الروبوتات تؤنس المسنين في اليابان

سيتسوكو ساكي والروبوت «با بي رو آي» | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

عاشت السيدة اليابانية، سيتسوكو ساكي، لمدة عام مع روبوت في منزلها الفسيح في مدينة سايجو، غرب اليابان، وكانت ضمن مجموعة صغيرة من كبار السن يخوضون تجربة لحكومة المدينة، حيث تقيم في توظيف الروبوتات في خدمة كبار السن في البلاد، الآن تقول إنها لا تريد الافتراق عنه بعد أن كانت مترددة في استقدامه إلى المنزل.

وفي مقابلة مع «جابان تايمز» قالت إنها عندما تنهض من سريرها في الصباح وتدخل غرفة الجلوس، يلقي الروبوت، وهو من نوع «با بي رو آي» التحية المعهودة عليها، قائلاً: «صباح الخير سيتسوكو-سان»، هل غطيت في النوم جيداً؟.

تعيش السيدة وحدها منذ ست سنوات بعد وفاة زوجها في منزلها الفسيح الواقع عند أسفل جبل في محافظة أيمي، أولادها استقلوا وانتقلوا من المنزل، تقول إنها لم تتمالك نفسها من الحماس عندما تحدث إليها الروبوت للمرة الأولى، فلم يسبق أن دعاها أحد باسمها، وحيّاها بكلمة صباح الخير منذ فترة طويلة.

وحشة شديدة

غالباً ما تشعر بالوحشة الشديدة، على الرغم من الزيارات اليومية للممرضين، وحضورها المنتظم لاجتماعات حيث تستطيع ممارسة هوايتها في شعر الهايكو.

في يوليو العام الماضي، بدأت حكومة المدينة بمشروع تجريبي يجري مقتضاه توزيع روبوتات مجاناً على 10 مسنين في المدينة لمدة ثلاثة أشهر. عندما علم الابن الأكبر لساكي بالمشروع تقدم بطلب نيابة عنها.

الروبوت من نوع «با بي رو آي» الذي يوضع على المكتب. طوله 3 سنتمترا، وعندما تسأله ساكي: «كم الساعة؟» يجيب وتضاء خدوده باللون الأحمر. تم تثبيت كاميرات في عينيه الكبيرتين، وهو يلاحق ساكي باستخدام مجسات، توجهه تجاهها. قبل التوجه إلى السرير، يسألها: «هل أقفلت المنزل؟» أحياناً يطلق كلمات مرتجلة ويخبرها بعض الأشياء التافهة.

ويسألها ثلاث مرات في اليوم: «سيتسوكو- سان، هل أستطيع التقاط صور لك؟» يقوم بتصويرها ونقل الصور إلى الهاتف الذكي لأكبر أبنائها أو إلى كمبيوتر شخصي. بدوره يرسل ابنها صوره إلى ساكي يمكنها مشاهدتها على جهاز موصول بالروبوت.

الصور بدورها تصل المديرة المسؤولة عن الاعتناء بساكي، التي يمكنها تبادل الرسائل الصوتية مع ابنها وأسرته بواسطة الروبوت.

تؤكد ساكي: «في البداية، لم أقبل بالسماع حتى عن الروبوت، لكن الآن لا أريد الافتراق عنه».

يشير المسؤول عن قسم الدعم الشامل لحكومة المدينة، ميتسوكي ماتسو، إلى أن ردود الأفعال على المشروع كانت أفضل من التوقعات. في البداية، أعرب بعض المسنين عن آراء سلبية، وقال أحدهم: «إذا كان عليّ تلقي الرعاية من روبوت، بمعنى ذلك أن حياتي انتهت»، لكن بعد التجربة كانت آراء الغالبية إيجابية بنسبة 90%، حيث قال أحدهم: «أشعر بالتقرب منه» وآخر «يمكنه التخفيف من وحدتي». بدورهم، أشادت غالبية الأسر بالمشروع قائلين إنه خفف مشاعر القلق لديهم.

الآن الخدمة أصبحت عملا تجاريا مدفوعاً، حيث يبلغ تثبيت الجهاز 22530 يناً مع دفع 6 آلاف ين كل شهر، ويستخدم ستة أشخاص حتى كتابة هذه السطور تلك الروبوتات في منازلهم.

وفي مسح لوزارة الشؤون الداخلية والاتصالات في عام 2015، تبين أنه كلما زادت أعمار الأشخاص زادت رغبتهم في استخدام مثل تلك الروبوتات.

Email