موقف

هوكينغ يبعث المقاومة بالمقاطعة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أثار القرار الرائع والشجاع لأحد أبرز علماء الفيزياء النظرية على مستوى العالم ستيفن هوكينغ، وهو واضع نظرية الثقوب السوداء"، بالانسحاب من "مؤتمر الرئيس" الذي يرعاه الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز استجابة لطلب أكاديميين فلسطينيين، حالة من التفاؤل، وأعاد إلى الواجهة أهمية موضوع المقاطعة كشكل من أشكال المقاومة في صراع الفلسطينيين لاستعادة حقوقهم المسلوبة.

وترى صحيفة "غارديان" البريطانية في تقرير نشرته أخيراً عن الموضوع أن قرار البروفسور هوكينغ الالتزام بموقف حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها يمكن أن يشكل منعطفاً ونقطة تحول لها ما بعدها، وذلك من خلال تحويله مقاطعة إسرائيل كموقف من أجل العدالة إلى تيار عام.

وكانت موجة من الاعتراضات على الحملة الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل قد انتشرت في أعقاب قرار البروفسور هوكينغ، حيث قيل انها تضر بإمكانيات السلام، لكن بالنسبة للفلسطينيين ليس هناك من موقف غير مقنع يمكن تصوره كهذا. فعلى مدى اكثر من عقدين انخرط الفلسطينيون في مباحثات سلام برعاية دولية، فيما كانت إسرائيل تمضي في احتلالها وسرقتها واستيطانها في أرضهم وقتلها الألوف منهم مع الإفلات من العقاب.

والمؤسسات الإسرائيلية الرئيسية، وبالتحديد الجامعات، كانت متواطئة في هذا الاضطهاد من خلال الانخراط في البحوث والشراكات مع الجيش الإسرائيلي، كما أشركت حكومة إسرائيل أكاديميين وفنانين في حملات دولية في سبيل تجميل صورة إسرائيل وصرف الانتباه عن اضطهادها للفلسطينيين.

وفي مقابل هذا، تعتمد حركة مقاطعة إسرائيل في تغييرها لهذه الدينامية على تقليد طويل الأمد من المقاومة الشعبية حول العالم، بدءاً من فلسطين نفسها إلى مقاطعة حافلة مونتغمري في الاباما، وصولاً إلى الصراع ضد سياسة الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، ولأن الحملة تتماشى مع مبادئ حقوق الإنسان العالمية يزداد التأييد لها.

فالتاريخ أثبت جدوى المقاطعة، وموقف هوكينغ من الواضح أنه أجبر الإسرائيليين وباقي العالم على إدراك أن استمرار الوضع على ما هو عليه له ثمن.

Email