صاحبة «سيدات القمر» تفتح قلبها لـ«البيان»

جوخة الحارثي: حركة الذات والمجتمع جوهر كتاباتي

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

وأنت تقرأ رواية «سيدات القمر» للكاتبة العمانية جوخة الحارثي، لا تود الوصول إلى صفحتها الأخيرة، ولا تتطلع لأن تنتهي تلك الرحلة العامرة بالدراما الساحرة، لا تود الخروج من قرية «العوافي» ولا مغادرة حياة سكانها من النساء والرجال، حيث تشعر بأنك طوال الوقت تتأرجح بين شرائح المجتمع، وأنت تطالع تاريخ سلطنة عمان الاجتماعي الذي كان سائداً في أربعينيات القرن العشرين، ذلك ما تتميز به «سيدات القمر» التي مكنت جوخة الحارثي من اقتناص جائزة مان بوكر العالمية، فدونت اسمها بأحرف من ذهب في سجل الجائزة العالمية.

«سيدات القمر» هي الرواية الثانية لجوخة الحارثي، بعد «نارنجة»، بفارق ثلاث سنوات بينهما، فيما تضم قائمتها مجموعتين من الروايات القصيرة وثلاث قصص للأطفال، ليكشف كل ذلك عن نوعية البيت الذي خرجت منه خوجة، فكان «أدبياً» بامتياز، يعشق القراءة والشعر، فيما تصطف الكتب على جدران بيتها، لتجعل من جوخة ثرية وواسعة الاطلاع، وهي التي سبقت سنوات عمرها، بقراءة كتب عصية على الصغار، ولعل ذلك ما ساعدها على ترويض اللغة التي عشقتها بكل جمالها ورشاقتها.

معاينة

برشاقة خالصة تبني جوخة الحارثي عالم روايتها، فنعيش خلال فصولها عالماً مختلفاً، له شخصياته وأصواته المتعددة، والتي تلتقي معاً لتشكل نسيج الرواية وأحداثها، وتكشف لنا عن طبيعة العلاقات التي تربطها معاً، بكل ما تمر به من مواقف وحياة ثرية بالتفاصيل الساحرة، حيث تبدو جوخة في هذه الرواية وكأنها معنية «بملاحقة الإنسان وحركته سواء في إطارها الذاتي أو داخل المجتمع»، وذلك وفق تعبيرها في حوارها مع «البيان»، حيث قالت: «في هذه الرواية، كنت مشغولة بمعاينة التغيير وكيف يمكن أن يؤثر في حياتنا، سواء في سلطنة عمان أو منطقة الخليج أو العالم، وكيف يمكن لنا أن نتكيف معه، ومدى قدرتنا على ذلك، ومن خلال هذه الرواية، سعيت إلى معاينة العلاقات وكيف تتشابك، وإدراك مدى تعقيداتها، حيث أعتبرها مسألة تدعو للوقوف عندها طويلاً وتأملها، كون العلاقات البشرية، عادة ما تمر بمراحل تغير عدة، وفقاً لحركة الحياة».

خصوصية

سحر «سيدات القمر» يكمن في قدرتها على التقاط الحياة العربية القديمة في إحدى القرى العمانية، بكل تفاصيلها، ولعل ذلك ما منح الرواية تلك الخصوصية اللافتة، وهنا تبين جوخة أن «الخصوصية الثقافية» التي تميزنا نحن كعرب، قد مهدت الطريق أمام الرواية.

وقالت: «في الواقع نحن نكتب ما نعرفه، ونقدمه للقارئ الذي يتعامل معه وفق حصيلته المعرفية». وأضافت: «أعتقد أن جوهرنا الإنساني مشترك، وهناك العديد من التفاصيل التي تجمعنا معاً رغم اختلاف لهجاتنا ولغاتنا ومنابتنا، وهو ما أسميه «القيم الكونية»».

«سيدات القمر» عمل يحكي حال الناس والمكان، رغم التركيز على وصف حال المرأة.

 

 

Email