شعراء الكويت يعيدون أمجاد القصيدة في بيت الشعر بدبي

تحت رعاية سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، نظَّم بيت الشعر في دبي التابع لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، أمسية شعرية لشعراء دولة الكويت، على منصة بيت الشعر عبر تطبيق «زووم» الافتراضي، شارك فيها كل من الشعراء: خالد المحسن وجديع الملعبي وحمد الجودان وفهد العدواني وسلطان آل شريد، وأدارها الإعلامي محمد الوسمي.

وتأتي هذه الأمسية في سياق الأمسيات الشعرية التي ينظمها دورياً بيت الشعر في دبي، عبر الفضاء الافتراضي، في ظل الإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي، وقد لاقت هذه الأمسيات مزيداً من الاهتمام والمتابعة من قِبل جمهور الشعر، وجاءت تعويضاً (مؤقتاً) عن الحضور المباشر للأنشطة الثقافية التي تأخذ في الازدياد عبر العالم الافتراضي، وتؤكد سعي بيت الشعر للتواصل مع جمهوره وتجاوز المعوقات.

وفي مستهل الأمسية رحَّب جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، بالمشاركين وشكرهم على جهودهم المستمرة في إغناء الشعر بمثابرتهم على الكتابة وإيصال الموروث الأصيل إلى الأجيال عبر الكلمة الصادقة النابعة من القلب، وأشاد بالعلاقات الأخوية بين الإمارات والكويت، وأكد الامتنان الكبير الذي يُكِنه أبناء الإمارات لدور الكويت في النهضة التعليمية بالدولة، وتحدث أيضاً عن قيمة الشعر في الكويت تاريخياً عبر شعراء بارزين في مقدمتهم الشاعر بن لعبون، ودعاهم إلى التمسك بقيمهم الثقافية والفكرية التي كان لها الفضل في تطوير الشعبي عموماً في منطقة الخليج العربي، وأكد كذلك الدور الإعلامي للصحافة الكويتية في نقل الشعر إلى الجمهور بيسر وسهولة، واختتم المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، حديثه للمشاركين برسالة شكر يقدمها بيت الشعر في دبي لشعراء الكويت، محبة وتقديراً للكويت وشعرائها.

وفي بداية الأمسية قال الشاعر خالد المحسن إن ظروف التباعد الاجتماعي التي عاشتها البشرية خلال جائحة «كورونا» دفعته إلى إعادة اكتشاف نفسه شاعراً، فعاد بقوة إلى كتابة الشعر وقرأ قصائد وجدانية عبّرت عن عالم من التنوُّع والغنى في ثقافته الذاتية التي أسهمت في خلق جوٍ من الألفة والحميمية مع الكلمات والصور الفنية.

وقد وافقه الشاعر جديع الملعبي في رؤيته حول عزلة الشاعر الاجتماعية التي تغلب عليها بالشعر، مؤكداً أن القصيدة تساعد على تقبل الظروف الجديدة التي فرضت على الشعراء، لذلك عمل على تجويد نصه الشعري وقرأ قصيدة رقيقة المعاني حيَّا فيها الإمارات بكلمات تفيض محبةً وتقديراً لوطن محب يحتضن الشعراء ويقدرهم ويعطيهم ما يستحقون من مكانة.

تقدير

وبدوره، توجه الشاعر حمد الجودان بالشكر لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة على هذه الأمسية القيمة التي جمعته مع شعراء يكنُّ لهم التقدير وقرأ قصيدة تغنّى فيها بجمال دبي وعبْرَ كلمات راوحت بين الحب والتقدير منح دبي مزيداً من الوهج الذي تستحقه هذه المدينة الاستثنائية.

أما الشاعر فهد العدواني فقد قرأ قصائد مختلفة تنوعت بين الغزلية والوجدانية، كما قرأ قصيدة وجَّهها لشعراء النبط لاقت استحسان المشاركين وبثَّت فيهم حماسة القراءات، خصوصاً أنه ألقى قصائده بطريقة جذّابة، ولوَّن فيها الأداء بين صوت عميق نابع من الصور وصوت رخيم يناسب المعاني التي ذهب إليها في شعره.

واختتم المشاركات الشاعر سلطان آل شريد الذي افتتح مشاركته بقصيدة عذبة المعاني فيها مناجاة للخالق تتالت فيها الصور التأملية وضمَّت بين سطورها الحكمة والامتنان، وهذا لسان حاله في وصفه وتصويره الذي توافق مع طريقة إلقائه التي لم تخلُ من أداء درامي جذاب.

نقد وإبداع

وقد تبادل الشعراء الأدوار فيما بينهم، أحياناً يقرؤون الشعر وأحياناً ينقدونه، حيث تناولوا أغراض الشعر بشكل عام، وكيفية توجيه الأفكار نحو مقاصد نبيلة تسمو بالنفس وتدغدغ المشاعر.

كما كانت الأمسية مناسبة لمناقشة حال الشعر في الكويت، وطُرق النهوض بالشعر من خلال إعادة تنشيط الديوانيات وضخِّ الدماء الجديدة في البرامج التلفزيونية، ودعوة شعراء الكويت إلى المشاركة في الأنشطة الشعرية حتى تعود القصيدة إلى توهُّجها الذي اُشتهرت به لعقود، وقد أسهم في مداخلاتهم جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، برأي نقدي يصب في خانة الشعر في الكويت وتمنّى أن يبقى البريق عنوان الشعر في الكويت كما كان سابقاً، ووعد بدعم بيت الشعر في دبي لجهود الشعراء في الكويت، لتعزيز موقع الكلمة الطيبة التي تتناقلها الأجيال ويحفظها التاريخ.

وفي ختام الأمسية وجَّه شعراء الكويت الشكر لسمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، على رعايته الشعراء ودوره الكبير في تعزيز حضور الشعر بالمجتمع من خلال توجيهاته الكريمة في إقامة الأمسيات الدورية للشعر بمختلف أنواعه ومدارسه.

الأكثر مشاركة