روبوت مخترع ياباني كرّمته «محمد بن راشد للمعرفة» يغدو نجماً سينمائياً عالمياً

محمد بن راشد وحمدان بن محمد وأحمد بن محمد والمكرمون بالجائزة في 2015 ومن بينهم إيشيجورو | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

قبل 5 سنوات، وقف العالم الياباني هيروشي إيشيجورو، صاحب أكثر من 300 بحث علمي في أنظمة وأجهزة الكشف والروبوتات التفاعلية، على منصة تكريم جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، التي تقدمها سنوياً مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة على هامش فعاليات «قمة المعرفة»، لابتكاره روبوتاً تفاعلياً، وصف آنذاك بأنه «الأكثر جمالاً وشبهاً للبشر في العالم».

 

إيشيجورو أطلق على «روبوته» اسم «إريكا» التي بدت حظوظها في العمل عالية، فبعد أن عثرت قبل عامين على وظيفة «قارئ أخبار»، حيث رسمت من خلالها الدهشة على ملامح متابعي نشرات الأخبار التلفزيونية، ها هي تزين سيرتها الذاتية بمسمى وظيفي جديد، حيث تحولت في «غمضة عين» إلى «نجمة سينمائية»، تستعد لدخول مواقع تصوير أول أفلامها في أمريكا.

قفزة نوعية

ظهور «إريكا» في عالم السينما، شكل قفزة نوعية، فقد بدت «حلاً سحرياً» لشركات الإنتاج، تجنبها الاصطدام بـ «مطب» الإصابة بفيروس «كورونا»، في ظل تطبيق معظم دول العالم لسياسة «التباعد الاجتماعي».

كما تضمن «إريكا» لهذه الشركات تقديم أفلام «خيال علمي» يهلل لها الجمهور، الذي ذهبت أنظاره ناحية اليابان، حيث موطن «إريكا» الأصلي، قبل انتقالها إلى لوس أنجليس لأداء الدور المنوط بها في فيلم يحمل مبدئياً عنوان «بي» (b)، لتسجل بذلك اسمها كأول روبوت «بشري» يحصل على دور البطولة في فيلم سينمائي.

فتاة خارقة

«فتاة خارقة معدلة وراثياً، تهرب مع العلماء الذين أنشأوها»، ذلك هو توصيف لطبيعة الدور الذي تم إسناده لـ «إريكا» في فيلم «بي»، الذي تبلغ تكلفته نحو 70 مليون دولار. اختيار شركة الإنتاج لـ «إريكا» جاء بعد تمكنها من اجتياز «اختبار الكاست» الذي تقدمت له في اليابان.

حيث صورت بضع مشاهد من فيلمها، الذي يستعد للانتقال إلى استوديوهات هوليوود في أمريكا، لتفتح بذلك أعين كافة وسائل الإعلام عليها، التي استعادت على إثرها ملامح فيلم (Ex Machina) للمخرج الأمريكي ألكس غارلاند، الذي أطل في أروقة الصالات عام 2014، ونجح آنذاك في اقتناص إشادة النقاد.

مجلة هوليوود ريبورتر، أشارت في تقريرها إلى أن «الروبوت الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي في الفيلم يشبه امرأة تبلغ من العمر 23 عاماً»، حيث أفادت المجلة بأن ظهور «إريكا» على الشاشة الكبيرة، كان نتيجة «صفقة رابحة» عقدت بين شركة «بونديت كابيتال ميديا»، وشركة «لايف برودكشن»، المتخصصة في فناني الذكاء الاصطناعي وتتخذ من لوس أنجليس مقراً لها.

تمويل الفيلم

وعلى خلاف بقية الأفلام، فلم يعترض طريق فيلم «بي» أي من «مطبات التمويل»، حيث أبدت شركات «بونديت كابيتال ميديا»، و«هابي مون برودكشن» و«تن تن غلوبال ميديا»، استعدادها لتمويل الفيلم، الذي لا تزال معظم تفاصيله «حبيسة أوراق الاتفاقيات»، حيث لم يعلن بعد عن هوية مخرجه، أو إن كان سيشارك فيه أي من نجوم البشر. اقتناص «إريكا» لبطولة فيلم خيال علمي، كان كفيلاً بفتح عيون المواقع المهتمة بالشأن السينمائي.

وتلك المتخصصة في التكنولوجيا، والتي أثارت بدورها جملة من الأسئلة حول قدرة «إريكا على محاكاة العواطف والمشاعر، وأيضاً التحكم في سرعة حركاتها»، ليبدو أن إيشيجورو قد «اجتهد في تعليم إريكا، كل ذلك»، كمحاولة منه لإعدادها لبطولة الفيلم، وبحسب هوليوود ريبورتر التي نقلت عن سام خوزي، المشرف على المؤثرات البصرية في فيلم «بي»، قوله: «لقد تم إنشاؤها من الصفر لتلعب الدور».

 

 

Email