في الحلقة 19 من البرنامج الوثائقي الدرامي «قصتي»

«التعاون».. رؤية مبدعة رسخت دبي مركزاً سياحياً عالمياً

ت + ت - الحجم الطبيعي

كل ما تتميز به دبي، بدأ بفكرة قهرت المستحيل، ذلك ما لخصته قصة «التعاون» التي تحمل الرقم 36 في كتاب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، «قصتي.. 50 قصة في خمسين عاماً» .

والتي سُردت على مدار 5 دقائق، لتشكل مضمون الحلقة 19 من البرنامج الوثائقي الدرامي «قصتي» المستلهم من كتاب سموه، والذي تولى إنتاجه المكتب التنفيذي لسموه، ويعرض على شاشات تلفزيون دبي ومنصاته المتعددة.

واستعرض صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أحد إنجازاته التي لم تعرف المستحيل، بقوله: «كان الكثير من الأصدقاء يتساءلون لمن تبني كل هذا؟ لا يوجد لديك أعداد كبيرة من السياح؟ وكان ردي سنبني وسيأتون. اليوم قطاع السياحة في دبي يستحوذ على ثلث عائدات السياحة الدولية في الشرق الأوسط، حسب تقرير منظمة السياحة الدولية التابعة للأمم المتحدة». وبذاك تجلت مقولة سموه: «لا نعرف المستحيل»، في كل المشاريع التي اكتملت، والتي ما زالت قيد الدارسة.

وجهة سياحية

وفيها قال سموه: «على هامش أحد اجتماعات مجلس التعاون في بداية الثمانينات وبينما كان الوزراء يتناقشون في الأزمات والتحديات وغيرها، طرحت مقترحاً، كنت في منتصف الثلاثينات من عمري، كنت أصغر من في الجلسة سناً، وأكثرهم مللاً من حديث السياسة الذي لا ينتهي. قلت لهم لماذا لا نحاول أن نطور المنطقة، وبصورة خاصة دبي، كوجهة سياحية لجذب الناس من كافة أنحاء العالم؟»

وأوضح سموه ردة الفعل على مقترحه: «شعرت أن الأنظار تتجه نحوي، ساد الصمت لبضع ثوانٍ قبل أن تخترقه ضحكة أحد وزراء الخارجية الأكبر سناً. قال: ماذا سيجد السياح في دبي؟

من سيأتي إلى الصحراء؟ من سيأتي للحرارة والرطوبة التي في دبي؟ وضحك الباقون» وتابع سموه: «لم أشأ أن أجادله بعدما أغلق ذهنه حتى عن سماع تفاصيل المقترح، ولم يزدني تعليقه إلا تحدياً وقناعة بمشروعي وخطتي التي تدور في ذهني».

وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد كاشفاً عن فلسفته ورؤيته العميقة: «كنت أحس بالحزن لأننا لا نستغل ثرواتنا بطريقة أفضل، لا نثق بأفكار شبابنا ولا نجرب شيئاً مختلفاّ غير الذي نعرفه.

أفكر أحياناً لعل منظوماتنا التعاونية، سواء الخليجية عبر مجلس التعاون، أو العربية عبر الجامعة العربية، بحاجة لإعادة نظر في هيكليتها وطريقة عملها. هذه المنظومة يديرها رجال السياسة وزراء الخارجية بالدرجة الأولى، الوزراء المعنيون بالأزمات السياسية، وبالتالي ستظل تدور في نطاق السياسة على ما فيها من خلافات واختلافات».

وأوضح سموه: «دائماً كنت أتساءل ماذا سيكون الحال لو أدار هذه المنظومات رجال التنمية؟ ماذا لو أدارها رجال الإدارة والقيادة والمسؤولون عن الخدمات التي تقدم للشعوب، بحيث كان محور عملها هو تطوير هذه الخدمات. عمر الجامعة العربية اليوم مثلاً أكثر من سبعين عاماً ماذا لو كنا بدأنا كل ذلك قبل سبعين عاماً؟ كيف سيكون الحال؟».

ثروة الصحراء

قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «بعد تعليق صديقي وزير الخارجية بفترة كنت أقود سيارتي في شهر أغسطس الحار في دبي. رأيت عائلة أجنبية تمشي على الشاطئ في الظهيرة. عرضت عليهم الماء، ثم سألتهم هل تعملون في دبي؟ قالوا: نحن هنا للسياحة جئنا من ألمانيا نبحث عن الشمس».

وأوضح سموه: «تعززت لدي القناعة وترسخ إيماني بأننا نمتلك ثروة سياحية اسمها الشمس والصحراء، وأهم ميزاتها الأمان والسلامة المطلقة، وأهم عوامل الجذب فيها الفنادق الجميلة والخدمات الراقية.

كنت أعرف أن المفتاح الرئيسي لترسيخ قطاع السياحة لدينا هو المطار، واجتذبنا المزيد من شركات الطيران لاستخدام مطار دبي. وضعنا استثمارات ضخمة من أجل جذب السياح، من خلال بناء المنشآت السياحية والترفيهية، ومراكز التسوق الضخمة والمرافق والبنى التحتية المتطورة».

وبين سموه ردة فعل الآخرين على مثل هذه المشاريع: «كانوا يقولون لي المنطق العلمي يقول الطلب قبل العرض كنت أقول هذه نظرية قد تكون صحيحة، لكننا نعرف كيف نطور بلادنا». وقال سموه: «بلغت حصة دبي من عائدات السياحة أكثر من 31% لتصل إلى أكثر من 77 مليار درهم في عام 2017، وبلغ عدد السياح الدوليين في دبي نحو 16 مليون سائح في عام 2020».

واختتم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «أتساءل أحياناً، ماذا لو أننا تعاونا مع أشقائنا في قطاع السياحة منذ الثمانينات؟ هل كنا سننجح بشكل أكبر مما نحن عليه اليوم؟ أم كنا سنبقى في مرحلة دراسة جدوى المشاريع حتى اليوم مجرد تساؤل أرفعه إلى معالي وزراء الخارجية؟».

 

Email