استبيان «البيان» أكد حاجته للمساعدة وعدم اعتماده كلياً على نفسه

اختيار الطفل كتابه يعكس تنشئة واعية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

في ظل الاهتمام اللافت بالقراءة، وتخصيص عام خاص بها في دولة الإمارات بهدف تحويلها لأسلوب حياة، وإطلاق سلسلة من المسابقات والمبادرات لدعم وتشجيع الصغار والكبار على احتضان الكتب وتغذية العقول بمضامينها، يبقى التركيز على تنشئة الصغار على القراءة مسؤولية مجتمعية كبيرة.

ويأخذنا ذلك نحو تساؤل عن مدى قدرة أطفالنا الصغار على اختيار كتبهم بأنفسهم، ووعيهم بالمضامين التي تناسب أعمارهم، وتضيف لفكرهم ووعيهم، وتعود عليهم بالفائدة.

«البيان» من خلال الاستبيان الذي أجرته عبر موقعها الإلكتروني وحسابيها على «تويتر» و«فيسبوك» على مدى أسبوع، طرحت سؤالاً على القراء ومرتادي التواصل الاجتماعي، لتقيس من خلاله مدى اعتماد الطفل على نفسه في اختيار كتبه، ليظهر إجماع المشاركين في الاستبيان عبر المواقع المختلفة أن الطفل لا يزال بحاجة لمساعدة الأهل في هذا الجانب.

وغالباً ما يطلب آراءهم ومشاركتهم له فيما يختاره من كتب، ما يعزز ثقته باختياراته.

شغف القراءة

عبر الموقع الإلكتروني، اتفق ما نسبته 35% من المشاركين على أن الطفل يعتمد اعتماداً كلياً على نفسه في اختيار كتبه، لتؤكد النسبة الباقية التي وصلت إلى 65% أنه يطلب المساعدة.

وهو ما اقترب من نسب استبيان «فيسبوك»، إذ أجمع 37% من المشاركين على أن الطفل قادر على الاعتماد على نفسه بشكل كامل في انتقاء الكتاب الذي يناسبه ويشبع شغفه ويجيب عن أسئلته، فيما أجمعت النسبة الأكبر التي وصلت إلى 63% أنه بحاجة للمساعدة ويطلبها دوماً.

وعلى «تويتر» أكد المشاركون الذين وصلت نسبتهم إلى 32% أن الطفل يعتمد على نفسه اعتماداً كلياً في انتقاء كتبه، في إشارة واضحة إلى أنه وصل لمرحلة كبيرة من الوعي في اختيار ما يناسبه، فيما اتفقت 68% من الأصوات على أن الطفل لا يزال بحاجة للمساعدة في هذا الجانب، كونه في مرحلة عمرية لم تتحدد معها بعد، الميول والرغبات المعرفية والاتجاهات الفكرية.

ميول ورغبات

«البيان» تواصلت مع راشد الكوس، المدير التنفيذي لجمعية الناشرين الإماراتيين، ليؤكد من خلال خبرته الواسعة، أن الطفل قادر على اختيار كتابه بنفسه، إلا أنه ذكر أن بعض أولياء الأمور لا يمنحون أبناءهم هذه الفرصة.

وقال: لكل طفل ميول في نوعية القراءات والكتب التي يرغب في اقتنائها، إلا أن بعض الأهالي يفرضون على أبنائهم نوعية معينة من الكتب، كونها أكثر فائدة في نظرهم، متجاهلين رغبات أبنائهم، وهو ما يزيد الفجوة بين الطفل والكتاب.

وذكر الكوس أن الكتاب يجب أن يلامس ميول الطفل، وقال: يشتكي بعض الآباء من نفور أبنائهم من الكتب، ولكنهم لا يعون السبب الحقيقي وراء ذلك، فالكتاب يجب أن يكون جاذباً ويوافق رغبات الأطفال، وبهذا يمكن استثماره في توصيل المعلومات لهم.

دور توجيهي

وبالتواصل مع مروة العقروبي، رئيس مجلس إدارة المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، أكدت أن دور أولياء الأمور يجب أن يكون توجيهياً يبدأ منذ المراحل الأولى في حياة الطفل، بحيث يضعون الخطوط الأساسية ويعلمون أبناءهم كيفية انتقاء الكتب التي توافق ميولهم ورغباتهم وترتقي بهم.

وقالت: على الأهالي مراعاة ما يحبه أبناؤهم وألا يستخفوا بالجوانب التي ينتقونها، أو الكتب التي يختارونها، فالقراءة متعة روحانية وفكرية، وفي كل جانب ومجال قرائي يكتسب الطفل الكثير.

وأشارت العقروبي إلى ضرورة توجيه الطفل وتعليمه كيفية التعامل مع الكتاب، ومن ثم منحه فرصة الاعتماد على نفسه في اختيار ما يناسبه، ومنحه مدة كافية للاختيار بحيث تصبح زيارة المكتبة رحلة ممتعة بالنسبة له.

فرصة

بجولة في معارض الكتب، دائماً ما نلحظ وجود الأهالي برفقة أبنائهم في عملية اختيار الكتب وشرائها، أما خلال الرحلات المدرسية التي يكون فيها الطفل برفقة زملائه ومعلميه، فغالباً ما يعتمد على نفسه في هذا الأمر، ويكون سعيداً جداً باقتناء الكتاب، ما يؤكد حاجة الطفل لفرصة وثقة أكبر ما يساعده على اختيار الكتاب الذي يناسبه ويجذبه من حيث الشكل والمضمون، كما تزداد سعادته لشعوره بأنه صاحب القرار في هذا الجانب.

 

Email