عدسة الأيام

عبدالعزيز حسين.. حامل شعلة التنوير والتعليم في الكويت

ت + ت - الحجم الطبيعي

انتقل إلى جوار ربه في مستشفى الصباح في مثل هذا الشهر من عام 1996، وتم دفنه في مقبرة الصليبيخات، ومذاك وذكرى وفاته السنوية تمر دون أن يحظى بمقال أو كلمة، وكأنه لم يكن يوماً شاغل دنيا الأدب والثقافة والدبلوماسية، وحامل شعلة التنوير والتعليم في الكويت، عبدالعزيز حسين عاش ماضي بلده وحاضره، وعاصر حقبة ما قبل الاستقلال وبعدها، وكان فيها مواطناً مشهوداً له بالوطنية والإخلاص، ومعلماً فاضلاً، وأديباً لا يشق له غبار، وسفيراً ذا حضور وأفضال ومواقف، ووزيراً وقيادياً لم تؤلف حكومة في الكويت المستقلة إلا وكان ضمن تشكيلتها.

شخصياً، كنتُ دائم التساؤل عن جذوره منذ سنوات الصبا، حينما كنت أفتش في الصحف لاختيار بعض الأخبار للإذاعة المدرسية، فكلما وقعت عيناي على صورته ضمن تشكيلة الحكومات الكويتية الأولى في حقبة ما بعد الاستقلال، كنت أسأل نفسي لماذا يتميز هذا الرجل دون باقي زملائه في الحكومة، بارتداء الملابس الإفرنجية الأنيقة؟! وكنت أجيب عن السؤال قائلاً: «لا بد من أنه ذو أصول فلسطينية أو عراقية».

عائلة التركيت

وهكذا، مرت سنوات طويلة قبل أنْ أعرف أن الاسم الكامل لصاحبنا هو «عبدالعزيز ملا حسين التركيت» وأن عائلة التركيت عائلة قرشية شريفة، هاجرت من الحجاز إلى شرقي الجزيرة العربية على دفعات ما بين عامي 1760 و1790م، وأنّ نسبها يرجع إلى قريش من السوالمة من بني مخزوم، وأنّ جدها الأكبر هو الشيخ أحمد بن محمد بن الشيخ الخضر بن سعيد بن المسيب القرشي المخزومي، وأنّ أول توثيق لهذه العائلة في الكويت يعود إلى عام 1830م، طبقاً لكتاب في شرح الفقه الشافعي من تأليف الملا حسين بن عبدالله التركيت، وهو ممن تركوا أثراً بارزاً في الحقلين الديني والاجتماعي في الكويت قديماً.

ولعائلة التركيت، التي تعد من أقدم العائلات التي سكنت الحي الشرقي في مدينة الكويت، مصاهرات مع العديد من العائلات الكويتية المعروفة، كما برزت منها شخصيات مهمة غير صاحبنا.

سيرة ذاتية

ولد عبدالعزيز حسين في 26 نوفمبر 1920م في حي الشرق بمدينة الكويت، ابناً لملا حسين التركيت الذي عُرف عنه الورع والتقوى وصفات التدين الوسطي التي انعكست على أبنائه، والذي عمل مثل غيره من الرعيل الكويتي الأول في الغوص قبل أنْ يتحول إلى تجارة أدوات السفن والصيد البحري، ولأن بيت والده كان يحتوي على مكتبة عامرة بنفائس الكتب، فإنّ عبدالعزيز لم يجد صعوبة في مسيرته التعليمية التي بدأت بالتحاقه بالمدرسة المباركية سنة 1927م، ثم انتقاله إلى المدرسة «الأحمدية» التي أنهى فيها دراسته الثانوية عام 1937.

كتب يوسف شهاب في كتابه «من قديم الكويت» ما مفاده بأنّ الرجل كان من بين من تتلمذوا في «الأحمدية» على يد عبدالملك الصالح، وعبدالمحسن البحر، وراشد السيف، وسيد عمر عاصم، وأنه تعلّم بها مواد القراءة والكتابة ومبادئ الحساب وحفظ القرآن الكريم، وكان من الطلبة المتميزين في اللغة العربية تحديداً، ويـُرجع شهاب هذا التميز إلى جلوسه إلى الشيخ يوسف بن عيسى الجناعي، الذي أولاه عناية خاصة لما رأى فيه من نبوغ وحرص على المعرفة.

يمثل العام 1939م سنة مفصلية في حياة الرجل، ففيه اختير ليكون ضمن أول بعثة تعليمية ترسلها الكويت للدراسة في الخارج، وكانت وجهتها القاهرة، وكان يرافقه فيها كل من أحمد مشاري العدواني، ويوسف عبداللطيف العمر، ويوسف مشاري البدر، علما بأنّ البعثة سافرت إلى مصر عن طريق البر فوصلتها بعد 21 يوماً.

مسيرة حافلة

في القاهرة، التحق بكلية اللغة العربية والدراسات الإسلامية بجامعة «الأزهر» وتخرج منها عام 1943م، حاملاً الشهادة العالمية في اللغة العربية. في هذه الأثناء كان العالم يعيش أهوال الحرب العالمية الثانية فطلبت حكومته منه العودة إلى الكويت، لكنه فضّل البقاء في القاهرة لمواصلة الدراسة؛ خوفاً من أنْ تتسبب عودته للكويت في ضياع فرصة حصوله على شهادات أعلى.

وهكذا التحق عام 1943م بكل من كلية التربية في جامعة «الأزهر» و«المعهد العالي للمعلمين» التابع لجامعة «القاهرة»، وتخرج منهما عام 1945م، حاملاً من الأولى شهادة تخصص في التدريس، ومن الثانية شهادة الدبلوم العالي.

على إثر هذا الإنجاز، عاد إلى الكويت لخدمتها، وخصوصاً أنّها في هذا الوقت، كانت على مشارف نهضة تعليمية وتنموية كبيرة بسبب عائدات النفط، غير أنّ دائرة المعارف الكويتية كان من رأيها أنْ يعود عبدالعزيز إلى القاهرة في أواخر 1945م؛ ليستثمر تجربته وعلمه في الإشراف على طلبة الكويت المبتعثين إلى القاهرة من خلال إدارة المركز الثقافي الذي عـُرف لاحقاً ببيت الكويت في حي الزمالك، و«بيت الكويت» لمن لا يعرفه، كان بمثابة سفارة للكويت بمصر وقد افتتحه جمال عبدالناصر عام 1954م، بحضور رئيس دائرة المعارف الكويتية، الشيخ عبدالله الجابر الصباح، ثم تحوّل هذا البيت إلى سفارة لدولة الكويت المستقلة.

مجلة «البعثة»

وعلى الرغم من عمره الذي لم يكن يتجاوز 25 عاماً وقتذاك، فإن عبدالعزيز حسين أبلى بلاء حسناً في المهمة الموكلة إليه. فعلى سبيل المثال، لم يمضِ سوى عام على عودته إلى العاصمة المصرية إلا والرجل يؤسّس ويترأّس تحرير مجلة «البعثة»، علماً بأن هذه المجلة المطبوعة في القاهرة كانت توزع في الكويت بثمن بخس، وكان عليها إقبال شديد من كل فئات المجتمع.

وبالرغم مما قيل حولها من أنها مجرد نشرة طلابية لا ترتقي إلى العمل الصحفي الجادّ، إلا أنها سدّت فراغاً صحافياً كبيراً كانت تعيشه الكويت، وأثبتت بموضوعاتها المتنوعة وأقلامها الوطنية الشابة المتعلمة، وحواراتها الفكرية الجريئة، أنها إيذان بظهور صحافة كويتية لها خصوصياتها، بدليل أنها وضعت في اعتبارها كل فئات القرّاء، فاعتنت بالصور والرسم والكاريكاتير والفتاة والبيت والأسرة والرياضة، وأرفقت نسخها بملاحق في بعض المناسبات، مثل ملحق خاص عن البحرين في أبريل 1953م، إيماناً منها بوحدة الخليج، وأفردتْ صفحاتها للأقلام النسائية مثل بدرية الغانم، وغنيمة المرزوق، وبثينة محمد جعفر، بأسمائها الصريحة أول مرة، وقبلتْ مساهمات القرّاء من كل الأقطار بما فيها أمريكا التي كاتبها منها أحمد زكي أبو شادي، مؤسّس جماعة «أبوللو»، هذا ناهيك عن أنها بدأتْ بصفحات قليلة ثم توسعتْ إلى 40، فـ70، فـ100 صفحة.

شمعة كويتية

سـُجل عن عبدالعزيز الذي يعود إليه الفضل الأكبر في ولادة مجلة «البعثة» قوله عنها: «قضيتُ أجمل الأيام فيها، كنّا نعيش حلمنا، المجموعة كلها تعمل كخلية نحل، فريق واحد نحو هدف سامٍ، كنّا نعصر كل ما فينا لإصدارٍ يكون هو وجه الكويت في الخارج، كنّا نتسابق مع كل شيء، ورغم كل الصعوبات، لم نتراجع ولم نتوانَ؛ لأننا في النهاية كنّا وضعنا الأسس، وإصرارنا هو الذي أخرج هذا الإصدار، وحتى بعدما عدتُ إلى الكويت، واصل الرفاق الرحلة واستطاعوا أن يجعلوا من المجلة شمعة كويتية مضيئة ومنارة تمثلها في الخارج والداخل».

أما الأديب الكويتي، عبدالله زكريا الأنصاري، الذي رافق مجلة «البعثة» من صدورها وحتى توقفها، وكتب في كل أعدادها فقال بعد الثناء على عبدالعزيز، وتأكيد دوره المحوري في ولادة المجلة: ««البعثة» هي سجل القدر الأكبر من قصائد المرحوم أحمد العدواني، وقصص فهد الدويري، وجاسم القطامي، وأشعار عبدالمحسن الرشيد، ومقالات المرحوم عبدالعزيز حسين، ومحاولات حمد الرجيب، وغير هؤلاء ممن أثروا الحياة الفكرية والثقافية في الكويت إلى اليوم».

موقف خاص

كتب أحمد خضر في مجلة «آداب» الكويتية (العدد 500، يوليو 2000) أن عبدالعزيز لم يكتفِ بدور المتفرج أو المراقب الخارجي أثناء تواجده في القاهرة، بل ألقى بنفسه وسط التيارات الفكرية والمدارس الثقافية المعاصرة، يتفاعل معها ويقرأ عنها ويدرسها ويراقبها ويستوعب نقاشاتها، وآية ذلك أنه بنى لنفسه موقفاً خاصاً من الحوار الذي كان دائراً حول التعليم، وموقف الدولة بين طه حسين، الذي كان يرى أن على الدولة أن تجعل التعليم متاحاً للجميع كالماء والهواء، وإسماعيل القبّاني، الذي كان له رأي مفاده «بأننا ما زلنا في مرحلة تستدعي تخريج قادة تربويين من النخب ممن يستطيعون بخبرتهم وعلمهم وكفاءتهم أن يضعوا الأسس السليمة لنهضة تعليمية متنامية توصلنا في نهاية المطاف إلى التعليم الشامل لكل مواطن». وكان من رأي عبدالعزيز أنه لا تناقض بين الموقفين بمعنى أنْ يصبح التعليم متاحاً كالماء والهواء لكل القطاعات لا يتناقض مع أنْ يكون هذا التعليم على أرفع مستوى.

دراسة التربية

في عام 1950م، عاد عبدالعزيز إلى الكويت، تاركاً إدارة «بيت الكويت» لحمد عيسى الرجيب، ورئاسة تحرير مجلة «البعثة» لعبدالله زكريا الأنصاري، لكن إقامته في وطنه لم تطل، إذ سرعان ما وقع عليه اختيار مجلس المعارف لبعثة دراسية جديدة كانت وجهتها هذه المرة لندن، بهدف أن يلتحق بالمعهد العالي للتربية بلندن لدراسة التربية وعلم النفس، وأيضاً للاطلاع على أنظمة التعليم الغربية.

وبعد أن أنهى عبدالعزيز برنامج المعهد وتخرج منه عام 1952م، طلب منه مجلس المعارف أن يعود ليتولى منصب مدير المعارف، وكان وقتها في سن الـ32. آنذاك، شكّك الكثيرون في قدرة من كان بهذا العمر أن يحقق إنجازاً باهراً في قطاع التعليم، لكن حكومة الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح، كانت واثقة بقدراته وكفاءته، تعويلاً على ما حقّقه خلال أعوام إشرافه على «بيت الكويت» في القاهرة.

الرجل المناسب

وهكذا، بدتْ الكويت على موعد مع الرجل المناسب في الموقع المناسب، أو مع الرجل الذي سـُجل عنه قوله ذات يوم «إننا نعمل على أنْ نقطع في نهضتنا هذه خلال ربع قرن ما قطعه غيرنا في 10 قرون». والحقيقة أن هذا الكلام تحوّل إلى واقع معاش ومحسوس، فخلال الفترة من 1952-1961م، استطاع عبدالعزيز أنْ يغير كيان مجتمعه وأنْ يحقق معظم أحلامه في حدود مسؤولياته. لكن كيف فعل ذلك؟ الإجابة جاءت من أحمد خضر في مقاله المشار إليه آنفاً بمجلة «آداب» حينما قال (بتصرف): «كان مفتاح عبدالعزيز لكل الإنجازات التي حققها، هو وعيه العميق بطبيعة مجتمعه، وهو ما جعله من أين وكيف يبدأ.

وقد ظهر هذا الوعي بجلاء في كتابه الوحيد «محاضرات عن المجتمع العربي بالكويت»، الصادر في القاهرة عام 1960م، حيث قدّم فيه رصداً دقيقاً لواقع المجتمع الكويتي قبل النفط وبعد إنتاجه عام 1946م، وبهذا الوعي العميق لمجتمعه، استطاع أنْ يحوّل إدارة المعارف إلى خلية هدفها تحقيق نهضة شاملة على مختلف المستويات.

وقامت هذه النهضة وفقاً لاستراتيجية من أهم أعمدتها المجانية التامة للتعليم، إطلاق تعليم البنات، التوسع في إرسال البعثات الدراسية إلى الخارج، تعميم رياض الأطفال، الاهتمام بالمدارس والمدرسين، وربط التعليم بالثقافة».

تشكيلات وزارية

أما حكايته مع التشكيلات الوزارية الكويتية المختلفة فتعود إلى عام 1963م، حينما استدعي من القاهرة ليعيّن وزيراً للدولة لشؤون مجلس الوزراء في ثاني الحكومات في تاريخ الكويت، وكانت برئاسة الشيخ صباح السالم الصباح، بعدها ظلّ ماسكاً بحقيبة وزارة الدولة لشؤون مجلس الوزراء في كل الوزارات الكويتية المتعاقبة التي شكّلها الشيوخ صباح السالم الصباح، وجابر الأحمد الجابر، وسعد العبدالله السالم، حتى خروجه من المنصب الوزاري باستقالة الحكومة الـ11 في مارس 1985م. بعدها رغب الرجل في التفرّغ لأعماله الخاصة لكن الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، عيّنه مستشاراً خاصاً لسموه من عام 1985 وحتى تاريخ وفاته في 9 يونيو 1996م، تكريماً وتقديراً له.

شخصية ومآثر

وفي مقاله المشار إليه سلفاً بمجلة «آداب»، يلخّص لنا أحمد خضر شخصية ومآثر ومعدن صاحبنا قائلاً (بتصرف): «مَن يستعرض مسيرة عبدالعزيز، سيجد أن الرجل لم يحصر نفسه أبداً داخل الأطر الأيديولوجية أو الحزبية رغم سيادة الخطاب الأيديولوجي في الخمسينيات والستينيات، فممّا لا شك فيه أن الرجل ينتمي إلى سلسلة من روّاد التنوير الكبار الذين أنجبتهم هذه الأمة، وربما يكون آخر العمالقة من أبناء هذا الجيل من الرواد. إلى ذلك، كان يمتلك حسّاً استراتيجياً فائقاً مكّنه من تطبيق الكثير من أفكاره رغم تباين المسؤوليات التي اضطلع بها خلال رحلته الوظيفية.

وهو عبقرية إبداعية حقيقية رغم أن البعض قد يستغرب تعبير إبداعية هنا لأن إنتاجه المكتوب محدود جداً، والواقع أن هذه العبقرية حققت إبداعها الخاص بطريقة تنطوي على الكثير من إنكار الذات والتضحية بالمجد الشخصي من أجل أبناء وطنه، وكان هذا من حُسْن حظّ الكويت! فالمجتمع الكويتي في ذلك الوقت لم يكن يحتاج إلى ترف الأعمال الفكرية المكتوبة التي تتحدث عن أهمية التعليم والتنوير وإطلاق الطاقات بقدر ما كان يحتاج إلى إنجازات حقيقية على الأرض، إذ من السهل على المرء أن يتحدث عن ضرورة تحقيق نهضة تعليمية في البلاد، لكن من الصعوبة تحقيق هذه النهضة والحفاظ على استمراريتها. وهكذا، ضحّى المفكر بمجده الشخصي الذي كان سيحصل عليه لو تفرّغ للكتابة أو للعمل الحزبي من أجل مجد وطنه ومن أجل الرسالة التي آمن بها وكرّس لها كل حياته».


نشاط ثقافي وأدبي في خدمة الكويت

أحد أبرز منعطفات حياة عبدالعزيز حسين كان في عام 1973م، حينما أسندت إليه رئاسة «المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب»، وهي الرئاسة التي ظلّت تلازمه حتى عام 1985م، حينما خرج من الحكومة. فمن خلال هذا الصرح جسّد عبدالعزيز خلاصة تجربته وحقق كل آماله وطموحاته في رؤية الكويت منارة ثقافية مرتبطة بعمقها العربي.

واقترن اسمه بتأسيس عدد من الصروح الثقافية والعلمية على المستويات المحلية والعربية والدولية مثل: «المرسم الحر»، و«جمعيات الفنون والنحت والزخرفة»، وجامعة «الكويت»، ومعهد «الكويت» للأبحاث العلمية، والهيئة العامة للجنوب والخليج العربي، وكلية العلوم والتكنولوجيا بالقدس، والخطة الشاملة للثقافة العربية، ومشروع مكتبة الإسكندرية العالمي، ومعهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية بجامعة «فرانكفورت»، ومعهد العالم العربي بباريس، ناهيك عن ارتباط اسمه بالكثير من مشروعات وأنشطة منظمة «اليونيسكو».

 

الانتقال من التعليم إلى المناصب السياسية

كان عام 1961م بداية انتقال عبدالعزيز حسين من موقعه القيادي في التعليم إلى المناصب السياسية، ففي ذلك العام كان في القاهرة لإجراء محادثات تربوية مع نظرائه المصريين بصفته مديراً للمعارف في الكويت، فإذا برسالة تأتيه من الشيخ عبدالله السالم الصباح يطلب منه فيها أن يقوم بتقديم طلب باسم الكويت المستقلة إلى جامعة الدول العربية للحصول على عضويتها.

وبالفعل، قام الرجل بما طُلب منه، ثم غادر القاهرة إلى جنيف؛ لتمثيل الكويت في مؤتمر دولي عن التعليم، في هذه الأثناء، اندلعت الأزمة الكويتية-العراقية، فكُلِّف بالسفر إلى نيويورك؛ لعرض قضية بلاده أمام الأمم المتحدة في يوليو 1961م، فقام بالمهمة خير قيام، ثم ترأّس الوفد الكويتي في جلسة الجامعة العربية المخصّصة لمناقشة عضوية الكويت. وفي ديسمبر من ذات العام، عُيِّن بموجب مرسوم أميري كأول سفير مفوّض لدولة الكويت في مصر، وقدم أوراقه بتلك الصفة إلى الرئيس جمال عبدالناصر.

صفحة مُتخصّصة بالتأريخ الاجتماعي لمنطقة الخليج العربي

Email