في الحلقة 21 من البرنامج الوثائقي الدرامي «قصتي»

«عونٌ من الله».. حماية دولة الاتحاد وازدهار بلد يحقق معجزة تنموية

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، واصفاً التطور الحاصل في دولة الإمارات:

«رأيت بلدي بعون الله وتوفيقه ورعايته، يزدهر وينمو، ويحقق معجزة تنموية»، جاء ذلك في قصة «عون من الله»، التي تعتبر القصة 23 في كتاب سموه «قصتي.. 50 قصة في خمسين عاماً»، التي سُردت في 5 دقائق، لتشكل مضمون الحلقة 21 من البرنامج الوثائقي الدرامي «قصتي»، المستلهم من كتاب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي تولى إنتاجه المكتب التنفيذي لسموه، فيما يعرض البرنامج على شاشات تلفزيون دبي ومنصاته المتعددة.

ومن خلالها، أوضح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «خلال سنوات عملي الخمسين، رأيت الكثير من المعجزات التي حصلت بتوفيق من الله في بلدي. خلال خمسين عاماً، رأيت الحماية والرعاية لهذه البلد من رب العباد. رأيت حولنا حروباً واضطرابات، وبلاداً عمرها آلاف السنوات تنهار».

حماية الوطن

استحضر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إحدى ذكرياته التي تشكل حقيقة ذكريات للوطن بكامله:

«محمد، ستكون مسؤولاً عن حماية الاتحاد». كانت هذه العبارة كافية لتجعل نومي قليلاً، وتفكيري لا يهدأ، وآلاف الأفكار تتزاحم في رأسي، كانت مسؤولية حساسة، خاصة بعد إعلان البريطانيين، نيتهم الانسحاب خلال ثلاث سنوات فقط، وكانوا يراهنون على عدم قدرتنا على حماية أنفسنا. كانوا يقولون، أعطوهم استقلالهم، وسيعودون إلينا راكضين لحمايتهم. وكان أبي والشيخ زايد، يراهنان على عكس ذلك».

وأوضح سموه: «في نوفمبر 1968، جلس معي والدي، وطلب مني البدء بإنشاء نواة لقوة دفاع اتحادية، تحمي الدولة الوليدة عند نشأتها. بعد أن أخبرني والدي بقراره، كانت هناك لحظة صمت، قمت على إثرها بتقبيل رأسه، وعاهدته على حماية الوطن بروحي، ثم استأذنت قائدي بالذهاب إلى مكة لتأدية العمرة، وقضاء عدة أيام في رحاب الحرم الشريف.

كنت بحاجة لطلب العون. كنت بحاجة للتوفيق. كنت بحاجة للإرشاد. كنت وما زلت بحاجة لعون الله وتوفيقه وهدايته لي في كل أموري».

وأضاف سموه: «أسوأ ما قد يصيب الإنسان، هو الغرور، وجنون العظمة، والاعتقاد بقوته الشخصية، والاعتماد على قدراته الفانية المحدودة. نحن نبذل، والتوفيق من الله. نحن نتحرك، والهداية والرعاية منه سبحانه. نحن نخلص نياتنا في خدمة الناس، ورب الناس يوفقنا على قدر نوايانا. الهداية من الله، والرعاية من الله، والحماية من الله».

في رحاب مكة

قال سموه: «جلست وحدي في مكة. تأملت كثيراً. وصليت كثيراً. ودعوت الله طويلاً. هدأت زوبعة أفكاري في مكة، وغمرني الكثير من الصفاء والسكون، وبدأت أفكر بشكل معمق ومطول، للإجابة عن العديد من الأسئلة الكبرى أمامي. ما الذي يتطلبه إنشاء قوة دفاع رادعة بشكل سريع؟ ما مصادر التهديدات الرئيسة أمام الدولة الوليدة؟

كيف يمكنني أن اكتشف القوى التي تسعى إلى زعزعة الاستقرار، قبل أن تسدد ضربتها القاضية؟ كيف يمكن بناء قوة عسكرية، دون التأثير في الموارد المالية المحدودة التي تحتاجها الدولة الوليدة من أجل التنمية؟ من أين أبدأ؟ وكيف أبدأ؟ وبمن أستعين؟

وأين سأكون خلال ثلاث سنوات؟ كنت بحاجة إلى أن آخذ في الاعتبار جميع السيناريوهات المحتملة». وأضاف سموه: «وهناك تحت النجوم في مكة المكرمة، تجلت لي الكثير من الإجابات، وبدأت المعالم الرئيسة لخطتي خلال الفترة المقبلة تتضح. وبدأت أرى المستقبل، يوماً بيوم، وعاماً بعام. هناك تحت نجوم مكة، تشكلت رؤية واضحة للأعوام الثلاثة القادمة من حياتي. هناك تحت نجوم مكة، بدأت (رؤيتي)».

ليختتم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، القصة، بقصيدة «يا إلهي»، التي كانت قد شكلت بداية الحلقة، بإلقاء سموه، الذي يأسر السامعين، ومن ضمن ما جاء فيها قول سموه:

لك جيت ساعي إلى مكة بوجداني

يا مالك الملك بالرحمة تلاقيني

كانت مصابيح مكة نور رباني

كأن الملايك محيطة بالمصليني

Email