رئيس وزراء استراليا يعد بعراك صبياني مع الرئيس الروسي

استعراضات بوتين تستفز قادة العالم

بوتين يحرص على استعراض قوته أمام قادة العالم أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

هناك شيء ما في الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يبدو أنه يثير إنزعاج قادة العالم الآخرين، ويدفعهم لقول أشياء لا يقولونها في العادة عن شخصيات مهمة أخرى، على الأقل ليس بصوت عال أو بالعلن، ومن بين هؤلاء رئيس وزراء أستراليا توني أبوت الذي أبلغ الصحافيين، أخيرا، أنه يعتزم الهجوم على بوتين بجسده وإيقاعه على الأرض، عندما يصل الشهر المقبل لحضور اجتماع مجموعة الدول العشرين الذي سينعقد في برسبان.

وتتساءل صحيفة «نيويورك تايمز» في تقرير نشرته عن الموضوع، عما إذا كان هذا الشيء يعود لسحر خاص يتمتع به بوتين، أو أنه يعود لتلك الصورة الذكورية التي يستعرض فيها بوتين فحولته بشكل مبالغ به، ذلك أن لدى الرئيس الروسي الحائز على الحزام الأسود في الكاراتيه عدداً من الصور تظهره كبطل عصره، تم التقاطها له ..

وهو عاري الصدر يمتطي حصاناً ،وأخرى يصطاد فيها السمك، إلى جانب صور أخرى أثناء خوضه جملة من المغامرات، كالغطس تحت الماء والتحليق في طائرة شراعية، وغيرها.

وفي هجومه على بوتين، استخدم أبوت مصطلحاً يستخدمه لاعبو كرة القدم في أستراليا، ويعني تحديدا: «الهجوم على الخصم وإيقاعه على الأرض»، والمصطلح نفسه يعني أيضا في لعبة الرجبي أن يمسك اللاعب بقميص الخصم أو ياقته..

وعلى ما يبدو، هذا التصريح الصبياني الذكوري أثار انتقادات في وسائل الإعلام الاسترالية، كما وجدت فيه عضو مجلس الشيوخ الأسترالي جاكي لامبي «إنه متسم بالصبيانية والأخلاق السيئة»، وبأنه يظهر أبوت وبوتين «كصبيين في مرحلة البلوغ يحاولان استعراض ذكوريتهما على ملعب كرة القدم». أما السفارة الروسية في أستراليا، فقد علق أحد مسؤوليها قائلاً إن ملاحظات أبوت «تفتقر إلى النضوج».

وصحيفة «نيويورك تايمز»، مع ذلك، تطمئن في تقريرها قادة العالم المنزعجين من بوتين بأن هناك بوادر دالة على أن الرئيس الروسي بدأ يفقد بعضاً من سحره أخيرا، حيث قال بعد تسلقه أحد جبال سيبيريا بمناسبة عيد ميلاده ال62 أخيرا، إنه شعر بالألم، ومما قاله: «تسلقت حوالي 9 كيلومترات (5.59 أميال) تقريبا»، مضيفاً بعد يومين إنه قطع مسافة تزيد قليلا عن خمسة أميال «وكل شيء يؤلم منذ ذلك الحين».

تعليقات قاسية

وأبوت ليس الزعيم الغربي الوحيد الذي أطلق تعليقات قاسية على تلك النزعة الذكورية التي يحاول بوتين إبرازها. فوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أفيد أنها سخرت من وضعية جلوس بوتين الذكورية المتباعدة الساقين.

والرئيس الأميركي السابق جورج بوش الذي بعد أن قال عن اجتماعه الأول مع بوتين عام 2001 إنه نظر مباشرة في عينه و«أحس بروحه كشخص يمكن الوثوق به»، عاد ليتذمر لاحقا من أن التعامل مع بوتين «كما الجدال مع طالب في الصف الثامن، حيث الحقائق لديه مغلوطة».

وفي تعليقها على تصريحات أبوت، رأت صحيفة «لوس انجليس تايمز»، أن رئيس وزراء أستراليا بعد أن أخذ استراحة من إزعاجه للصين، قرر مهاجمة الدولة الكبيرة جدا غير المحببة إلى نفسه، أي روسيا. ورئيس وزراء أستراليا كان عالي النغمة منذ إسقاط الطائرة الماليزية الرحلة «إم إتش 17» التي أودت بحياة 298 شخصا، من بينهم 38 أستراليا بين مواطن ومقيم.

ويقول إن هجومه دافعه إحباطه من تراخي روسيا وعدم اهتمامها في التعامل مع هذه القضية.

وأبوت قال في هذا الصدد: «سأقول لبوتين إن أستراليين قد قُتلوا. قُتلوا على يد انفصاليين مدعومين من جانب روسيا يستخدمون معدات مزودة من قبل روسيا. ونحن غير سعيدين كثيرا بهذا الأمر».

وحتى كتابه هذه السطور، لم يكن بوتين قد علق بكلمة على الموضوع، ولم يكن هناك رد رسمي من جانب روسيا، ما عدا افتتاحية في «البرافدا» للكاتب تيموثي بانكروفت- هينشي طلب فيها من بوتين أن يغسل يديه بعد مصافحة أبوت إلى جانب اتهامه السياسيين الأستراليين «بالخنوع لأوروبا والولايات المتحدة وتقديم ملاحظات سخيفة ولا مستند لها بشأن روسيا».

وبوتين لم يظهر في مناسبات دولية مهمة، منذ أن قامت روسيا بضم شبه جزيرة القرم في مارس الماضي، باستثناء الاحتفاء بذكرى الحرب العالمية الأولى في النورماندي بفرنسا يونيو الماضي، حيث حظي باستقبال يتسم بالتهذيب لكنه يفتقر إلى الدفء، وفقا لصحيفة «نيويورك تايمز»، والآن تعلو بضعة أصوات في أستراليا مطالبة بمنعه من حضور اجتماع مجموعة الدول العشرين الذي سينعقد في برسبان الشهر المقبل.

لمحات دالة

صورة بوتين في الإعلام هي صورة الرجل الرياضي القوي في الهواء الطلق، الذي يبدو مستعرضاً قدراته الجسدية ومشاركاً في مغامرات خطرة، مثل ممارسة الرياضات القاسية والتفاعل مع الحيوانات البرية. وهناك صور له وهو يحلق بطائرة نفاثة عسكرية، ويمارس الجودو وركوب الأحصنة واصطياد السمك، وهو يغطس، ويطلق المخدر على النمور والدببة القطبية والسهام على الحيتان، ويسبح في أحد أنهر سيبيريا القارصة، ويقود سيارة سباق وطائرة شراعية وغيرها.

في عام 2007، نشرت صحيفة «البرافدا» صورة كبيرة لبوتين عاري الصدر، أثناء عطلة في جبال سيبيريا تحت عنوان «كن كما بويتن». وتعد هذه الصور بحسب المعلقين السياسيين جزءا من نهج في العلاقات العامة «تزرع صورة البطل الخارق المفتول العضلات المسيطر على الوضع».

Email