استطلاع «البيان»: جائحة «كورونا» وفاعلية دور النجوم الاجتماعي

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الأزمات، تظهر المجتمعات تكاتفها مع بعضها البعض، وتكشف عن مدى تأثير بعض الشرائح المجتمعية في عملية تحريك الناس، وفي جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، اضطر الكثير من النجوم إلى مغادرة مواقع تصويرهم، ليشاطروا المجتمعات الإنسانية حربها ضد فيروس كورونا، الذي فرض سطوته على العالم، حيث آثر الكثير منهم، إطلاق مقاطع مصورة توعوية، تحمل دعوات منهم إلى أهمية التزام البيوت، حيث جاء ذلك في إطار الاستفادة من حجم تأثيرهم في المجتمعات، وتجسيداً لدورهم الاجتماعي والحيوي في مثل هذه الأزمات، والذي شكل العمود الفقري لاستطلاع البيان الأسبوعي، حيث كشفت النتائج عدم اقتناع الجمهور بالدور الذي لعبه النجوم في هذه الأزمة، رغم تبني بعضهم لتحدي الخير، وقيام بعضهم بحملات توعية، حيث أكد 67% من المستطلع آراؤهم عبر الموقع الإلكتروني أن الفترة الحالية في ظل انتشار الفيروس لم تثبت الدور الحيوي والاجتماعي للفنانين، في حين رأى 33% عكس ذلك. أما على موقع تويتر، فقد اتفق نحو 71.3% على أن الأزمة لم تثبت الدور الاجتماعي للنجوم، مقابل 28.7% رأوا عكس ذلك.

رسائل

«البيان» تواصلت مع الناقد السينمائي حمد سيف الريامي الذي علق بالقول: «بتقديري أنه في ظل الظروف الراهنة، يجب على الجميع التكاتف سواء كانوا نجوماً أو غير ذلك، فأمام المرض والمحنة الجميع سواسية، فالمحنة التي يعيشها العالم أظهرت لنا أشياء كثيرة».

وتابع: «في ما يتعلق بالنجوم، على المستوى العالمي، الكثير منهم أخذ الموضوع على محمل الجد، وسعوا إلى إظهار تكاتفهم مع العالم، وذلك تجلى في عديد المقاطع المصورة التي قاموا ببثها عبر حساباتهم على التواصل الاجتماعي، وحملت رسائل إيجابية قادرة على التأثير في المجتمع، وتعمل على مساعدة الحكومات، وبعضهم تحدث عن الموضوع بجدية، وقدم نشرات توعية حول الفيروس وتأثيراته، وخاصة في الدول التي تضم أعداداً سكانية هائلة مثل أمريكا والهند، والتي يكون فيها تأثير كبير للنطاق الترفيهي، وحتى على المستوى المحلي والخليجي، لا يمكننا إنكار مساهمة الفنانين في نشر التوعية، والحديث بكل جدية حول هذا الفيروس، وهذا تمثل في دعواتهم إلى أهمية التزام البيوت». ولكنه على الطرف الآخر، أشار إلى أن «كورونا» بين لنا أن الفنانين والمشاهير حتى الكبار منهم، لا يمتلكون القدرة على تصليح المجتمعات، أو ما حدث.

وقال: «شهدنا كيف عادت الأضواء لتسلط على العلماء والأطباء والحكماء والحكام الذين يديرون زمام الأمور، ويقودون القافلة، والذين يجب أن نستمع ونتوجه لهم أكثر»، مؤكداً أن المحنة كشفت أن هناك بعض الفنانين لا يوجد لديهم أي تأثير في المجتمع، بدليل اختفاء بعضهم عن المشهد العام.

وقال: «بنسبة عالية أرى أن الفن لعب دوراً جيداً، ولكنه ليس قوياً في توعية الناس، كونهم مؤثرين في فئات معينة في المجتمعات، ولكن المحنة كشفت أهمية الاهتمام أكثر بالأطباء والعلماء، والذين هم الأقدر على معالجة هذه المحنة».

 

دور

أما السيناريست نرجس المودن، فأكدت أن النجوم لعبوا دوراً في عملية التوعية العامة حول مجريات ما يشهده العالم حالياً في ظل أزمة كورونا. وقالت: «شهدنا خلال الأيام الماضية انطلاق بعض الحملات الخيرية التي تبناها بعض النجوم، وكان هناك أيضاً حملات توعية، ولكنها بتقديري لم تكن كافية إلى الحدود التي نطمح لها جميعاً».

وأضافت: «خلال الأزمة الكلمة الأقوى كانت للأطباء والعلماء، وليس النجوم، رغم إظهارهم للتكاتف مع المجتمعات، علماً بأن هناك مجموعة من النجوم اختفت تماماً عن الساحة، في وقت أعتقد أن مجتمعاتنا هي أحوج إلى وجودهم في المشهد العام، ولذلك اتفق مع الجمهور العام في توجهاته بأن تأثير النجوم ودورهم في هذه الأزمة كان قليلاً جداً، قياساً مع حجم الشهرة التي يحظون بها».

Email