«الأخ الأكبر» توثيق لست سنوات من المعاناة في ظل الفصام

ت + ت - الحجم الطبيعي

«أردت للعالم أن يرى جاستن... أردت أن أحارب الجهل والرفض الاجتماعي». على هذا المبدأ انطلق مصور الوثائقيات البريطاني لويس كوايل، بعد وفاة والدته في رحلة تصوير وتوثيق لحالة شقيقه الأكبر جاستن المصاب بالسكيزوفرينيا أو الفصام. مشوار امتدّ لست سنوات طوال تمخّضت عن «الشقيق الأكبر».

ويجسّد عمل كوايل توثيقاً لمشهديات المدّ والجزر، التي شهدتها حياة جاستن وتصويراً صادقاً ورقيقاً عن معنى العيش في ظل الفصام. وقد تحدّى لويس الوصمة الاختزالية المحيطة بمرض جاستن عن طريق خلق لوحة صميمية لتجارب شقيقه اليومية. «جاستن ليس بقديس»، يكتب لويس مضيفاً، «إلا أنه هناك أكثر من مجرّد مصاب بمرض، فذلك لا يحدّده».

ويستعين لويس على امتداد فصول «الأخ الأكبر» الموزعة تحت عناوين بأسماء الأغنيات المفضلة لدى جاستن، بالنص والصورة لتوثيق مختلف ثيمات الكتاب التي تستعرض حياة جاستن، حيث نراه في فصل بعنوان أغنية «Shine on You Crazy Diamond» يتأمل في لوحات ويرسمها، أما في فصل «Holiday, It Could Be So Nice» فنرى صوراً له برفقة صديقته جاكي أثناء رحلة في موسم الأعياد إلى أيرلندا.

حضور قوي

وهناك بالإضافة لمعاينات لويس بالصور الفوتوغرافية حضور قوي لأفكار جاستن منثورة في «الأخ الأكبر» سواء في الرسومات، ولوائح أسماء الطيور ومقتطفات القصائد ولقطات له جالساً في حالة تأمل أو مراقباً للطيور أو يعيش لحظة رومانسية مع جاكي.

على الرغم من التحديات التي تواجه جاستن وجاكي، التي تعاني من الفصام أيضاً، فإن مرونة الثنائي وحبهما لبعضهما البعض يجمعهما على الدوام، فإنها حسب ما كتب لويس «قصة حب في الصميم»، كما يشير إلى أنه بعد أن أمضى حياته داعماً لجاستن، فإن إنجاز الكتاب غير العلاقة بين الأخوين.

حيث يقول «لقد ائتمنني جاستن على قصته وكانت بمثابة هدية لي، شيء قوي يدعو للتغيير». ويعلق على قصة حب أخيه وجاكي كاتباً: «إذا ما استطعنا من خلال القبول بهما أن نقبل أنفسنا، وأن نتعامل مع كل حالة مرضية بشكل مناسب وأن نقاوم مبدأ عزل المصابين بأمراض عقلية فعندها سنتمكن من تحسين صحتنا كوننا أفراداً ومجتمعاً».

Email