اشتهرت بتقديم «ماوكلي» و«كابتن ماجد»

أمل حويجة ترفض العنف في أفلام الصغار

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يزال عطاء الممثلة السورية أمل حويجة مستمراً حتى اللحظة، برغم ابتعادها منذ سنوات عن تقديم شخصيتي «ماوكلي – فتى الأدغال» و«كابتن ماجد» اللتين ظهرتا في سنوات الثمانينيات وتربت عليها أجيال كثيرة، لتظل هذه الشخصيات حية في ذاكرتهم إلى اليوم. عطاء أمل لم يتوقف عند حدود غابة ماوكلي التي استندت إلى كتاب الأدغال..

وملعب الكابتن ماجد، وإنما امتد ليشمل أيضاً مجلة «ماجد»، وشخصية «مدهش» التي قدمتها على مدى عام ونصف تقريباً، لتطل حويجة في 2011 بفيلم للمخرجة نجوم الغانم عنوانه «أمل»، ولتتحول من بعده ناحية كتابة السيناريو.

رسالة مطلوبة

ترفض أمل المشاركة في أعمال كرتونية ملأى بالعنف والأكشن المزور، كما ترفض المشاركة في أعمال يسودها الملل، لاعتقادها، بحسب ما قالته لـ«البيان»، أن لهذه الأعمال تأثيراً كبيراً على الطفل، معتبرة أن نقص المواد الفيلمية العربية الموجهة إلى الطفل منبعها الإنتاج، وليس الافتقار إلى الخبرة والكوادر البشرية.

الحديث مع أمل لا يمكن أن يصيبه الملل، لا سيما عندما يتناول الأعمال الكرتونية الموجهة إلى الطفل، لعلاقتها القوية بها، خاصة أن الكثيرين لا يزالون يربطون بينها وبين ماوكلي والكابتن ماجد، إلا أنها لا تبدي انزعاجاً من هذا الربط، لإدراكها مدى تأثير هذه الأعمال في الطفل نفسه، لتقول عن سر نجاح ماوكلي والكابتن ماجد:

«عندما نقدم للطفل مادة جميلة وشائقة يتابعها، في حين يتركها عندما تكون مملة، حتى إن تضمنت معلومات مهمة»، وتضيف: «سر الحضور الكبير لشخصية ماوكلي، مرده امتلاكه قصة إنسانية كبيرة وعواطف كثيرة، وطرحه لسؤال وجودي كبير، وهذا الأمر شائق لدى الطفل، ويمكّنه من الحصول على الرسالة المطلوبة بطريقة غير مباشرة دون إيذائه».

ما تشهده الأفلام والمسلسلات الكرتونية الموجهة إلى الطفل من عنف، شكّل سبباً رئيساً لابتعاد أمل عن العمل في هذا المجال، وقالت: «في السنوات الأخيرة، بدأنا نلحظ غزو العنف في المادة الفيلمية المقدمة للطفل، تحت إطار الأكشن، وهذا شكّل سبب ابتعادي عن هذه الأعمال، فأي مادة فيلمية مهما كان نوعها تحمل بين طياتها رسائل ثقافية عدة، لأن الفن يترسخ فينا بحضوره وتكراره..

وباستخدامنا مثل هذه المواد، أعتقد أننا نكرس ثقافة معينة قائمة على العنف المصوغ على شكل أكشن، وهناك يكمن الفرق بين الأفلام الحديثة وماوكلي الذي كان يتضمن الكثير من الأحداث والأكشن المحمولة على جوانح المشاعر الطيبة غير المؤذية للطفل». منذ بداية مسيرتها، اعتادت أمل على تقديم الأعمال التي تحبها، وتوضح أنه لم يكن الكم يعنيها يوماً ما، بقدر نوعية العمل، وقالت:

«إمكانية الاعتذار متاحة أمامي، عندما أشعر بأن الشخصية لا تتوافق مع تطلعاتي، وهذا أتاح لي توجيه صوتي ناحية أعمال نتولى نحن كتابتها وإخراجها..

وأن تكون نابعة من وجداننا وضميرنا، وألا تكون مصدّرة إلينا من الغرب، وهو ما تبلور في برنامج «مدهش» الذي استمر مدة عام ونصف العام تقريباً، وأتمنى لو أنه استمر حتى الآن، لما يحمله من مشاعر إنسانية ورسائل ثقافية وتربوية عديدة».

مواد جاهزة

أمل ردت ضعف المواد الفيلمية العربية الموجهة للطفل، إلى الإنتاج، لتبرئ بذلك كتّاب السيناريو والمخرجين، وقالت: «أعتقد أن المشكلة تكمن في الإنتاج نفسه، وليست في الكوادر العربية.

Email