متحف افتراضي لفان غوخ في دبي
يعيش عشاق الفنون في دبي وربما للمرة الأولى تجربة المتحف الافتراضي من خلال المعرض الفني للفنان الهولندي الانطباعي «فان غوخ: أعمال حية» المتجول بين مختلف بلدان العالم، والذي حط رحاله صباح أمس في حي دبي للتصميم بعد محطته في أبوظبي، برعاية وزارة الثقافة وتنمية المعرفة وتنظيم «سيكس ديغريز» بدبي.
أما جديد المعرض الذي يستمر حتى 23 أبريل في حي دبي للتصميم، فيكمن في المفاجأة التي تستقبل الزائر لحظة دخوله، حيث تطالعه لوحة جدارية ضخمة بمساحة 213 في 244 سم، تحاكي لوحة فان كوخ «نجوم الليل» التي تعتبر من روائع أعماله والمنفذة بالسجاد اليدوي.
ونتعرف في البداية على خصوصية اللوحة التي رسمها غوخ قبل لحظات من بزوغ الفجر عام 1889 في أجواء قرية متخيلة حينما كان في المصح النفسي.
ويشاهد الزائر في الرواق الأول الغرفة التي كان يعيش فيها فان غوخ «1853-1890» بكافة تفاصيلها من السرير إلى الطاولة وما عليه، إلى جانب مجموعة من صور لوحاته وشروحات لها، وما إن يدخل الرواق الثاني المظلم تماماً حتى يرتحل، إلى عوالم لوحات كوخ الضخمة بارتفاع جدار والتي تعرض أمامه على كافة الجدران المحيطة به والأرضية عبر فيلم يستمر لمدة 35 دقيقة، والتي يستغرق فيها حتى يكاد يشم الهواء في حقول القمح، ويلامس زهور عباد الشمس وغيرها من جماليات أعماله، عبر سيمفونية من الموسيقى والإضاءة والألوان.
تقنيات الفيلم
ويضم الفيلم ما يقارب من ثلاثة آلاف عمل وصورة له بالأسلوب ثلاثي الأبعاد، والتي تشمل إبداعاته وحياته خلال المرحلة 1880 إلى 1890، ليتعرف الزائر من خلالها على أفكاره ومشاعره وتقلب مزاجه وحالته النفسية، ودراسة ألوانه وتقنياته ومنابع إلهامه.
ويقام لاحقاً مزاد على سجادة «نجوم الليل» الفريدة من نوعها، والذي يعود ريعه بالكامل للمؤسسة الإنسانية «دبي للعطاء». وهذا العمل ثمرة التعاون بين شركة «ساموفار» المتخصصة بالسجاد اليدوي والتي افتتحت فرعها قبل أشهر في دبي مع القائمين على المعرض.
ويحكي يوسف هندي مدير الشركة عن خصوصية هذا العمل الفريد من نوعه قائلاً: «استغرقت حياكتها ما يقارب الثلاثة أشهر، حيث أرسلنا صورة اللوحة إلى المصمم العالمي إربيل تزكان الذي نفذها في معملهم بنيبال، مستخدماً أمهر ملوني الصوف والحرير. وعمل الفريق المخصص لها على مدار الـ 24 ساعة، بالتناوب بين ثلاثة فرق بواقع ثماين ساعات عمل لكل فريق. والأجمل أن الجميع تبرع بجهده للهدف الخيري النبيل».
تطبيق رقمي
اعتمدت الشركة التي أنتجت الفيلم «غراند للمعارض» تطبيقاً تقنياً فريداً يجمع بين قنوات متعددة للغرافيك والسينما، مما يمكن من تفاعل المشاهد مع العمل بجملة حواسه.
