عطاءٌ وثيق يجمع طفلة بمجموعة غربان

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

 اعتادت الطفلة غابي مان، ذات الأعوام الثمانية، التي تقطن مدينة سياتل الأميركية، تلقي هدايا براقة، من أصدقاء غير اعتياديين، يتشحون بالسواد، لكنهم وكما وصفتهم يتمتعون بقلوب «لؤلؤية»، حيث تمثلوا بمجموعة من «الغربان».

أخذ وعطاء

هذه ليست قصة من نسج الخيال، بل إن أحداث تلك العلاقة الودية لا تزال مستمرة، منذ بلوغ الطفلة أعوامها الأربعة، حينما سقط منها ذات يوم، وعن طريق الصدفة، فتاتُ طعام بباحة المنزل، لتقتات عليه مجموعة الغربان، ويتطور الأمر بعدها لتضع الطفلة ووالدتها كميات من الغذاء داخل علب للطعام، إلى جانب مياه الشرب.

وكما يبدو، ولكي لا يظهر الأمر بأنها عملية «أخذ» بلا «عطاء»، شرعت الطيور بمقايضة كميات الحُب تلك، بأخرى، ألا وهو ما توفر لديها من قطع معدنية، وأزرار ملونة، وقطع بلاستيكية براقة.

وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أنه بعد انتظام غابي في المدرسة، بدأت بإطعام وجبة غدائها للغربان، واللافت هو رد فعل تلك الطيور على بادرة الطفلة، حيث كانت تصطف على سياج المنزل عند نزولها من الحافلة المدرسية، نهاية اليوم.

هدايا عينية

ولم تقتصر العينات الصغيرة التي كانت تودعها الغربان في جرار الطعام الفارغة، وحتى المصابيح التالفة، على المعدات المعدنية أو البراقة، بل تعدتها لتشمل قطع لعبة «الليغو»، وأقراط الأذن، والصخور المصقولة، والسبحات الزجاجية. ومن جانبها، فضلت الطفلة غابي الاحتفاظ بالهدايا العينية تلك في علب قامت بوضع عناوين عليها، مع تصنيفها وفقاً للقطع المفضلة لديها.

وبصورة عفوية، أعربت الفتاة بأن الطيور على علم بلونها المفضل، وهو الأزرق، وعللت ذلك بأنها تعشق أجزاء لعبة الليغو، والمواد البراقة بشكل عام، لذلك فإن الطيور تقدم على تقديمها لها كمفاجآت صغيرة، لكنها مليئة بالسعادة رغم بساطتها.

طيور ذكية

من المعروف عن الغربان بأنها طيور ذكية جداً، وقادرة على حلّ الألغاز والمشكلات المعقدة للغاية. ويؤكد الباحثون على أن تلك الفئة من الطيور تميل لإيجاد علاقات وثيقة بالأشخاص الذين يتولون مسؤولية إطعامها. وبالمقابل، هي قادرة على تحديد ونبذ الأشخاص الآخرين ممن تتم رؤيتهم بأنهم يشكلون مصادر للخطر.

Email