استطلاع «البيان»: الأفلام الوثائقية حفظت التراث الشعبي المحلي

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تبدو مكتبة السينما الإماراتية، ثرية بالأفلام الوثائقية، تلك التي تتجاوز في حكاياتها حدود الخيال، لتوثق الواقع، ثلة من تلك الأفلام لم تكتفِ برصد ملامح الناس، والطرقات فقد ذهبت نحو حدود أبعد نحو حفظ التراث الشعبي الإماراتي، بغية نقله لأجيال جديدة، لم يتسن لها أن تعيش لحظات هذا الزمن، الذي وصلها عبر الشاشة الكبيرة.

الأفلام الوثائقية ساهمت في حفظ التراث الشعبي المحلي، هكذا أكدت نتائج استطلاع «البيان» الذي أجري عبر الموقع الإلكتروني، حيث أشار نحو 53 % من المستطلع آراؤهم إلى مساهمتها في ذلك، بينما ذهبت آراء 47 % بعكس ذلك. وعلى حساب الصحيفة على تويتر، أشار نحو 53.7 % إلى مساهمتها في ذلك، بينما لم يوافق 46.3 % على ذلك.

آراء العارفين، أيدت هي الأخرى هذه القاعدة، مستندة في ذلك على عديد من عناوين السينما الإماراتية، حيث لا يمكن غض الطرف عن أفلام المخرجة نجوم الغانم، بدءاً من «حمامة»، ومروراً بـ «سماء قريبة»، و«مطر وعسل وغبار»، وليس انتهاءً بـ «الآلات حادة»، وكذلك تجربة الكاتب والمخرج ناصر الظاهري «في سيرة الماء والنخل.. والأهل»، إلى جانب تجارب قصيرة مثل فيلم «حكاية لؤلؤة» من إخراج مريم سليمان وشيخة العامري، وفيلم «من خلال عيون إماراتية» من إخراج فاطمة عبيد وفاطمة سعيد، وتجارب المخرجة نهلة الفهد ونايلة الخاجة وأمل العقروبي وغيرهن الكثير.

أداة توثيقية

تواصلت «البيان» مع المخرجة نهلة الفهد التي قالت: «بتقديري أن السينما الإماراتية، نجحت في حفظ تراثنا الشعبي، واستطاعت أن تقدمه على الشاشة الكبيرة، بصورة جميلة تليق به، وهناك العديد من التجارب في هذا الإطار، وبلا شك أن هذه التجارب تعكس أهمية ما تقوم به السينما، وما تقدمه من رسائل مهمة للمجتمع، حيث تتجاوز الأفلام مهمتها، لتتحول لاحقاً إلى أداة توثيقية مهمة، وأهميتها تكمن في أنها تتجاوز حدود الكلام والنص، نحو مشاهد بصرية، قد تفقد مع توالي السنوات».

وأضافت: «جمالية ما تقوم به الأفلام الوثائقية، أنها لا تكتفي بتقديم «وثائق بصرية»، تعكس جانباً معيناً من التراث الشعبي، وإنما تساهم أيضاً في توثيق اللهجة المحلية، والتي تتطور مع تبدل الوقت».

وتابعت: «في مكتبة السينما الإماراتية، مجموعة جيدة من الأفلام المهمة، التي «شغلت» بطريقة جميلة، تبين مدى الجهد الذي بذله صناعها، في استحضار اللحظة، التي تبنى عليها كامل الحكاية». وأكدت الفهد أن التراث الشعبي المحلي يحفل بعديد القصص التي يجب أن تحفظ. وقالت: «لدينا قصص عدة سواء أكانت قديمة أم حديثة، بتقديري أنه يجب أن توثق بلغة سينمائية رفيعة المستوى».

تراث غني

وعلى النسق ذاته، سارت زميلتها المخرجة نايلة الخاجة، التي أكدت هي الأخرى، الخطوات التي مضت فيها السينما الإماراتية في توثيق التراث الشعبي المحلي.

وقالت: «بلادنا تحفل بتراث غني، ومتنوع، وهو مستمد من اختلاف بيئاتنا الجبلية والساحلية والصحراوية، حيث لكل واحدة منها حكاياتها وأهلها وطرقها الخاصة في الحياة اليومية، ذلك انعكس على التراث الشعبي، وخلّف حكايات جميلة، بعضها مرتبط بالمكان وأخرى بالناس وثالثة بالزمان».

وأشارت إلى أن السينما الإماراتية قامت بمهمتها تجاه التراث الشعبي. وقالت: «قد تكون الأفلام التي أنجزت قليلة مقارنة مع ما يفيض به تراثنا، إلا أن ذلك لا ينقض اهتمام السينما الإماراتية وصناعها بهذا الجانب، وأعتقد أننا استطعنا من خلال جملة أفلامنا في تعريف العالم المحيط بنا، بتراثنا وعاداتنا وتقاليدنا، وحتى لهجتنا».

وتابعت: «لا يزال الطريق طويلاً أمامنا، ولا تزال الحكايات التي يجب علينا توثيقها كثيرة، وأتمنى أن نرى أفلاماً أخرى على شاكلة الأعمال التي قدمتها المخرجة نجوم الغانم، وأن يتم الاهتمام بها وعرضها على كل القنوات الفضائية إلى جانب صالات السينما».

 

 

Email