تسهم في بناء الشخصية المتوازنة للمتعلم بشكل عام خارج حدود المدرسة.

قوة محركة

ومن جهته، أكّد الدكتور عبد الرحمن جاسم الحمادي، المدير العام لمعهد أبوظبي للتعليم والتدريب المهني التابع لمراكز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني، أن التكنولوجيا أصبحت الآن القوة المحرّكة لآليات العولمة، وهي وقود صيرورتها التاريخية، وهو ما يؤثر في الحياة اليومية للبشر في مختلف أرجاء العالم، موضحاً أن ما تعمل عليه المؤسسات التعليمية من دمج التكنولوجيا والتصنيع وغيرها من أعمال يدوية في أنشطتها اللاصفية، يعزز قدرات الطلبة، ويخلق طالباً مبدعاً قادراً على الوقوف على متطلبات العصر.

ولفت إلى أن دولة الإمارات تبدي اهتماماً ربما يفوق دولاً متقدّمة بتتبع التطور التكنولوجي في العالم، لذلك على المؤسسات التعليمية أن تواكب تلك التوجهات، مضيفاً أن الإمارات من أكثر دول المنطقة والعالم اهتماماً بالانخراط في العصر الرقمي، والتحوّل نحو اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار وتكنولوجيا المعلومات، مشيراً إلى قناعة راسخة بأن التخطيط الجيد يستطيع توظيف التكنولوجيا من أجل توفير حلول إبداعية لكثير من العقبات، وهذا ما تعتمده المؤسسات التعليمية.

عزلة وحب الذات

ويؤكد فيصل محمود آل علي، اختصاصي اجتماعي، أن للأنشطة اللاصفية جانباً إيجابياً وتأثيراً كبيراً في بناء شخصية الطالب، خاصة تنمية الروح الجماعية والثقة بالنفس والمشاركة في الألعاب الجماعية، إلى جانب اكتشاف المواهب الكامنة لديهم، وصقلها بشكل موجّه، كل تلك الأمور يجعل الطالب متعاوناً معتمداً على ذاته، وتقوى جوانب شخصيته من خلال احتكاكه بغيره، بيد أن تغييب هذه الأنشطة وتحويلها إلى ذكية وإلكترونية دون النظر إلى انعكاساتها على الطالب، بحيث إن بعض الأنشطة الإلكترونية فردي أو يقوم على شخصين فقط، بعيداً عن روح الجماعة والتعاون، يخلق نوعاً من حب العزلة وحب التملك لتلك اللعبة وعدم مشاركتها مع الغير، وأيضاً انعدام أي تفكير إبداعي أو أي نشاط حركي، بل يدفع إلى التبلد وقلة التحرك، لأنها لا تتطلب أي مجهود حركي ليقوم به، وإنما يكون تركيزه بالكامل على اللوح الإلكتروني أو اللعبة الإلكترونية، وانعكاساتها على صحة الطالب، فالتطور جميل عندما نستخلص منه ما يفيد لبناء جيل سليم العقل والبنية.

وأوضحت التربوية هبة الله محمد أنه لا مفر مع هيمنة الذكاء الاصطناعي على كل أمور الحياة ومواكبة التطور، بشرط أن يركز الذكاء الاصطناعي على أهمية القيم، خاصة أن ترتبط الأنشطة اللاصفية بقضايا الواقع، أي توضع لها خطة، كل حسب فئته العمرية.

أصحاب الهمم

وأكد الدكتور فكري النجار، أستاذ اللغة العربية في جامعة الشارقة، أن تحويل الأنشطة اللاصفية إلى أنشطة ذكية يحمل جملة من الإيجابيات والسلبيات، مشيراً إلى أن الإيجابيات تتمثل في سهولة حمل الإلكترونيات الذكية وجاذبيتها، علاوة على سرعة الإنجاز، واختصار الوقت والجهد، فيما سلبياتها تتركز في سرعة تلف الإلكترونيات والتأثير في صحة الطلبة، وخاصة النظر؛ بسبب الإشعاعات الصادرة عنها، علاوة على تضييع أوقات الطلبة كثيراً، وتشغل أوقاتهم في تطبيقات الترفيه والترويح، وأنه ربما لا يناسب كثيراً من أصحاب الهمم.

منفذ وحيد

ترى تغريد صالح، من مدرسة الدرة في الشارقة، أن الأنشطة اللاصفية يفترض فيها أن تكون المنفذ الوحيد الذي يبعد الطلبة عن الأجهزة والتقنيات، وأنها وسيلة مهمة للتطور الاجتماعي والبدني، لافتةً إلى أن التكنولوجيا غزت كل تفاصيل الحياة، ما يعني أن التوازن مطلوب، لا إقصاء ولا إدمان على الأجهزة الإلكترونية.

واعتبرت أن التوازن يكمن في إعداد خطط وبرامج الأنشطة اللاصفية من قِبل المعلمين وإدارات المدارس والنطاقات، بحيث يتم تطوير الأنشطة اللاصفية، وتحويل جزء واسع منها إلى أنشطة إلكترونية، تلبيةً لاحتياجات الطلبة وميولهم، مع أهمية وجود دور توجيهي للمعلمين في تطبيقها، والسعي إلى تفاعل الطالب مع بيئته أثناء تطبيقها، مع المحافظة في المقابل على نسبة جيدة من الأنشطة الاجتماعية والثقافية والرياضية، وتحفيز الطلبة على المشاركة فيها، من خلال تنفيذها بصورة عصرية جذابة، وتقديم الحوافز للطلبة المتميزين فيها.

 توازن

تبدي آلاء حسن إبراهيم معلمة مادة العلوم تفهمها وقناعتها لفكرة استخدام التكنولوجيا كوسيلة تعليمية لتحفيز وتوسيع مدارك الطلبة لكنها تقف موقف المعارض في حال تعميمها على الأنشطة جميعا بحيث يصبح الطالب ملاصقا للأجهزة الإلكترونية، معللة ذلك بان الطالب يستخدم التقنية الإلكترونية أثناء الحصول على معلمومات حول كل المواضيع من العلوم والرياضيات والتربية الإسلامية واللغة العربية، وفي البيت أيضا يستخدمها ولذلك يجب أن يكون هناك نوع من الأنشطة الأخرى البدنية والتي يقوم بها بيديه ليحصل التوازن.

 هوايات

ترى مها بركة مسؤولة إدارة المتابعة والجودة في مدارس الشعلة في الشارقة أن جيل الآيباد لم يعد يستهويه المنهاج التعليمي التقليدي بجموديته التي تحصره في كتابٍ وسبورة وقلم، وبأن توفير بيئة تعليمية جاذبة للطالب يتطلب مواءمة للمنهاج بما يتناسب مع ميوله واهتماماته، وبالتحدث عن المنهاج هنا فإنه من المعروف أن المنهاج التعليمي لا يقتصر فقط على المقرر الدراسي، بل يمتد ليشمل كافة الأنشطة الصفية واللاصفية التي تستهدف الطالب كجزء من المنهاج. وفيما يتعلق بالأنشطة اللاصفية فقد أصبح ملاحظاً توجه العديد من المؤسسات التعليمية نحو تحويل الأنشطة اللاصفية إلى أنشطة إلكترونية من خلال توظيف الحواسيب والألواح الذكية والروبوتات، ومن ميزات هذا التوجه اتفاقه مع ميول الطلبة وتوجهاتهم، كما إنه يتماشى مع المبادرات العديدة التي أطلقتها دولة الإمارات في سبيل تحقيق رؤيتها للعام 2021 ومنها إدخال مواد دراسية جديدة للمناهج الوطنية تركز على الابتكار في الجانب الإلكتروني الذكي.

 تراجع

أكد تربويون أن الميل نحو النشاط الإلكتروني لم يعد يقتصر على الجيل الناشئ، بل أصبح توجهاً لجميع الأجيال بمختلف أعمارها، ولا بد أن يدق ناقوس خطر التراجع في العلاقات الإنسانية التي يتبادلها الطالب مع معلميه وأقرانه، بالإضافة إلى إغفال جوانب التعلم بالمحسوس والتعلم الاستكشافي والعملي والتعليم بالقدوة والتعلم الجماعي حيث يتراجع تطبيق هذه الاستراتيجيات في التعليم الإلكتروني، عدا عن إضعاف مهارات الخط المكتوب وتهديد مخزون اللغة العربية لدى الأطفال حيث تمثل اللغة الإنجليزية اللغة الأساسية للبرمجة وعالم التقنيات، بالإضافة إلى تراجع اللياقة البدنية ومستوى الصحة لدى الجيل الحالي والأجيال القادمة في ظل اختيار النشاط الإلكتروني على حساب النشاط الحركي.

 علاقات

قال فادي أبو دية مشرف تربوي في مدرسة تريم الأميركية إنه يجب دراسة الأنشطة اللا صفية التي سوف يتم اعتمادها لتكون ضمن التطبيق ووضع الأنشطة المتبقية لتكون مكملة في بناء شخصية الطالب وتنمية علاقاته الاجتماعية ورفع مستوى القدرة البدنية له، إذ يجب علينا مواكبة التطور المتسارع في التكنولوجيا والتي أصبحت تسيطر على حياتنا اليومية وخاصة مع أبنائنا الطلبة الذين أصبحوا متقدمين في هذا الجانب ويتمتعون بمهارات عالية.وتابع: من الممكن أن يكلف المعلم الطلبة بكتابة رسالة نصية يحدد لهم فيها عدد الكلمات او الأحرف ويحدد لهم الفكرة التي يريد إيصالها لتنمية مهارات استخدام اللغة ورفع مخزونهم اللغوي.

 

سلبيات التقنيات لا تضاهي إيجابياتها المعرفية

شددت درة عطاطرة مسؤولة المكتب الإعلامي في جامعة الفلاح أنه مع التطور التكنولوجي الهائل في الفترة الأخيرة وإمكانية توفر الأجهزة الرقمية بمختلف أنواعها بين أيدي الطلبة اتجهت المؤسسات التعليمية جميعها إلى مواكبة هذا التطور واستخدامه في سبيل تطوير أسلوب التعليم داخل المؤسسة، وبالتالي أصبح هناك العديد من الوظائف التي يمكن للجهاز اللوحي إنجازه بدقة وكفاءة تامة، بحيث إن سلبيات التقنيات لا يمكن أن تضاهي الفائدة المعرفية الكبيرة منها، لأنها تستخدم كأداة تعليمية بدلاً عن الدفاتر والكرّاسات وحتى الكتب والحقائب في المستقبل القريب، وهو ما سوف يمثل نقلة نوعية للعملية التربوية برمتها نحو العصر الرقمي.

وأضافت عطاطرة أن استخدام الطلبة للأجهزة اللوحية في المدارس والجامعات له أثر إيجابي كبير على أسلوب العملية التعليمية إذ ينمي المهارات العقلية عند الطلبة وقدرته على إيجاد بيئات فكرية تحفزه على استكشاف موضوعات ليست موجودة ضمن المقررات الدراسية.

وقالت: يعكس هذا التطور فائدة بالغة الأهمية، لأنه يسمح بتعديل وتحديث المواد والمعلومات المدرجة في المناهج بشكل يومي، كما يمكن الطالب من سهولة التواصل مع الأساتذة وسوف يمثّل نقلة نوعية للعملية التربوية.

وأشارت عطاطرة إلى أن كل تطور جديد له إيجابيات وسلبيات، حيث لا بد من وجود سلبية معينة لمثل هذه الأجهزة اللوحية مع كثرة الاعتماد عليها من قبل الطالب، حيث من الممكن أن يؤثر ذلك على الحياة الصحية للطالب مثل التأثير على النظر أو أضرار أخرى بسبب الإشعاعات غير المرئية الصادرة من الأجهزة الذكية، أو قد ينشغل الطالب بتطبيقات أخرى أثناء الشرح، بالإضافة إلى التأثير على طبيعة الحياة الاجتماعية، إذ يصبح أكثر تعلقاً بالأجهزة الإلكترونية سواء للوظائف المدرسية المطلوبة أو لغير ذلك.

 

اقرأ أيضاً:

Email