لقاء تحسين المظهر بين الفريقين قبل الوداع

تونس وبنما.. نهاية المشوار

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

 

بعد حسم الأمور رسمياً بتأهل بلجيكا وإنجلترا للدور الثاني، لم يتبقّ أمام منتخبي تونس وبنما إلا أن يختما هذه المشاركة في كأس العالم، بأفضل طريقة ممكنة. بعيداً عن مُتعة الأداء فإن الجماهير لن ترضى إلا برؤية الأهداف والحصول على الانتصار ولو كان معنوياً من أجل كتابة سطر مشرق في سجلات التاريخ.

تونس التي حاولت مفاجأة إنجلترا في المباراة الأولى تعرّضت لهزيمة قاتلة في اللحظات الأخيرة (2-1)، لتضطّر للهجوم واللعب المفتوح أمام بلجيكا وتتلقّى هزيمة أكبر (5-2) في مواجهة كشفت عن إمكانية الفريق في الهجوم وقدرته على التسجيل، لكن على عكس ذلك فقد كانت المعاناة أكبر في الدفاع الذي اهتز مع توالي الأخطاء، إضافة للنقص الذي سيعرفه بغياب بعض عناصره المهمة للإصابة. فهل يُمكن لنسور قرطاج أن يحققوا انتصارهم الذي طال انتظاره منذ عشرات السنين؟

أما بنما التي تظهر للمرة الأولى في النهائيات، فقد كافحت أمام بلجيكا قبل تلقي الهزيمة (3-0)، بينما عاش الفريق لحظات صعبة أمام إنجلترا لينهزم بنتيجة كبيرة بنتيجة 6-1، ولكن الهدف التاريخي الذي سجله القائد فيليبي بالوي رُبما يعطي الفريق المزيد من الثقة من أجل كسب المزيد من المُنجزات، هدف آخر أو نقطة التعادل أو ربما الانتصار الأول. كل هذا وارد لدى لاعبين شغوفين بترك بصمة أولى بتاريخ البلاد.

وبعد أن حسم خروج منتخبي تونس وبنما من الدور الأول ببطولة كأس العالم 2018 لكرة القدم المقامة بروسيا، يلتقي الفريقان بعضهما البعض اليوم على ملعب «موردافيا أرينا» في مباراة يبحث كل منهما من خلالها عن انتصار شرفي ينهي به مشواره المونديالي.

وشهدت أول جولتين من مباريات المجموعة السابعة خسارة تونس أمام إنجلترا 1 - 2 وبلجيكا 2 - 5 كما خسر منتخب بنما أمام بلجيكا صفر - 3 وأمام إنجلترا 1 - 6، ليحسم تأهل المنتخبين الإنجليزي والبلجيكي إلى الدور الثاني (دور الستة عشر) وخروج تونس وبنما من الدور الأول بغض النظر على نتائج الجولة الثالثة.

وفي الوقت الذي سيتنافس فيه المنتخبان الإنجليزي والبلجيكي على الفوز بصدارة المجموعة عبر مواجهتهما على ملعب «كالينغراد»، يدور الصراع بين تونس وبنما على انتصار يحمل أهمية كبيرة لكل منهما.

ويتطلع المنتخب التونسي، الذي يشارك في المونديال للمرة الخامسة، إلى مصالحة جماهيره بعد الهزيمة الثقيلة أمام نظيره البلجيكي كما يسعى لتحقيق أول انتصار له في المونديال منذ 40 عاماً، حيث كانت آخر مرة تذوق فيها طعم الفوز في كأس العالم في نسخة عام 1978.

ويواجه المنتخب التونسي ومديره الفني تحدياً يتمثل في التغلب على أزمة الإصابات في صفوف الفريق.

غياب

ويفتقد الفريق التونسي جهود المدافع ديلان برون الذي غادر روسيا بالفعل للعلاج من إصابته في الكاحل، كما يغيب المدافع الأخر صيام بن يوسف بسبب إصابة في الركبة، وقد تأكد غياب حارس المرمى معز حسن لمدة تتراوح بين أربعة وخمسة أشهر إثر إصابته في الكتف خلال المباراة الأولى أمام إنجلترا.

وكان المنتخب التونسي قد حقق الانتصار في مونديال 1978 بالأرجنتين على حساب نظيره المكسيكي 3 /‏‏ 1، وبعدها خرج من الدور الأول للبطولة في نسخ 1998 و2002 و2006 دون تحقيق أي انتصار، وأخفق في التأهل إلى نهائيات نسختي 2010 و2014.

ورغم الهزيمة أمام بلجيكا وإنجلترا وتلقي تسعة أهداف خلال المباراتين، لا يزال منتخب بنما يتمسك بالثقة.

 

إنهاء الصيام

قال المدافع حمدي النقاز، إن المنتخب التونسي يسعى بقوة إلى إنهاء فترة الصيام عن تحقيق الفوز في المونديال، وأضاف «لعبنا مباراتين أمام منتخبين أكثر قوة منا، علينا التركيز على المباراة الأخيرة، وإنهاء 40 عاماً خلت من الفوز».

 

هدف مهم

قال مدافع المنتخب البنمي فيليبي بالوي، الذي سجل أول هدف لبنما في المونديال أمام إنجلترا: «هذا الهدف كان مهماً للغاية بالنسبة لبنما».

واحتفلت الجماهير في بنما بالهدف مثلما يجرى الاحتفال بالانتصارات.

 

تغييرات بنمية

تُريد بنما تحقيق وداع خاص لا ينسى، من خلال الحصول على أول فوز في كأس العــــالم، وربما نشهد بعض التعديلات على الفريق، مع أسماء جديدة تُشارك في خطة اللعب 4-1-4-1، خصوصاً مع غياب الثنائي أراماندو كوبر ومايكل موريو الموقوفين.

 

فرحة شعب

قال مهاجم المنتخب البنمي بلاس بيريز «الناس في بنما فرحون للغاية. فقد توحــــــدوا، وشعـــــــــــروا بسعادة هائلة، وسادت روح السلام والوحدة. كرة القدم توحد الناس بشكل كبير».

 

غوميز: تعلمنا وما زلنا نتعلم

ألقى هيرنان غوميز المدير الفني لفريق بنما الضوء على عدد من الإيجابيات، منها عدم اهتزاز شباك الفريق طوال الشوط الأول أمام منتخب بلجيكا، وكذلك تقديم مستويات مرضية في الشوط الثاني من المباراة أمام إنجلترا رغم انتهاء الشوط الأول بتقدم إنجلترا 5 / صفر.

وقال غوميز: «لقد تعلمنا الكثير، وما زلنا نتعلم عدة أمور مهمة».

وعن تلقي شباكه العديد من الأهداف وظهور دفاعه ضعيفا في المونديال الحالي قال غوميز: «ليست مسألة ضعف، الخبرات هي أن تلعب وتخطئ، ثم تصلح الأخطاء، وتقوم بغيرها وتعدلها، وهكذا.. هذا اسمه خبرات، نحن لا نملك الخبرات، ولكننا نتعلم من الدروس ليكون لدينا الخبرات فيما بعد».

واعتبر المدير الفني للمنتخب البنمي أن مشاركة هذا العام هي مجرد بداية لصعود نجم المنتخب البنمي في قادم البطولات، مشيراً إلى امتلاك الفريق للعديد من العناصر الواعدة التي سيكون لها مستقبل في عالم كرة القدم، متمنياً أن تتثبت أقدام المنتخب البنمي في المسابقات القارية ويصبح رقماً صعباً».

 

العقبي: يجب تغيير أسلوب حياتنا

تخوض تونس اختباراً لا يخلو من صعوبة أمام بنما الوافدة الجديدة على النهائيات في سارانسك. ويسعى لاعبو المدير الفني للفريق إلى تحقيق فوز معنوي سيكون الثاني في 5 مشاركات في العرس العالمي وبعد 40 عاماً على الفوز الأول الذي كان على حساب المكسيك 3-1 في المشاركة الأولى.

ودقّ المنتخب التونسي جرس الإنذار عقب الخسارة المذلة ودعا المدير الفني إلى «ضرورة القيام بتغييرات جذرية»، مقدماً اعتذاره للجمهور والشعب التونسي. وقال مراد العقبي، مساعد مدرب الفريق: «يجب أن نغير أسلوب حياتنا بالكامل في بلدنا لأنه لا يتماشى مع كرة عالية المستوى»، مضيفاً: «علينا أن ننتظر جيلين على الأقل حتى نصل إلى اللياقة البدنية والقوة اللازمة للمنافسة على أعلى مستوى. نحتاج إلى لاعبين محترفين من سن 13 أو 14 عاماً لتحسين المستوى».

وكانت مهمة تونس مستحيلة منذ سحب القرعة التي أوقعتها في مجموعة إنجلترا وبلجيكا، وزادت مهمتها صعوبة بعد صدور جدول المباريات لأنه أوقعها في مواجهتيهما في الجولتين الأوليين. لم يعد لديها الآن ما تخسره، فهل ستكون بنما فرصة لفوز معنوي ومصالحة الجماهير ولو مؤقتاً؟

Email