أشار الروائي السوداني عبد العزيز بركة ساكن، إلى أنه ينحاز في كتاباته إلى مشروعه الإنساني، وأنه يتحدث من خلال أعماله عن أحلام المنسيين، جاء ذلك خلال الأمسية الافتراضية التي نظمها صالون الملتقى الأدبي، مساء أول من أمس، لمحاورة بركة ساكن عن مجمل أعماله، ومن بينها الرواية الحاصلة على جائزة الأدب العربي لعام 2020، والتي يمنحها معهد العالم عربي بباريس بالتعاون مع مؤسسة جان لوك لاجاردير، وهي «الجنقو - مسامير الأرض»، والتي ترجمها إلى الفرنسية إكزافيه لوفان.
في مستهل الأمسية قالت أسماء صديق المطوع مُؤسسة ورئيسة صالون الملتقى الأدبي: لا يخلو أدب كبير دون أن يتعرض لتابوهات المجتمع وإشكالات الماضي وإسقاطاته على المجتمع وشرائحه. الاقتراب الجريء من هذه التابوهات هو ما يميز روايات عبد العزيز بركة ساكن.
وأضافت: في رواياته: الجنقو مسامير الأرض، مسيح دارفور، العاشق البدوي، الطواحين، رماد الماء وزوج امرأة الرصاص وابنته الجميلة. يختار بركة ساكن المواضيع الأصعب على الطرح كالعنصرية والمفاهيم المجتمعية والسياسة والدين والفلسفة، ويطوعها كفاعل أدبي وسردي في رحلة الكشف عن عورة النسيج الاجتماعي والمسكوت عنه.
لغة سردية
وذكرت المطوع أن بركة ساكن يتنقل في اللغة السردية ما بين الدارج والفصيح، في تناغم مدهش على توطيد العلاقة بين السرد بوصفه أداة للتعبير والتابوهات، متحدياً مسلمات القارئ وقناعاته. وقالت: اختار بركة ساكن بذكاء مساحات الأمكنة التي تبدأ فيها ومنها معظم مآسي وآلام شخصيات رواياته. في روايات بركة ساكن سودانية بامتياز، غارقة في محليتها ومتجذرة في تفاصيل المجتمع السوداني.
ومن ثم أشار بركة ساكن إلى أن الأحداث التي يكتب عنها ترجع إلى مشكلة الهويات، وقال: في السودان يوجد مشكلة الهويات، فبعد الاستقلال مباشرة أعلنت الصفوة الحاكمة في ذلك الوقت أن السودان دولة عربية إسلامية.
وأضاف: هذا هو ما أشعل الحروب، إذ توجد في السودان مئات القبائل وتوجد ديانات مختلفة منها ديانات أفريقية، كما يوجد عرب ويوجد غير العرب. وأضاف: هؤلاء الناس الأوائل لم يضعوا اعتباراً لهذا التنوع كان من الممكن استثمار هذا التنوع لبناء دولة حضارية جداً. وذكر تأججت المشاكل منذ العام 1989 بعد أن جاء الإخوان المسلمون وحكموا بالحديد والنار.
35
تحدث عبدالعزيز بركة ساكن، خلال الأمسية، عن رواية «سماهاني» وما تتضمنه من معان وملامح، شارحاً كيف كانت رحلة اختمار أفكارها، حيث قال: كتبت هذه الرواية بعد أن قرأت 35 كتاباً عن الوجود العماني في زنجبار، منها ما كتبه العمانيون أنفسهم.