عمر العلماء يتوقع بـ«وان- إيفرا» تأثيراً أعمق للذكاء الاصطناعي في المجال

300 خبير يناقشون في دبي أحدث توجهات قطاع النشر

عمر العلماء يلقي كلمته في افتتاح المؤتمر | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

توقع معالي عمر بن سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي، أن يكون لثورة الذكاء الاصطناعي تأثيراً أعمق في صناعة الإعلام والنشر من أي ثورات أخرى سابقة. جاء ذلك في كلمته خلال افتتاح الدورة الثالثة عشرة لمؤتمر الاتحاد العالمي للصحف وناشري الأنباء (وان-إيفرا)، أمس، والذي ينظم بالتعاون مع مدينة دبي للإنتاج.

وحل معاليه ضيف شرف في هذا الحدث العالمي الذي جمع تحت مظلته أكثر من 300 خبير من الإعلاميين والناشرين والصحافيين وصناع القرار وغيرهم من أصحاب المصلحة من جميع أنحاء العالم للمشاركة في مجموعة من جلسات النقاش المتخصصة تحت عنوان «خارطة طريق نحو التحول».

وسلط معاليه الضوء على قدرة هذا القطاع على التكيف مع المتغيرات وتغيير كيفية تفاعله مع القارئ خلال 3 ثورات منفصلة هي اختراع المطبعة وعصر الحاسوب وثورة الإنترنت. ويستضيف المؤتمر عدة جلسات حول منصات النشر المعاصرة والمحتوى والشؤون التجارية ويعقد حتى اليوم في منتجع ومارينا ويستين دبي شاطئ الميناء السياحي في دبي.

توجهات

ويهدف المؤتمر إلى تزويد الخبراء والمتخصصين في عالم النشر بفرصة مثالية لاستكشاف أحدث توجهات القطاع على المستوى الإقليمي والدولي وأفضل الممارسات المتبعة في هذا المجال.

وتجمع الفعالية نخبة الناشرين والصحافيين وصناع السياسات وغيرهم من الأطراف المعنية، كما تسعى إلى استقطاب وتعزيز المواهب المبتكرة الشابة في المنطقة.. إضافة إلى تسليط الضوء على شركات الإعلام الجديد في ظل بروز المحتوى الرقمي وهذه هي المرة الثانية التي يتعاون فيها مؤتمر الاتحاد العالمي للصحف وناشري الأنباء (وان-إيفرا) مع مؤسسة خارجية لاستضافة مؤتمره السنوي.

وفي كلمته.. أوضح معالي عمر بن سلطان العلماء، أن الذكاء الاصطناعي كان مبعثاً للآمال والمخاوف في آن معاً في هذه الصناعة، وقال: «لا أحمل أخباراً جيدة أو أخباراً سيئة.. أريد فقط أن أشارككم بعض الحقائق ووجهات النظر حول التغيير.. نحن نقف اليوم على مفترق طرق البعض يحدوه الأمل والآخر يستشعر الخوف من أن يصبح خارج الزمن ولكن علينا أن ندرك أن التغيير أمر مهم للمستقبل».

متطلبات

وأضاف: اعتاد القراء دائماً على القراءة لكن مع ظهور شبكة الإنترنت ووسائل الإعلام الاجتماعية تغير أسلوب تقديم الأخبار وتغيرت كذلك العلاقة بين الناشر والقارئ بينما أحدث سناب شات وبريسكوب تغييراً كلياً في طريقة تقديم المحتوى.. ولكن الذكاء الاصطناعي سيكون له تأثير أكبر وأعمق من الثورات الثلاث الأخرى، فمن خلال الأتمتة والذكاء الاصطناعي سيتم تخصيص الأخبار بشكل دائم لتلائم متطلبات كل قارئ.

ونوه إلى تعاون المبتكرين في القطاع الإعلامي مع الشركات التكنولوجية لإيجاد طرق ناجحة تساعد من خلالها الآلات الذكية على معالجة البيانات والمهام المؤتمتة الأخرى لتسهيل عمل الغرف الإخبارية.

وقال: قد ينظر البعض إلى هذا التغيير بشيء من الخوف على المستقبل لكني أرى فرصاً وإمكانات هائلة من هذا التطور، لأننا عندما نتخلص من المهام الرتيبة والمتكررة التي تستنفد الكثير من وقتنا، سيصبح بإمكاننا التركيز على الإبداع، ما يمكننا من تسخير التقدم التكنولوجي لتحقيق مستقبل أفضل.

قدرات

وأضاف: ستزداد روح الإبداع بشكل ملحوظ بين الأفراد وستكون قدرات الجميع معززة تماماً مثل قدرات هواتفنا المعززة.. لقد أصبح لدينا اليوم كميات ضخمة من المعلومات وبإمكاننا الاتصال بأي إنسان على وجه الأرض متى نريد بمجرد نقرة زر.. إن المشهد الذي نعيشه اليوم سيعتبر بدائياً مقارنة بما يمكن أن نصل إليه في المستقبل.. ولا شك في وجود إمكانات إيجابية وسلبية في الوقت نفسه لكن إذا تعاون جميع الأطراف المعنية فإن مستقبلنا سيبدو مشرقاً ولن يكون هناك أي حد لخيالنا.

بدوره، تحدث ماجد السويدي المدير العام لمدينة دبي للإنترنت ومدينة دبي للاستديوهات ومدينة دبي للإنتاج، حول المشهد الإعلامي المتغير، وبروز التقنيات الرقمية في أسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي من المتوقع أن تحقق نمواً ملحوظاً في الأعوام المقبلة.

ماجد السويدي: توقعات بنمو سوق الإعلام الجديد إلى 3.6 مليارات دولار في المنطقة

 

وقال السويدي: بلغ معدل النمو السنوي المركب للشركات الرقمية العاملة في مدينة دبي للإنتاج 16% خلال الأعوام الأربعة الماضية ومن المتوقع أن تنمو سوق الإعلام الجديد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من 1.7 مليار دولار في 2015 إلى 3.6 مليارات دولار بحلول 2020 وليس من المفاجئ أن تشكل دول مجلس التعاون الخليجي أكثر من 60% من إجمالي سوق الإعلام في المنطقة وقد رأينا جميعاً منذ فترة ليست بطويلة مدى التغيير الذي يشهده قطاع الإعلام والتطور المستمر الذي يحققه.

وحث السويدي الشركات على التأقلم مع نماذج المحتوى والأعمال والتوزيع.. مضيفاً: «ينبغي للناشرين اعتماد بيئة إعلامية أكثر تعاوناً وتفاعلية وقد استبقت الإمارات هذا التحول الجديد واتخذت الخطوات اللازمة لإيجاد طرق جديدة في ابتكار المحتوى ومشاركته بطريقة تلائم مختلف فئات الجمهور.

قالت ميشثيلد شيمب مدير الاتحاد العالمي للصحف وناشري الأنباء (وان-إيفرا) الشرق الأوسط: إن النمو المتسارع واعتماد التكنولوجيا الاستهلاكية الحديثة، يدفع نحو تبني أنماط جديدة في وسائل الإعلام تجبر الناشرين على الاستجابة السريعة وضبط أعمالهم وفقاً لإيقاعها، ومع اعتقادنا الراسخ في «وان-إيفرا» بأن المعلومات المباشرة وتبادل المعرفة والتواصل هي أساسيات لا يمكن الاستغناء عنها لنجاح التحول والنمو، فإننا نسعى إلى مشاركة أفضل الممارسات في القطاع من خلال فعالياتنا العالمية.

Email