خوسيه كاريراس: محظوظ لأنني أمضي حياتي في الغناء

كاريراس لا يفعل شيئاً خاصاً قبل صعوده المسرح أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

«ولدت مُغنياً، ولم يكن لدي أي خيار لأكون غير ذلك».. قال التينور الإسباني خوسيه كاريراس لـ"البيان" وأضاف: أعتبر نفسي محظوظاً للغاية كوني أستطيع أن أمضي حياتي بعمل ما أحب وهو الغناء. وفي ميدان دو في جزيرة ياس بأبوظبي، سيتشارك كاريراس والسوبرانو كاثرين جنكينز للمرة الثانية في تاريخهما، في إحياء حفلٍ فني تنظمه "فلاش للترفيه" مساء الجمعة 25 أكتوبر المقبل.

وكاريراس الذي اشتهر باعتباره أحد التينورات الثلاثة إلى جانب بافاروتي ودومينغو، قال: سبق لي الغناء في أبوظبي عام 2007 في فندق قصر الإمارات، وكانت تجربة رائعة.

أجواء الموسيقى

عن تجربته مع كاثرين جنكينز، التي غنى معها من قبل، قال كاريراس: العمل معها رائع ، فكاثرين لطيفة، وبارعة الجمال، وفنانة عظيمة. وأشار إلى حفله المرتقب في أبوظبي بأنه يتضمن العديد من الأغاني الشهيرة. وتابع: آمل أن يحب الجمهور برنامجنا الغنائي الذي يحظى عادة بشعبية، وأن يخلق أجواء موسيقية، تحمل الحضور بعيداً عن مشاغل الحياة.

وكاريراس الذي عمل بشكل مشترك مع لوتشيانو بافاروتي وبلاسيدو دومينغو، بقي في ذاكرته العديد من الحفلات، وكشف عن أهمية الحفل الأول لفرقة "ثري تينورز" في روما، وأشار إلى أوبرا "لا بوهيم" في فيينا، وأوضح: كرّمنا الجمهور في نهاية الحفل بالتصفيق لمدة 50 دقيقة.

أغنية الزهرة

يخطر ببال الكثيرين ما الذي يفعله كاريراس قبل الغناء، عن هذا قال: أركز لنحو 30 ثانية، وأفكر بوالدتي التي أحسبها في الجنة، ثم أبدأ. وعن تلك اللحظات التي تسبق صعوده إلى المسرح أشار إلى أنه لا يفعل شيئاً خاصاً. وأوضح: فقط أشرب الماء وأتناول بعض الحلوى، وألقي نظرة أخيرة بالمرآة، وأستذكر المقطع الأول من الأغنية الأولى.

وكاريراس الذي يعتبر نفسه محظوظاً للعمل أكثر من 14 عاماً مع هربرت فون كاريان، كشف عن الأغنية التي يختارها في حال لم يكن بإمكانه أداء سوى أغنية واحدة قائلاً: آمل ألا يحدث هذا، لكنها ستكون على الأرجح "أغنية الزهرة" من أوبرا "كارمن".

ورغم عظمة ما يقدمه التينور الإسباني إلا أنه يتأسف لمسيرة صناعة الموسيقى الكلاسيكية، قائلاً: للأسف، يبدو أن العصر الذهبي قد انتهى، كنا نسجل خمس أوبرات في الاستوديوهات بسنة واحدة، وأصبح ذلك مستحيلاً اليوم. وأضاف: إن صناعة التسجيلات الموسيقية إجمالاً تعيش أوقاتاً صعبة، ولكن من ناحية أخرى، برزت شبكة الإنترنت التي تمكن المرء، أن يرى ويسمع كل فنان تقريباً. وبالنسبة للمستقبل أوضح: لست متشائماً جداً رغم المشاكل الفعلية التي نواجهها.

خصوصية

في عام 1987 أصيب كاريراس بسرطان الدم (اللوكيميا) وكان لهذا أثر عليه، قال: تغيرت أهدافي بالحياة، عندما أدرك أن كل لحظة أعيشها هبةٌ من الله. وأشار إلى إنجازات مؤسسته الخيرية وقال: نحتفل هذا العام بالذكرى الخامسة والعشرين للمؤسسة. واستطعنا حتى الآن جمع نحو 300 مليون يورو لدعم البحث العلمي وغير ذلك. وأضاف: نعكف الآن على تمويل بناء مركز للبحوث في برشلونة. واستطعنا تحقيق الكثير بالتعاون مع الأطباء والعلماء والأشخاص الذين يدعموننا. ونوه بأن الطريق لا يزال طويلاً لنحقق هدفنا بأن يصبح سرطان الدم مرضاً قابلاً للشفاء بأي وقت.

وبعيداً عن المسرح والغناء، وقريباً من حياته اليومية قال كاريراس: أشعر بالاسترخاء عندما أقرأ كتاباً أو أذهب إلى الملعب لمشاهدة مباراة كرة قدم لفريق برشلونة. وأعتبر ملعب نو كامب ودار الأوبرا في فيينا المكانين الأكثر خصوصية في حياته.

 

إبداع

ولد كاريراس في 5 ديسمبر عام 1946 في برشلونة.

أول ظهور له على المسرح في سن الحادية عشرة في مسرح "ليسيو" دار الأوبرا في برشلونة.

كان واحداً من فرقة "ثري تينوز" التي جمعته مع لوتشيانو بافاروتي، وبلاسيدو ديمنغو، وقدمت حفلاتها حول العالم، وباعت ملايين التسجيلات.

بسجله الفني أكثر من 60 أوبرا، منها توسكا، كارمن وغيرها. وبلغ عدد الألحان التي غناها أكثر من 600.

قائد أعلى للفنون والآداب والفروسية من كتيبة الشرف في فرنسا، إيطاليا، النمسا، بولندا، وكمبوديا، ومنح الدكتوراه الفخرية من جامعات عدة.

حصل على جوائز كثيرة منها وسام الطوق الذهبي من أوبرا فيينا.

Email