الجسمي يبحر بأشواقه ودياب يتحف الجماهير

لم يكن الدخول إلى مدرج مدينة دبي للإعلام، أول من أمس، أمراً هيناً، حيث شهدت مداخل المدرج ازدحاماً جماهيرياً واضحاً، حيث تجاوز عدد الجمهور 30 ألف شخص، ما اضطر عشاق عملاقي الغناء حسين الجسمي، وعمرو دياب إلى الانتظام في طوابير طويلة بانتظار الدخول إلى الساحة التي احتضنت الحفل الذي افتتح أبوابه قبل بدء الحفل بساعتين على الأقل، لتشهد الساحة تدفق الجمهور من كل حدب وصوب.

للحصول على أماكن متقدمه تمكنهم من الاستمتاع بأغنيات الجسمي ودياب، اللذين تمكنا عبر ما قدماه من أغنيات من هز الجمهور ورسم الابتسامة والفرحة على وجوه الحضور، الذين وقفوا قبيل بدء الحفل احتراماً للسلام الوطني الإماراتي والمصري.

ليطل من بعدها الجسمي على الجمهور ويحمله في رحلة قطع بها بحر أشواقه، ماراً خلالها على أغنيات كثيرة مثلت محطات لامعة في مسيرته، ليحط بسفينة الجمهور عند مواويل عمرو دياب الذي أتحفهم بـ«ميدلي» متنوع مر فيه على أقماره ولياليه وأحلامه.

ففي هذا الحفل الذي قدمته «دو لايف»، واستمر لأكثر من 4 ساعات، أكد النجمان اللذان يلتقيان معاً للمرة الثالثة على التوالي خلال السنوات الثلاث الأخيرة، قدرتهما على جذب الجمهور الذي استنفد تذاكر الحفل بشكل كامل، لتثبت كثافة الأعداد التي تواجدت في ساحة الحفل، مدى شعبية النجمين في المنطقة العربية.

بحر الشوق

الجسمي فضل افتتاح الحفل بأربع كلمات «أهلا وسهلاً.. نورتو بلدكم»، ليطلق من بعدها العنان إلى أغنياته التي بدأها بأغنيته «بحر الشوق»، التي مثلت بداية موفقة للجسمي، الذي بعث برسالة تحية لفيروز عبر تقديمه لأغنية «نسم علينا الهوا».

الجسمي حاول طيلة الحفل أن يحافظ على توازن أغنياته التي تقلب فيها بين الإيقاع الخليجي واللهجة المصرية، فمن أغنية «رعاك الله» إلى «أنا صابر» و«قاصد»، ليمر على الجمهور بأغنيته «ستة الصبح» التي اشعل فيها المكان، التي أتاح من خلالها الفرصة للجمهور للغناء معه، وسط مطالبات عديدة له بضرورة تقديم «بشرة خير»، التي احتفظ بها الجسمي إلى نهاية فقرته، لتمثل وداعه للجمهور الذي لم يتوقف لحظة عن التصفيق له، حيث شهدت الأغنية تفاعلاً واضحاً من الجمهور الذي اضطر للانتظار لما يقارب الساعة ليطل عليه عمرو دياب بكل حيوية ونشاط.

كما افتتح الجسمي فقرته ببحر الشوق، فقد جاءت افتتاحيه عمرو دياب بأغنية «شفت الأيام»، التي فضل دياب قبل المضي بها أن يشكر جمهوره ومنظمي الحفل، حيث قال: «أشكركم جميعاً وأشكر دو لتنظيم هذا الحفل والبلد الذي استضافنا ودبي الجميلة التي نحبها جميعاً»، ليأخذ دياب جمهوره من بعدها نحو قمريه، وليقدم لهم أغنينه «مفيش منك» و«حلمنا حبيبي» و«العالم الله»، وغيرها.

لياقة دياب على المسرح كانت واضحة تماماً، ليس من خلال حركاته وقفزاته السريعة وحسب، وإنما من خلال انتقاءه للأغنيات أيضاً، حيث فضل أن يقدم لجمهوره كوكتيلاً متنوعاً من أغنياته التي بدأها بأغنية «لو عشقاني»، ليقدم من خلال هذا الميدلي عرضاً متواصلاً لأبرز أغنياته التي هز بها الجماهير.

أصوات حلوة

«أصواتكم حلوة»، بهذا التعبير فضل دياب أن يعبر عن إعجابه بأصوات جمهوره الذي لم يتوان عن استغلال الفرصة لترديد كلمات الأغاني بمجرد أن تبدأ الموسيقى، ما أثار إعجاب دياب كثيراً، الذي فاجأته إحدى معجباته بلوحة تضم رسماً لوجوه أبنائه الأربعة نور وكنزي وعبد الله وجانا، كما حرص دياب خلال الحفل على مداعبة فرقته الموسيقية بمشاركتهم العزف على آلاتهم الموسيقية.