«مسرح رمضان».. رحلة يومية في التراث العربي

قدود حلبية وموشحات وابتهالات دينية مختلفة، تمتزج في مقاماتها مع صور قديمة بالأبيض والأسود، تعرض لمعالم شهيرة في العواصم والمدن العربية.

إبان سنوات العشرينيات والثلاثينيات وما بعدها، فيما تفوح في المكان روائح البخور والطعام التي تذكرنا بتراثنا العربي القديم. ذلك هو المشهد العام الذي يهيمن يومياً على "مسرح رمضان" الذي حل مكان "ميوزيك هول" في فندق زعبيل سراي بنخلة جميرا بدبي، ليعيد المسرح بلوحاته الفنية المتعددة إلى الواجهة ألق التراث العربي الموسيقي، مصطحباً زواره في رحلة عبر الزمن ليطلعوا من خلالها على جمال المدن العربية القديم.

تقليد قديم

بأجواء رمضانية بحتة، تمكن المنتج والملحن ورجل الأعمال ميشيل ألفتردياس من إعادة الحياة إلى مسرح رمضان القديم، وعن ذلك قال لـ "البيان": "مسرح رمضان هو تقليد قديم، كان متعارفاً عليه وموجوداً في كافة المدن العربية، حيث كان يلتقي الناس فيه بعد الإفطار، لقضاء سهراتهم التي تمتد حتى ساعات السحور، فضلاً عن أنهم كانوا يجدون فيه وسيلة للترفيه عن أنفسهم بالاستماع إلى أنواع مختلفة من الموسيقا والإنشاد والابتهالات الدينية، في ظل عدم انتشار الراديو والتلفزيون في ذلك الوقت". وأضاف: "وصل مسرح رمضان إلى ذروته في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، حيث أصبح تراثاً مرتبطاً بشهر رمضان، وأصبح هناك متخصصون في التراث الرمضاني، من حيث الموشحات والابتهالات الدينية والتجويد".

تقنيات حديثة

على طريقته الخاصة، أعاد ميشيل في رمضان الجاري إحياء فكرة هذه المسرح، والذي زوده بتقنيات صوت حديثه، قادرة على منحنا الأصوات الحقيقية للآلات الموسيقية المختلفة، مثل التخت الشرقي والأكورديون وغيرها.

كما زوده أيضاً بتقنيات العرض المرئي، وعن ذلك قال ألفتردياس: "بالنسبة لي، قررت إحياء المسرح على طريقتي الخاصة، والتي لا تقتصر فقط على الغناء والموسيقا، وإنما فضلت أن أضيف لها تقنيات العرض المرئي، كمحاولة لإعادة الذكرى إلى تلك الفترة، ليس موسيقياً فقط.

وإنما تاريخياً أيضاً، وذلك عبر عرض مجموعة كبيرة من الصور التي تعود إلى العصر الذهبي للمنطقة العربية، وتظهر لنا جماليات المدن والعواصم العربية، مثل القدس وبيروت وبغداد وغيرها في تلك الفترة، وإلى جانب ذلك أضفنا إليها العديد من أصناف الطعام المختلفة التي تعكس جودة التراث العربي".

وأشار إلى أن كافة الدول العربية ممثلة موسيقياً على المسرح، مؤكداً وجود مجموعة كبيرة من الفرق الموسيقية القادمة من بيروت والقاهرة والإمارات والمغرب العربي وغيرها، والتي ستقدم الموشحات والمالوف والقدود الحلبية، وأغنيات مصرية ولبنانية وخليجية قديمة.

وقال الفتردياس:"نقدم في كل ليلة على الأقل 5 لوحات فنية، تمتد كل واحدة منها حتى 30 دقيقة يتم خلالها تقديم أغاني عربية تتضمن مجموعة قصائد وأغنيات تراثية قديمة".

خارج السرب

وأوضح أن رمضان وأجواءه العائلية، تستحق أكثر من مجرد عازف عود،لا سيما وأن هناك العديد من الأنماط الموسيقية التي تصلح للتقديم في رمضان، الذي فضلت فيه اصطحاب زوار المسرح في رحلة عبر الزمن، نزور فيها المدن العربية القديمة، ونستمتع بعظمتها وحضارتها وموسيقاها وطعامها".

صور

 

اختياره لمجموعة صور المدن العربية التي تعرض في جنبات المسرح، كمحاولة للابتعاد عن استخدام فوانيس رمضان، وعن ذلك قال الفتردياس: "وجدت في الصور انعكاساً لتراث المدن العربية ، فضلاً عن قدرتها على إشعال الحنين لتاريخ المدن العربية".