في استطلاع «البيان» الأسبوعي:

موضوع العمل الفني واسم صانعه دافع للاقتناء

ت + ت - الحجم الطبيعي

تمثل اللوحة الفنية أو المنحوتة تاريخاً طويلاً من تجربة الفنان التشكيلي، الذي لا يفكر حين ينتجها بأنها ستصبح منتجاً للبيع بقدر تفكيره بتقديم عمل مميز يتفوق عن كل ما قدمه سابقاً من أعمال، ربما لهذا السبب أكثر ما يجذب الجمهور لاقتناء العمل هو موضوع واسم الفنان، أي بعبارة أخرى شهرة هذا الفنان، وهذا ما أظهرته نتائج السؤال الذي طرحته «البيان» على القراء في استفتائها الأسبوعي على الموقع الإلكتروني، وفي حسابيها على «فيسبوك» و«توتير»، وهو «ما الذي يدفعك لاقتناء لوحة فنية أو منحوتة ما؟»، ووصلت النتائج على الموقع إلى 85% من الذين يقتنون العمل بالاعتماد على مبدع العمل وموضوعه، و15% يقتنون العمل بناء على السعر المطروح، بينما انخفضت النسبة على «الفيسبوك» إلى 80% ووصلت على توتير إلى 74% من الذين يقتنون العمل بناء على موضعه.

وهو ما يدلل على أهمية العمل الفني، ولكن في الوقت ذاته قد يكون السعر عائقاً كبيراً أمام مقتني الأعمال الفنية، في عصر تزدهر فيه تجارة الفن.

سوق الفن

الفنان جلال لقمان الذي أدار من قبل العديد من الصالات الفنية، أكد في بداية حديثه أن «اسم الفنان وسعر العمل مهمّان جداً في ظاهرة الاقتناء». وأضاف: «وهذا ليس معناه أن العديد من الأعمال الرخيصة غير مهمة، ولكن المقتنين هم الذين يحددون سعر كل فنان، ويعرفون إن كان سعر أعمال فنان ما تتراوح من 100 ألف إلى 150 ألف درهم، وحدث أن بيعت أعماله بـ 80 ألفاً سيكون هذا دافعاً لشراء أعمال هذا الفنان».

وتابع: «بكل بساطة إن اشترى أحد المقتنين المشهورين أعمال فنان ناشئ بـ100 ألف دولار أصبح سعر أعماله هذا الرقم أو أكثر. فالمقتني الحقيقي يشتري العمل لأغراض تجارية، بحيث تصبح قيمة العمل أضعافاً مضاعفة في حوالي 10 أعوام».

وواصل لقمان: «تدفع الناس أحياناً ما قيمته 1700 درهم لشراء عمل مطبوع من إحدى المحالات التجارية، فبإمكانها أن تزيد المبلغ قليلاً كي تقتني عملاً أصلياً جميلاً من فنان ناشئ».

معايير

ورأى لقمان أن معايير كثيرة تحدد الاقتناء، ربما لا يدركها جميع الناس. وفسر أولها هل المقتني يعرف في السوق الفني، فهناك معايير عدة إذ توجد بعض الأعمال التي تصل أسعارها إلى 250 ألف دولار وأكثر. وقال: الخبير يعرف متى يشتري، ويعرف أن رحيل فنان ما يرفع من أسعاره لأن إنتاجه توقف.

وبالنسبة للسوق المحلي أوضح لقمان أن سوق الفن في الإمارات يعتمد على السوق العالمي، وأكثر الأعمال التي تباع من إنتاج الفنانين الأجانب، وقليل منها لفنانين عرب، وأغلب هذه الأعمال باهظة الثمن. أما أعمال الفنانين الإماراتيين المباعة فلا تتجاوز 10% من السوق المحلي.

دعم

أشار الفنان مطر بن لاحج، صاحب «غاليري مطر بن لاحج»، إلى أن أصحاب السمو الشيوخ يشجعون على ثقافة اقتناء الأعمال الفنية، وهو ما يدعم الحركة الفنية في الدولة. وقال: إن مساري غير مسار الصالات الفنية الأخرى، فابنتي الفنانة بثينة تدير «الغاليري»، وفيه تباع أعمالي. وأضاف: تُباع سواءً أعمالي أو أعمال غيري من الفنانين بسبب حصولها على ثقة المجتمع بعطاء وإبداع الفنان وتأثير هذه الأعمال فيهم.

وواصل ابن لاحج: «من الصعب تسعير العمل ولا يتحكم الفنان بسعر معين، وهناك عدة عوامل تؤثر على بيع الأعمال، وهي الإقناع وشخصية الفنان والطرح الخاص بالأعمال الفنية. هذا ما يحدث تأثيراً على مستوى العالم ويؤدي لثقة دائمة لتقديم المرغوب، فالمقتني يعرف أين يذهب عندما يريد عملاً سريالياً أو عملاً تجريدياً وما إلى ذلك من اتجاهات».

تصنيف

وصنّف ابن لاحج المقتنين إلى 3 وهم «المثقف المتذوق» الذي وصل لمرحلة متقدمة من الاقتناء، و«المقتني العادي» الذي أعجب بعمل واشتراه، و«الاقتناء عن طريق الجهات الحكومية» التي تشتري الأعمال لتعلقها في مكاتبها. ورأى ضرورة رفع ثقافة الاقتناء وتعريف الناس بالأسباب التي تدفعهم للاقتناء، الأمر الذي يؤثر على رقي المجتمع ويروج للفن، ويخدم بالتالي الفنان والحراك الثقافي والفني.

Email