يدعو بألبومه الجديد المستمع للعودة إلى الزمن الجميل

حازم فارس: الموسيقى العربية تعيش مرحلة سيئة

ت + ت - الحجم الطبيعي

ما أن تجالس المؤلف الموسيقي العراقي حازم فارس حتى تستشعر حبه ومعرفته بالموسيقى، فهو يمثل موسوعة في هذا المجال وقد نجح بتوظيفها في أول ألبوم موسيقي بعنوان "1001 ليالي الكمان"، والذي دخل بعد أسبوع من صدوره بين قائمة أفضل 10 ألبومات مبيعاً في فيرجن ميغاستور، والذي تستشعر فيه عمق الموسيقى التي تحمل في طياتها لمسات تركية، رغم اعتمادها على مقامات عربية صرفة.

حازم فارس قال في حواره مع "البيان" إن الموسيقى العربية تعيش مرحلة سيئة في تاريخها وأن اختياره تركيا لتنفيذ ألبومه بسبب محافظة الموسيقيين فيها على الآلات الشرقية حتى اللحظة، مبتعدين عن آلة "الكي بورد"، مؤكداً أنه يرمي من الألبوم لدعوة المستمع إلى العودة للزمن الموسيقي الجميل، مشيراً إلى أن انتشار الأغاني في الفترة الأخيرة أساء إلى الموسيقى العربية لغياب الرقابة عن النصوص والألحان.

ومن المعروف أن العراق بلد الموسيقى العربية، لدرجة أن مقامات كاملة سميت باسمه، ورغم ذلك اختار حازم تركيا وفرقة إبراهيم تاتليسس لتنفيذ ألبومه، وعن سبب ذلك قال: "هذه ليست المرة الأولى التي أعمل فيها مع فرقة إبراهيم تاتليسس، واختياري لتركيا لأن الموسيقيين فيها ما زالوا يستخدمون الآلات الشرقية والتركية الأصلية دون تحريف، مبتعدين عن آلة "الكي بورد" التي تعودنا على استخدامها في المنطقة العربية، فضلاً عن حرفية الأتراك في العمل الموسيقي، وتفاعلهم السريع مع الأجواء الموسيقية وقد لمست ذلك من خلال تعاملي معهم لفترة طويلة". وتابع: "عدم اختياري للعراق بسبب عدم وجود استوديوهات جيدة، وعدم وجود عازفين موسيقيين في الوقت الحالي بالقدر الموجود في تركيا التي تتميز بسرعة إيقاع العمل"، مدللاً على ذلك بقوله:" قبل بدء العمل في الألبوم وضعت خطة قوامها 70 ساعة للخروج بـ 13 قطعة موسيقية جاهزة، وقد نجحت بذلك نتيجة الالتزام العالي الذي أبداه الأتراك"، مؤكداً أنه يستحيل تنفيذ خطة الألبوم هذه في المنطقة العربية بسبب بطء إيقاع العمل فيها.

لمسات تركية

المستمع لألبوم حازم سيلمس تأثره باللحن التركي فيه، وفي ذلك قال: "لا أستطيع نكران تأثير الموسيقى التركية علينا جميعاً فقد غزتنا بترتيبها وتنظيمها وجمالية آلاتها الموسيقية، ولم أعمد في ألبومي إلى رسم خط لحني تركي صرف، بل تناولت فيه مقامات عربية شائعة في المنطقة العربية وأوروبا أيضاً، ولكن بسبب أن التسجيل تم في تركيا فكان علي أن أكتب اللحن بطريقة تناسب أصابع العازفين الأتراك، وهي تختلف بشكلها وأوزانها عن المغرب العربي والقاهرة، ولذلك ظهرت بعض اللمسات التركية في الألبوم".

ورغم أنه عمل مع العديد من الفنانين إلا أن حازم يرى أن الموسيقى العربية تعيش مرحلة سيئة في تاريخها، وعن ذلك قال: "بلا شك أننا بدأنا نشهد في الفترة الأخيرة إساءة للموسيقى العربية في ظل انتشار الأغاني، وبتقديري أن السبب يكمن في عدم وجود تقييم للنصوص والألحان التي تظهر لدينا، ولذلك عمدت عبر ألبومي إلى دعوة الجميع لاستشعار قيمة الموسيقى خاصة وأن العرب عموماً يعشقون الموسيقى وهم من ابتكروا آلات الموسيقية منذ سنوات بعيدة". وأضاف: "المشكلة أننا تجاهلنا أن الموسيقى هي أصل الثقافة، وأصبحنا نعتمد فقط على الكلمات والأغاني ونسينا زمن أم كلثوم وعبدالحليم حافظ والقصبجي وغيرهم، حيث كانوا يستعرضون في المقدمة الموسيقية لأي أغنية أفكارهم وقدراتهم اللحنية، وهو ما فقدناه في أغنياتنا الحديثة".

الأذن العربية

وأشار حازم إلى أن العرب عموماً يعشقون الاستماع إلى الموسيقى بدليل متابعتهم للمسلسلات التركية والمكسيكية بسبب الموسيقى، وسؤالهم في بعض الأحيان عن اسم الآلة الموسيقية نفسها. وقال: "هذا دليل على أن الموسيقى بدأت تأخذ طريقها من جديد إلى الأذن العربية"، ضارباً المثل بما قام به المصريون سابقاً والذين خدموا الموسيقى العربية باستغلالهم للمقطوعات الموسيقية التي ظهرت في بعض الأفلام السينمائية مثل "ناصر 56، والبريء، وليلة القبض على فاطمة، ورأفت الهجان" وغيرها، و أعادوا إنتاجها في ألبومات خاصة وطرحها في الأسواق.

Email