في الحلقة 12 من الوثائقي الدرامي «قصتي»

«الوصايا العشر».. رؤية مستنيرة في فلسفة الإدارة تكفل التطور النوعي

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

من نظرة عميقة للحياة، ورؤية ملهمة للأجيال، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله: «إن حياتنا هي رحلة تعلم، رحلة لا تنتهي، وكلما تعلمنا أكثر عرفنا مقدار ما نجهل، لذلك التوقف عن التعلم هو توقف عن التقدم في الحياة»، هذه المقولة لسموه سبقت وصاياه العشر في كتاب «قصتي.. 50 قصة في خمسين عاماً».

وتختزل «الوصايا العشر» رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، كونه قائداً عربياً ومفكراً مستنيراً، كتب وصاياه بحب وثقة من اختبر الأمور من كل جوانبها، ليصل إلى النتائج، التي تقود إلى التطور اللامحدود، وفي أي دولة من دول العالم، من خلال الإداريين لا السياسيين.

اختزلت «الوصايا العشر» القصة 50 في كتاب سموه «قصتي.. 50 قصة في خمسين عاماً»، حيث عكستها وأضاءت على ثرائها الحلقة الـ12 من البرنامج الوثائقي الدرامي «قصتي» المستلهم من كتاب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي تولى إنتاجه المكتب التنفيذي لسموه، إذ يعرض البرنامج على شاشات تلفزيون دبي ومنصاته المتعددة.

وعرض البرنامج لما ذكره صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حول السبب الذي دفعه لكتابة الوصايا العشر : «قبل أشهر عدة، تحدثت في «تغريدات» عدة عبر «تويتر» عن جزء من أزمة العالم العربي، وأن أزمتنا أزمة إدارة وليست سياسة، وأننا بحاجة لإداريين أكثر من السياسيين، يستطيعون إصلاح جزء من الخلل التنموي في المنطقة».

وأضاف سموه: «وصلتني هذه الرسالة عبر «تويتر»: صاحب السمو لو اخترت أن تكتب 10 وصايا في الإدارة الحكومية لمسؤول في عالمنا العربي.. ما هي هذه الوصايا العشر؟ أحببت السؤال، وأعتقد أنني أستطيع أن أقول شيئاً في هذا المجال».

قيمة

واستعرض البرنامج فلسفة ورؤى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في الخصوص، حيث قال سموه في الوصية الأولى: «اخدم الناس، الغاية من الإدارة الحكومية هي خدمة الناس، والغاية من الوظيفة الحكومية هي خدمة المجتمع، الغاية من الإجراءات والأنظمة والقوانين هي خدمة البشر، لا تنس ذلك، لا تمد الإجراءات ولا تقدس القوانين، ولا تعتقد أن الأنظمة أهم من البشر».

وأضاف سموه: «الكثيرون يفقدون البوصلة، ويعتقدون أن دورهم الحفاظ على الأنظمة المعمول بها، وهذا الاعتقاد أساس الكثير من مشكلاتنا الإدارية».

وذكر سموه: «لو أن القانونيين والمشرعين والوزراء والمدراء ومن يستقبل المتعاملين، ومن يصمم الخدمات ومن يقدمها، لو أن هؤلاء حافظوا على البوصلة والتزموا بمبدأ «خدمة الناس» لتغيرت أولوياتهم وخططهم ولحدثت ثورة إدارية في عالمنا العربي».

أما الوصية الثانية لسموه فهي: «لا تعبد الكرسي، الوظيفة والمنصب والمسؤولية كلها مؤقتة، رصيدك الحقيقي هو عملك وإنجازك، وكلما أنجزت أكثر ارتفع منصبك وعلا اسمك».

كما شدد سموه على أهمية التخطيط عبر الوصية الثالثة: «ضع خطتك! عندما لا تخطط فأنت تخطط لفشلك. دور القائد الأساسي هو معرفة الاتجاه، وإرشاد فريقه نحوه، إذا أخفقت في وضع خطة فأنت تسير بغير هدى، ولن تصل إلى شيء ذي قيمة».

وبيَّن سموه أهمية المؤشرات من خلال الوصية الرابعة: «راقب نفسك! راقب الأداء في مؤسستك، لا بد من مؤشرات تضمن من خلالها بأنك تمضي في الاتجاه الصحيح لتحقيق الخطة، لا يمكن إنجاز أي مشروع دون مؤشرات حقيقية وصريحة، تلزم بها نفسك وفريق عملك».

وقال سموه في الوصية الخامسة: «اصنع فريق عملك! لا تحلق وحيداً، تنازل عن صلاحياتك لهم، أرشدهم وعلمهم ومكنهم، ارفع السقف أمامهم أخرج المارد الذي بداخلهم، لأن الفريق العظيم سيحملك إلى أماكن عظيمة».

أفكار عظيمة

كل ما ذكره صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، في وصاياه، تلمسه الناس على أرض الدولة، وهو ما يؤكده مضمون البرنامج، فهذه الأسس والقيم تحرص عليها الدولة في رؤيتها وخططها، مثلما جاء في الوصية السادسة لسموه، حين قال: «ابتكر أو انسحب! الحكومات التي لا تبتكر تشيخ وتخرج من السباق ومن السياق.

الأفكار تجدد الدماء وتسبق بها المنافسين، الاقتصاد الجديد قائم على الأفكار والعالم الجديد يبحث عن مواهب تحمل أفكاراً جديدة. لا يوجد شيء أقوى من فكرة عظيمة».

وشدد سموه في الوصية السابعة على أهمية الإعلام : «تواصل وتفاءل! ابن سمعتك وصورتك وأخبر العالم عن طموحك وقدراتك. بعض الحكومات تعتقد أن التواصل الإعلامي وظيفة تكميلية وأحياناً مزعجة.

أقول لهم إنها أساسية ورئيسية. أعلن عن أهدافك في الإعلام؛ لأنهم سيحاسبونك وهذا في صالحك، لأنك ستبذل الغالي والنفيس في تحقيق ما أعلنت عنه والتزمت به. الإعلام صديق للمخلص المنجز، وعدو للمتكاسل والفاسد».

وركز سموه على نتائج التنافس عبر الوصية الثامنة: «لا تكن من غير منافس، التنافسية مبدأ مهم في سلوكنا، نافس نفسك أو غيرك، الشركات تنجح عندما تتنافس في بيئة مفتوحة، نافس أهدافك لتحقق أعلى منها، نافس دولاً لتكون أعظم منها، التنافسية أسلوب حياة في الحكومات، من غيرها تتراجع الهمم وتنطفئ الحماسة وتفتر العزائم».

وكشف سموه عن سر صناعة المستقبل في الوصية التاسعة بالقول: «اصنع قادة! تصنع مستقبلاً. القائد الحقيقي هو من يصنع قادة، والمؤسسة الحقيقة هي التي تخرج قادة، وضمان استمرارية التفوق مرهون بجهود المؤسسة في صنع قيادات تفتح آفاقاً أكثر، صنع القيادات سر لا يفهمه إلا رجال تغلبوا على تضخيم الأنا والذات، وفهموا أن أعظم إنجاز يصنعونه هو بناء البشر وليس الحجر».

وفي الوصية العاشرة ، قال سموه: «انطلق لبناء الحياة! نحن محظوظون لأننا نعمل في الحكومات، وظيفتنا ليست وظيفة عادية، وظيفتنا عظيمة نغير من خلالها حياة الملايين نحو الأفضل، لا تستهن بعملك، فأنت تعمل في مجال صنع الحياة، وتصميم المستقبل وبناء الأوطان».

ليختم من بعدها سموه: «وفقني الله وإياكم لخدمة البلاد والعباد».

Email