دراما تدور حول الغيرة والشهامة والصراع مع الاحتلال الفرنسي

«عطر الشام».. حكايات دمشق في العشرينيات

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

نحو عشرينيات القرن الماضي، تأخذنا الدراما السورية خلال الموسم الرمضاني، لنعيش بعضاً مما كتبه التاريخ عن مواجهة أهالي دمشق للاحتلال الفرنسي، وللعثمانيين على حد سواء، حكاية دمشقية جديدة، ترويها لنا أحداث مسلسل «عطر الشام» الذي يحمل في التأليف توقيع الكاتب مروان قاووق، فيما يتولى الإخراج محمد زهير رجب.

أحداث «عطر الشام»، الذي تحمل بطاقته أسماء لامعة من نجوم الدراما السورية على رأسهم رشيد عساف، وسلمى المصري، لا تخلو من الصراع بين الخير والشر، كما تفيض بحكايات عن الحب والشهامة والمروءة، التي تقابلها حكايات مثيرة عن الغيرة والنميمة والخيانة.

ورغم كثرة أعمال البيئة الشامية، إلا أن «عطر الشام» يظل كاسباً خصوصيته، من حيث طريقة معالجته للأحداث التاريخية، التي مرت بها سوريا في تلك الفترة، فهو يختلف كلياً عن «باب الحارة»، و«بيت جدي»، و«طاحون الشر» وغيرها، كونه يعد «دمشقياً» أكثر مما هو «شامي»، بحسب ما صرح به مخرج العمل محمد زهير رجب، مرات عديدة، مؤكداً أن العمل «دمشقي، وليس شامياً بالمعنى الفولكلوري السائد في هذه الأعمال. وفيه نحاول تقديم عمل أقرب ما يكون إلى واقع مجتمع دمشق خلال عشرينيات القرن الماضي».

قوة وتسلط

بين حارات دمشق القديمة، تجري أحداث العمل المؤلف من 60 حلقة، سيتم توزيعها بشكل أولي على جزأين، وفيهما يتناول الحياة الاجتماعية في تلك المرحلة، من خلال إعطاء صورة أقرب إلى الواقع، بعيداً عن الفولكلور.

لذا سنشهد في المسلسل ما يجري في «حارة القصب» التي يتزعمها «أبو عامر» (الفنان رشيد عساف)، ويطل فيها الممثل سليم صبري بدور «مختار الحارة»، بينما يطل الممثل عبد الرحمن أبو القاسم بدور «أبو صافي» الرجل الثري، الذي يصرف كل أمواله في سبيل البحث عن ابنه الذي خطف منه بعد ولادته.

أما الفنانة إمارات رزق، فهي تلعب دور الزوجة الثالثة لـ«أبو عامر» (رشيد عساف) والتي تتمتع بالقوة والتسلط، لا سيما أنها تنجب له الطفل الذي طالما انتظره، وهنا يبرز خطاً جديداً في العمل عندما نكتشف أن شخصية إمارات رزق يطغى عليها الشر ليس في معاملتها للآخرين ولأهالي الحارة وحسب، وإنما عندما يتبين أن زوجها أبو عامر كان مخدوعاً، فالطفل الذي انتظره لم يكن في الواقع ولده، وإنما ولد أبو صافي.

في حين تطل الفنانة سلمى المصري بشخصية «شهيرة خانم»، التي تمتاز بعثلانيتها وحبها الكبير لأهالي حارتها، حيث تلعب دور الوسيط في الكثير من مشكلات نساء الحارة، فضلاً عن كونها كاتمة لأسرارهن.

 أما الفنانة رنا شميص فتلعب فيه دور «فكرية»، التي تهرب من بيت والدها، لتعود إليه بعد «وساطة» شهيرة خانم لها مع والدها الذي يمنحها «صك العفو والغفران» على ما أقدمت عليه.

بيئة

في «عطر الشام»، سنلاحظ أن الكاتب مروان قاووق قد استفاد كثيراً من أعمال البيئة الشامية السابقة، التي قدمها للدراما السورية، بدءاً من «باب الحارة» وليس انتهاء بـ«خان الدراويش» الذي يعمل حالياً على تقديم جزء ثان منه، وبحسب تصريحاته فإن «عطر الشام» سيكون عملاً نموذجياً في تناوله لحقبة العشرينيات وامتدادها، وصولاً حتى نيل سوريا لاستقلالها في أربعينيات القرن الماضي.

ورغم أن السمة الغالبة على العمل تبدو «سياسية» إلا أن مساحة الأحداث السياسية فيه لا تبدو عاليه، بقدر تركيز القصة على المجتمع الدمشقي وما شهده من تطورات في تلك المرحلة.

Email