شيخة العزام عمرها 105 أعوام وتسرد أسماء أحفادها الـ66

«أُم المخيم».. بقايا عذوبة من صبا غابر

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

بدا جلياً أن الأخاديد التي خطتها مئة عام ونيف في وجه اللاجئة السورية «شيخة العزام» لا تزال تعجز عن طمس ألق ابتسامتها عندما تستقبل زوار كرفانها في المخيم الإماراتي الأردني بمنطقة مريجيب الفهود. كما أن الحال هي ذاتها مع صوتها الذي راح يشف عن بقايا عذوبة من صبا غابر حين انطلقت تشدو به مقاطع من أغنية «امتى نعود لك يا نبي» التي أنشدها المطرب المصري الراحل أحمد عبدالقادر عام 1916 حين كان عمرها خمس سنوات فقط.

حلم العودة

وتدندن «شيخة العزام» بالأغنية في الآونة الأخيرة تعبيراً عن أمنية في نفسها ربما تتقدم على حلم العودة إلى مدينتها «جاسم» بمحافظة درعا جنوب سوريا التي تشردت عنها مع اندلاع الحرب هناك.

وعلى الرغم من الوهن بفعل الشيخوخة ومرض السكري الذي أضعف بصر إحدى عينيها إلا أنها تتمتع بصحة جيدة عموماً والأهم بذاكرة حاضرة تستطيع معها سرد أسماء أحفادها الذين يصل عددهم إلى ستة وستين حفيداً.

وتقول وثائقها إنها ولدت عام 1911. ربما تبدو ذلك محكومة بالرتابة داخل المخيم إلا أن الأمر على العكس من ذلك تماماً؛ فهي تستقبل جاراتها في كل يوم تحاورهن وتبادلهن أحاديث ذكريات درعا وحمص ودمشق الشام ويتسع صدرها للجميع كباراً وصغاراً حتى بات يطلق عليها «أُم المخيم».

وأومأت شيخة بنظرة فيها الكثير من الحنو وهي جالسة على حشية متواضعة في الكرفان إلى عجوز قربها في الخامسة والثمانين من عمرها.. وقالت «معظم وقتي أمضيه مع ابنتي هذه وأفضل الخروج معها إلى الهواء الطلق وقت المغرب وفي الليل أعود للكرفان لأنام».

هي لا تقرأ ولا تكتب ولكنها مع ذلك تحسن التحدث باللغة الفرنسية كما أن أحداً لا يعرف يقيناً تاريخ ميلادها، غير أن وثائقها الصادرة في سوريا واعتمدتها مفوضية اللاجئين تشير إلى «1/ 1 / 1911» كما يخبرنا أحمد هارون وهو أحد أحفادها ويبلغ من العمر 35 عاماً.

ويذكر هارون وهو أب لأربعة أبناء أن جدته كانت قد أنجبت ثلاثة أولاد وبنتاً ولم يبق الآن إلا البنت وهي أمه التي بدورها أنجبت ثماني بنات وأربعة ذكور.

حاكورة

وتقوم على خدمة شيخة اثنتان من حفيداتها ويجاورها في المخيم اثنان من الأحفاد مع عائلاتهم وكل في كرفان مستقل.

وبحسب هارون فإن جدته تستيقظ قبيل أذان الفجر وبعد أن تصلي تفطر على البيض المسلوق أو الفول، وهو ما دأبت عليه منذ سنوات قريبة. أما عندما كانت في سوريا فقد اعتادت تناول السمن البلدي والبيض البلدي نيئاً.. وكانت لديها حاكورة تزرعها وفيها «جرن» لطحن الحبوب وكان الجيران يقصدونها دوماً من أجل طحن ما لديهم من قمح الجريش.

معاملة خاصة

ويؤوي المخيم الإماراتي الأردني حالياً أكثر من 7100 لاجئ بينهم 85 تتجاوز أعمارهم الخامسة والستين، وهؤلاء توفر لهم إدارة المخيم معاملة خاصة.

إخوة وأبناء

يقول سـالـم المـزروعي نائب مدير المخيم: «بناء على توجيهات قيادتنا الرشيدة فإننا نعامل كافة اللاجئين كإخوة وأبناء لنا وفئة كبار السن بالتأكيد هم بمقام آبائنا وأمهاتنا، حيث نقدم لهم رواتب خاصة لأنهم بالطبع غير قادرين على العمل».

وأضاف أنه «في حال كان المسن غير قادر على الحركة يتم تقديم حمام له ويعطى كرسياً متحركاً في حال الطلب إضافة إلى تأمين الاحتياجات الخاصة بذلك نحاول أن نلبي طلباتهم ونهتم بهم من كافة النواحي».

Email