«ديترويت» يعالج العنصرية في الحياة الأميركية

Ⅶ أنتوني ماكي في دور الجندي العائد من فيتنام بمشهد من الفيلم | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

العبارات العنصرية تنطلق كالسهم الجارح في فيلم المخرجة الأميركية كاثرين بيغلو الدرامي «ديترويت»، وربما أكثرها حدة الكلمات التي تشير إلى الضمائر، «هم» و«نحن»، لما تنطوي عليه من تفريق لمجموعة عن أخرى، ولممارسات من أعمال الغدر والعنف، ففيلم «ديترويت» الذي سيعرض قريباً على شاشات السينما، يتناول فصلاً قبيحاً من تاريخ العنصرية في أميركا، عندما هزت أعمال الشغب مدينة ديترويت صيف 1967.

تحيز

وقد عمدت المخرجة، وفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، إلى تصوير العنصرية ليس كموقف شخصي أو تحيزات متكافئة، بل كقضية بنيوية في الحياة الأميركية، متمثلة في جهاز السلطة والإقصاء والسيطرة التي تمارس ضد الآخر «هم»، فيما مشاهد الوحشية تشكل تجسيداً لنمط منهجي مستمر وغير مرئي من الظلم، يصارع الفيلم ضد تبسيطها بالعواطف والتمنيات والإنكار التي حددت معظم اعتبارات هوليوود لماضي أميركا العنصري.

نسيج

وكانت المخرجة قد تعاونت مع كاتب السيناريو مارك باول على أفلام مثل «ذا هارت لوكر» و«زيرو دارك ثرتي»، لكنهما سيركزان في قصة ديترويت على جانبين، هما: النسيج اليومي لحياة السود من الطبقة العمالية وعمليات تفوق البيض في حالات الطوارئ. وتحقيق التوازن بين الأمرين ليس بالأمر السهل، فيما تتنافس في «ديترويت»، تلك المدينة ذات الكثافة السكانية بتناقضاتها، عشرات الشخصيات في مشاهد من تصاعد التشويق والوحشية المريضة.

حبكة

المشاهد الأولية في الفيلم تأتي بعد مقدمة تستخدم رسومات جايكوب لورانس لاستحضار عقود من التمييز ضد السود سبقت أعمال الشغب، وتركز على السبب المباشر للتمرد: غارة للشرطة في منتصف الليل على حانة غير مرخصة. وتتشكل وسط النيران والنهب والمقاطع الصوتية لحاكم ميتشغان، جورج رومني، والرئيس الأميركي ليندون جونسون، حبكة فيلم رعب، حيث سيتحدد مصير مجموعة من سكان ديترويت من السود والبيض (الى جانب زائرين من اوهايو) يلتقيان في فندق صغير في الجانب الغربي من المدينة.

الكابوس الذي سيجمع الشخصيات يعرف بحادثة «الجيرز موتيل»، التي قتل فيها ثلاثة رجال سود بالرصاص، بعد وصول الشرطة إلى الفندق، استجابة لتقارير عن إطلاق النار من قبل قناص. وهي ستشهد على مقتل الرجال السود غير مسلحين، وموجة الغضب، والحصانة التي منحت لمرتكبي الجريمة.

كتاب

القصة التي يعالجها الفيلم كانت موضوع كتاب للمؤلف جون هيرسي بعد عام من أحداث الشغب، وقد أعيد إصدار الكتاب في عام 1997 مع مقدمة من قبل المؤرخ توما جيه سوجرو.

Email