الحصاد.. إبداع الصغار ينسي العالم إخفاق الكبار

ت + ت - الحجم الطبيعي

اختتمت أمس بالعاصمة الروسية موسكو، البطولة الأكبر على مستوى كرة القدم حيث ودع العالم المونديال، وإن كانت الذاكرة الرياضية احتفظت بمشاهد خاصة جدا من الحدث العالمي الرياضي الأبرز، جاء على رأسها ابداع المنتخبات الصغيرة، التي أنست العالم إخفاق كبار النجوم على مستوى اللاعبين والمنتخبات. حيث شهد العالم الكثير من الحقائق الجديدة، لعل أبرزها إخفاق كبار النجوم في الظهور بالصورة التي كانت متوقعة قبل البطولة، بل أن تأثير الكوري الجنوبي سون هيونغ مين أمام ألمانيا كان أكثر تأثيرًا من الهدف الوحيد الذي سجله ميسي أمام نيجيريا، فلم يترك ليونيل ميسي، بصمة في هذه القائمة لكن كريستيانو رونالدو قدم بعض لمحات الإبداع الفردي التي ستستمر طويلا في الذاكرة. وقاد البرتغال للتقدم مرتين على إسبانيا، قبل أن يسجل هدفاً من ركلة حرة من 25 ياردة.

وكان من المتوقع إلى حد كبير أن يترك نيمار، أغلى لاعب في العالم، بصمة على أبرز لحظات كأس العالم لكن الشيء غير المتوقع أنه فعل ذلك بأمر غير جيد.

ورغم تعرض اللاعب البرازيلي لبعض الأخطاء العنيفة خلال البطولة، فإن مبالغته في رد الفعل ودورانه على أرض الملعب بشكل متكرر أثار استياء النقاد ووسائل الإعلام والمدربين، وانتشرت الآلاف من الصور الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي من هذا التصرف.

هدف مؤثر

وكان لكوريا الجنوبية النصيب في الظهور في هذه القائمة بفضل هدف سون هيونغ مين أمام ألمانيا حاملة اللقب والسبب في ذلك يعود إلى مدى تأثير هذا الهدف. ولم تودع ألمانيا المسابقة من الدور الأول منذ 80 عاما لكن تأكد حدوث ذلك بعد هدف كوري في الثواني الأخيرة في كازان.

ويدرك الجميع أن إنجلترا لا تستطيع الفوز بركلات الترجيح في أي نسخة لكأس العالم بعدما خسرت 3 مرات في 1990 و1998 و2006، إضافة إلى خسارة 3 من أربع مرات في بطولة أوروبا.

وبدا أن التاريخ سيعيد نفسه أمام كولومبيا عندما أهدر جوردان هندرسون، ركلة ترجيح أنقذها الحارس الكولومبي ديفيد أوسبينا، لكن إنجلترا فعلتها للمرة الأولى.

مسيرة مذهلة

روسيا سجلت لحظتين مهمتين وليست لحظة واحدة، ورغم أنها كانت المصنفة 70 عالميا قبل انطلاق البطولة، وعدم تحقيقها أي فوز على مدار تسعة أشهر، فإنها بدأت مسيرتها في كأس العالم بشكل مذهل لتشق طريقها إلى التأهل من المجموعة الأولى التي ضمت أيضا أوروجواي ومصر والسعودية. ورغم أن التأهل لم يكن متوقعا إلى حد كبير فإن ما حدث بعد ذلك كان خارقا إذ تفوقت روسيا على إسبانيا بركلات الترجيح بعد تألق الحارس إيغور أكينفييف في إنقاذ ركلتي ترجيح.

أهداف

وعرفت البطولة مجموعة من الأهداف المميزة بدأها كريستيانو رونالدو مع البرتغال خلال التعادل 3-3 مع إسبانيا بالمجموعة الثانية، من ركلة حرة مذهلة إذ نفذ الكرة من فوق الحائط لتدخل بقوة شباك الحارس ديفيد دي خيا.

ثم هدف أحمد موسى مع نيجيريا في الفوز 2- 0 على أيسلندا في المجموعة الرابعة حين استحوذ المهاجم على كرة عرضية داخل المنطقة بشكل فني رائع ثم أطلق تسديد هائلة في الشباك

وسجل ينجامين بافارد مع فرنسا في الفوز 4-3 على الأرجنتين في دور الستة عشر هدفا جميلا عندما تعامل بشكل رائع مع كرة عرضية من لوكاس هيرنانديز بعدما أطلقها بشكل مباشر من حافة المنطقة بوجه الحذاء الخارجي لتسكن الشباك.

ومن الأهداف الجميلة هدف كيفن دي بروين، في فوز بلجيكا 2-1 على البرازيل في دور الثمانية، حيث سجل هدف بلجيكا الثاني الحاسم أمام المنتخب المتوج بكأس العالم خمس مرات بعدما ركض روميلو لوكاكو من وسط الملعب ومرر إلى دي بروين الذي أطلق تسديدة منخفضة لا تصد في المرمى ليزيد من معاناة البرازيل قبل نهاية الشوط الأول.

ووضعت روسيا اسمها أيضا على هذه الخارطة بواسطة دينيس تشيرشيف خلال تعادل روسيا 2-2 مع كرواتيا في دور الثمانية و كتب تشيرشيف اسمه في البطولة بالمساهمة في مسيرة روسيا غير المتوقعة في كأس العالم وكرر تألقه عندما تبادل الكرة وراوغ أحد المدافعين ثم أطلق تسديدة هائلة من خارج المنطقة في شباك كرواتيا ليمنح التقدم لبلاده.

أشياء محبطة

أما الأشياء المحبطة التي شهدتها البطولة فكان على رأسها مستوى ليونيل ميسي، بعد أن انتهت مشاركة اللاعب الأرجنتيني الرابعة في كأس العالم بشكل محبط بعد الخسارة في دور الستة عشر أمام فرنسا.

كما عرفت القارة السمراء الإخفاق حيث لأول مرة منذ 1982 لا ينجح أي منتخب أفريقي في عبور دور المجموعات.

بينما حققت المنتخبات الخمسة المشاركة بعض الانتصارات وهو ما فشلت فيه في كأس العالم بالبرازيل قبل أربع سنوات لكن اليابان فقط اجتازت دور المجموعات. و رغم خروج أيضا منتخبين كبيرين مثل إسبانيا والبرازيل من كأس العالم بشكل مبكر فإن وداع حاملة اللقب ألمانيا من الدور الأول من أكثر النتائج إحباطاً خاصة أن شكل الخروج كان محرجاً.

ودفع نيكولا كالينيتش ثمن عدم الانضباط بعد أن قضى خمسة أيام فقط في البطولة قبل استبعاده من قائمة كرواتيا وإعادته إلى بلاده بسبب رفضه المشاركة كبديل في أول مباراة أمام نيجيريا قائلا إنه يعاني من مشكلة في الظهر.

Email