في عالم الأعمال، فكرة صغيرة تولّد مشروعا كبيراً، وفي عالم الفنون تنمو الفكرة لتصبح في حالة توأمة مع صاحبها لا تغادره أينما كانت وجهته، لتترك صدى وأثراً لا يغيب، وإن توالت الأيام والسنون.
حب عائشة حاضر المهيري، 22 عاماً، للفن، وإيمانها بقوة تأثيره، وأنه لا يحده الزمان أو المكان، دفعها إلى تحويل زيارتها إلى إيطاليا من رحلة علمية لاستكشاف الحضارة الإيطالية، إلى رحلة تترك من خلالها بصمة تصدح بموهبتها الفنية.
عائشة التي تخرجت هذا الفصل من تخصص الفنون الجميلة بجامعة زايد، جعلت من الرحلة نقطة وصل تربط مشروعها الفني الذي بدأته منذ عامين بالحضارة الإيطالية، التي تعاقبت عليها الحضارتان الإغريقية والرومانية.
انسجام
خيوط برتقالية اللون بين القطع الصخرية وأخرى مربوطة بأغصان الأشجار، وملفوفة على منحوتات أثرية من الحضارة الإغريقية، هو ما تركته عائشة في كل مكان زارته، لتكمل من خلال سفرها لإيطاليا، مشروعاً بدأته منذ عامين، وكان أخيراً محور مشروع تخرجها من الجامعة.
وفي مدن ومقاطعات جنوبي إيطاليا، ابتداء من مدينة ساليرنو، مروراً بمدينة «بيستوم» الإغريقية، ثم بومبي الرومانية، تليها العاصمة روما، حاكت المهيري بخيوطها لوحات فنية تنسجم مع روعة الحضارة الإيطالية، تلك التي أخذت صفحاتها منذ مئات السنين في كتب التاريخ والفنون.
فكرة
وحول هذه الفكرة الفريدة، قالت المهيري إنها استلهمتها من حبها للخياطة واحتكاكها الدائم بالخيوط، حيث كانت تخيط الملابس على آلة الخياطة منذ صغرها، ولا تزال تنجز كل ما يتعلق باحتياجاتها من الخياطة بنفسها لليوم.
وخلال زيارتها لإيطاليا، أوضحت المهيري أنها أخذت مشروعها لمرحلة متقدمة، كونها توجد في مواقع تحتضن كنوزاً أثرية، حيث جعلت خيوطها جزءاً من هوية معالم تاريخية، مشيرةً إلى أن هذه الزيارة مكنتها من إيصال فكرتها لأكبر عدد ممكن من الجمهور حول العالم، كونها محاطة بسيّاح من جنسيات متعددة.
نظرات إعجاب
وأضافت: حققت هذه الفكرة اهتمام كثيرين ممن رأوني وأنا أضع الخيوط على الصخور والأشجار، وغيرها من المواد، والذين أتبعوا نظرات إعجابهم بأسئلة حول معنى ما أقوم به.
واختتمت قائلة: إن ما أقوم به، يشبه بشكل أو آخر، فن الغرافيتي، الذي يرسم فيه الفنان على الجدران، تاركاً بصمة مؤثرة تشير إليه، وإن اختلفت الأزمنة والأجيال.
3000
في حجرتها، تحتفظ عائشة بـ 3000 بكرة من الخيوط البرتقالية، تأخذها معها أينما حلت وارتحلت، لتترك أثرها في أي مكان تزوره، سواء داخل الإمارات أو في الخارج.