وصلت بخلطات مبتكرة إلى العالمية

فاطمة أهلي «خبيرة عطور» زادها الشغف وشعارها الابتكار

■ فاطمة أهلي تتفقد منتجاتها من العطور في معملها الخاص | تصوير: زافيير ويلسون

ت + ت - الحجم الطبيعي

"مهنة الإبداع في رحاب عوالم الجمال..والتعلق بالابتكار والتجديد في وصفات وأسرار العطور". هكذا تصف وترى الإماراتية فاطمة أهلي طبيعة وجوهر العمل في حقل صناعة العطور، إذ تؤمن، كما تقول في حديثها إلى "البيان"، أنها مهنة يقودها الشغف.

كما ترتكز إلى التجريب الدقيق المقترن بالخبرة والاطلاع العلمي المتشعب، وليست مجالا وميدانا للهواة، وهذا بالتحديد ما جعلها تحصد النجاح وتثبت ذاتها وتغدو "خبيرة العطور"،كما يطلق عليها العطارون، التي يحسب لها حساب.

تمثل فاطمة أهلي نموذجاً لنجاح وقوة عزم وإصرار المرأة الإماراتية، بفضل ما استطاعت أن تحققه في مجال عملها ونظرا لتحديها جميع العقبات. وتحكي فاطمة، أم فارس، عن قصتها في الصدد: منذ البواكير تعلقت بالعطور وعوالمها، كنت أشتري أنواعا مختلفة وأخلطها لأصنع مزيجا يقنعني وأضع لمساتي الخاصة..

كان ذلك منذ الطفولة واستمر يكبر ويتنامى معي، إلى أن أثبت نفسي في الحقل، وغدوت أمتلك مؤسستي الخاصة "غاية للطور"، والتي أقوم فيها بنفسي على عمليات خلط وصنع وتركيب العطور، إذ تحضر فيها خلطاتنا العطرية التقليدية وبصيغة مبتكرة، بجانب أخرى أدخلت عليها نفحات وتركيبات عصرية مجددة.تحدٍ

وتضيف فاطمة اهلي: أصررت، منذ البداية، على تحدي العطارين الذين كانوا يراهنون على أني سأفشل ولن تتمكن من صنع عطر من مواد ذات رائحة نفاذة أو غير جميلة «كالعنبر الخام، والعنبر الأبيض، والخس، والشوكولاتة، والعديد من المكونات الغريبة الاخرى)، فاستطعت نهاية أن أثبت نفسي وأحصد إعجاب غالبية من في سوق العطارين، حيث بات كثيرون يطلبون مني أسرار خلطاتي.

رصيد

وتتحدث «خبيرة العطور» عن معرفتها العملية في مجال صناعة العطور : «لدي رصيد كبير من سنوات دراسة العطور، إذ لدي أكثر من 6 مجلدات مليئة بأسماء وأنواع المكونات، عوضاً عن خلطات قمت بها، ولا أزال أدون ما أقوم به إذ نادرا ما أكرر عطراً أو بخوراً عملته من قبل إلا في حالة واحدة هي طلب الزبون لتكرار العطر الذي أحبه».

بدايات

بدأت فاطمة العمل من بيتها، بعد إلحاح كبير من قريباتها وأهلها بتوفير عطورها التي تستخدمها لهم أيضاً لشدة إعجابهم بها، فبدأت إنتاج العطور والبخور والبيع والشراء بشكل متواضع، إلى أن حصلت على رخصة «انطلاقة» من مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وفتحت محلاً صغيراً في مركز بن سوقات.

حيث تسوق فيه منتجاتها المتنوعة بين عطور وبخور تحت اسم «غاية»، وهو خليط بين غايتها وشغفها، واسم ابنتها، كما تشارك في معارض العروس التي تقام في مختلف أنحاء الدولة والتي تشير إلى أنها ساهمت في توسيع شهرتها ودائرة المحبين لعطورها وخلطاتها.

العالمية

بعد انتشار اسم فاطمة بين العطارين والمشترين وكل من يعرفها، وبات لها زبائن من الهند التي هي في الأساس بلد تنتج العود الذي تستخدمه بكثره في خلطات البخور، وزبائن أيضاً من باكستان، ودول الخليج، وأفريقيا، ولديها صديقات لا يسافرن في الصيف إلى أوروبا إلا بعد أخذ كفايتهم من تشكيلة عطوراتها وبخورها ليتميزوا برائحتهم هناك.

 

Email