«البحث عن أم كلثوم».. إضاءات على تاريخ مصر

لا تزال أم كلثوم تمثل شمساً ساطعة في سماء الفن العربي رغم مرور 42 عاماً على رحيلها، فصوتها لا يزال خالداً في ذاكرة الملايين، فيما صورتها بقيت ملهمة للعديد من صناع الفن، الذين حاولوا جاهدين، سواء في الدراما أو السينما، إعادة رسم سيرة أم كلثوم الذاتية، عبر التركيز على الطريق الذي سلكته منذ طفولتها وحتى تربعها على عرش الفن.

«البحث عن أم كلثوم»، يعد من آخر الأعمال السينمائية التي تركت العنان للمخرجة الأميركية من أصل إيراني شيرين نيشات لأن تتجول في أروقة حياة «كوكب الشرق»، عارضة من خلاله لمحات من التاريخ المصري وتقلباته، بدءاً من 1920 وحتى 1975 وهي الفترة التي عاشتها أم كلثوم على وجه البسيطة.

رحلة الفيلم الذي يعد ثاني أعمال المخرجة شيرين الطويلة، ستنطلق إلى العالم من أروقة مهرجان فينيسيا السينمائي، الذي تنطلق دورته الـ 74 في 30 أغسطس الجاري وتستمر حتى 10 سبتمبر المقبل، وفقاً لما أعلنته الشركة المنتجة للفيلم في بيان، حصلت «البيان» على نسخة منه.

في هذا الفيلم، تحاول المخرجة شيرين نيشات الخروج عن السكة التي سلكتها جميع الأعمال التي عالجت سيرة كوكب الشرق، لتذهب عبر أحداث فيلمها باتجاه آخر، متناولة قصة فنانة ومخرجة تعيش في المنفى، تشرع في تصوير حياة وفن أم كلثوم، وتتبع خطوات رحلتها الصعبة، مستعرضة في الوقت ذاته نضالات أم كلثوم وتضحياتها، وكيف تمكنت بجرأتها من عبور «خطوط المجتمع الحمراء»، وصولاً إلى سدة عرش الفن.

نساء

ووفقاً للتقارير فإن المخرجة شيرين نيشات، تمضي في رحلة «البحث عن أم كلثوم» على غرار فيلمها الأخير «نساء بلا رجال» الذي اقتبسته عن رواية تحمل الاسم ذاته، وفازت عنه بجائزة الأسد الفضي كأفضل مخرجة في دورة «فينيسيا السينمائي» الـ 66.

في حين اعتبرت شيرين في حوار، نقله موقع «فويس أوف ايجيبت» أن فيلم «البحث عن أم كلثوم» لن يكون بمثابة سيرة ذاتية فقط، وإنما هو محاولة لقراءة التاريخ المصري من خلال شخصية أم كلثوم نفسها.

وتابعت: أحداث الفيلم تمتد من 1920 وحتى 1975، وهي الفترة التي عاشتها كوكب الشرق، وهي فترة تغلفها الكثير من التقلبات السياسية والاجتماعية الهامة، ولذلك أرى بأن الفيلم بمثابة إعادة نظر في تفاصيل التاريخ المصري وما شهده من تطورات، ولكن بأسلوب فني وليس وثائقي.

شيرين أشارت إلى أنها وجدت في أم كلثوم شخصية ملهمة.

وقالت: وجدت في قصتها أهمية خاصة يمكن عبرها أن نقدم للعالم الغربي صورة مغايرة عن المرأة العربية، التي استطاعت التربع على سدة الشهرة، من دون تجاوز خطوط المجتمع الحمراء، لا سيما وأن أم كلثوم ظلت محافظة على إشراقة صورتها في المجتمع حتى بعد رحيلها، وهو ما لا نجده في العالم الغربي، فمعظم من وصلن إلى الشهرة، حصلن على نهايات مأساوية، مثل بيلي هوليداي واديث بياف وغيرهما، في حين أن أم كلثوم عملت باجتهاد والتزمت النجاح حتى يوم رحيلها، حيث خرجت لها ثاني أكبر جنازة في مصر بعد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وأعتقد أنه من الصعب تذكر أي فنان حقق مثل هذا الاعتراف على المستوى الشعبي العربي والغربي في آن.

تسجيل

يشار إلى أن الفيلم الجديد، سيضم 4 أغنيات لأم كلثوم، تم اختيارها من فترات مختلفة في تاريخها الفني، ولضمان جودتها، فقد تم إعادة تسجيلها مرة أخرى، تحت إشراف أهم العازفين والموسيقيين في مصر والعالم العربي، حيث تولت الفنانة المصرية مروة ناجي تقديم هذه الأغنيات التي تم تسجيلها على مدار 4 أيام، بين استوديوهات مدينة الإنتاج الإعلامي والرسالة، في حين تولى الموسيقار التونسي أمين بو حافة تأليف الموسيقى التصويرية للفيلم، بالتعاون مع مهندس الصوت محمد صقر.

خط أحمر

تعد ياسمين رئيس من الفنانات اللواتي اتسمن بجرأة الموافقة على تجسيد شخصية أم كلثوم، التي ظلت في الدراما والسينما العربية بمثابة «خط أحمر»، وكانت رئيس قد نشرت أخيراً صورة لها عبر «انستغرام» و«فيسبوك» وهي تطل من خلف ستار أحمر، حيث اعتبرت الصورة إيذاناً ببدء رحلة الفيلم الذي صور بين المغرب والنمسا، علماً بأنه يعد إنتاجاً مشتركاً بين ألمانيا والنمسا وإيطاليا والمغرب.

الأكثر مشاركة