استطلاع «البيان »

فعاليات «السنع»ترسخ القيم في نفوس الأجيال

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يبقى السنع الإماراتي، مع تعاقب الأجيال، قيمة تراثية معنوية من الصعب التخلي عنها، فعدا عن كونها قيماً وسلوكيات ومظاهر معنوية، فهي أيضاً أسلوب حياة يمارسه الإماراتي بشكل يومي، ولا يقتصر على المناسبات فقط، فالتسامح والتعايش مع الآخر، إضافة إلى تعامله اليومي مع والديه وأهل بيته، وما يمارسه أيضاً خارج المنزل وفي العمل هو أيضاً سنع تتربى عليه الأجيال في المجتمع الإماراتي، باحتكاكهم مع الكبار والاستماع لملاحظاتهم وتقليد سلوكهم ومحاكاته، لكن مع التطور والتباعد الاجتماعي وتحول الأسر من أسر ممتدة تضم الجد والجدة والأعمام وأبنائهم إلى أسر أولية أو نواة، كما يطلق عليها في علم الاجتماع، وهي الأسرة المكونة من الوالدين وأبنائهما، مما قد يؤثر في السنع، هنا تتولد الحاجة لمجاراة ركب التطوّر بنقل السنع وتلقينه باستخدام ما هو متاح كالورش الافتراضية أو وسائل التواصل الاجتماعي.. وهنا السؤال الذي طرحته «البيان» على الموقع الإلكتروني وحساب تويتر: «هل تكفل الورش الافتراضية المخصصة بالسنع ترسيخ قيمها ومبادئها في نفوس الشباب الإماراتي؟»، فجاءت النتائج كالتالي: وافق 33 % من المشاركين بالاستطلاع، على موقع «البيان» الإلكتروني على ذلك، في حين أجاب 67 % منهم بـ«لا». بينما وافق على ذلك 41.3 % على «تويتر»، في حين أجاب 58.7 % بـ«لا».

تمسّك

قال عبدالله بن خدوم المتخصص في الموروث الشعبي: إن الأجيال تتلقى أصول السنع من كبار السن وأهل الاختصاص، ولابدّ من الجيل الحالي أن يتمسك بعاداته من ضمنها السنع باعتباره تراثاً معنوياً وكثقافة شعبية، ولأن جيل الشباب ينصب اهتمامه على وسائل التواصل الاجتماعي في المقام الأول، باعتباره عاملاً مؤثراً في الوقت الحالي فمن الممكن اعتبارها وسيلة لنقل هذا الموروث، إضافة إلى أن فكرة إضافتها كمادة تدرس في المنهج الدراسي كانت واردة لدى وزارة التربية والتعليم. والسنع علاوة على أنه موروث معنوي، فهو يتماشى مع توجهات الدولة التي تحض على التسامح والتعايش.

بدوره قال الإعلامي حارب السويدي المتخصص بتقديم البرامج التراثية: إنه من الممكن أن ينمي المرء مهاراته فيما يتعلق في الجانب التراثي من خلال الورش والدورات الافتراضية أو الواقعية التي بإمكانه أن يحضرها، لكن السؤال الذي يجب أن يطرح فعلياً هو هل الرغبة موجودة فعلاً للمشاركة؟ هل هناك فئة مازالت مهتمة بالموروث الشعبي وتحرص على حضور الورش؟ وأضاف بأن توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أسهمت بأن يكون السنع ضمن المواد المقرر في المدارس، وهو ما يسهم في تعزيز وترسيخ هذه القيم لدى الأجيال المختلفة، والآن دور الأجهزة الإعلامية في تعزيز هذا الجانب من خلال الكلمات والمصطلحات المحلية والمظهر الخارجي والملبس، والسلوكيات الأخرى مثل الكرم والضيافة في التعامل مع الآخرين.

وذكر حارب السويدي أهمية دور المراكز التراثية في هذا الجانب، حيث يوجد في أبوظبي نادي تراث الإمارات، وفي دبي مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، والدور الذي يؤديه وجود المهرجانات التراثية مثل مهرجان الشيخ زايد التراثي والذي يحظى بجماهيرية واسعة.

Email