زايد وقصر الحصن.. دولة الاتحاد

فتح «قصر الحصن»، الصرح الذي يحفظ تاريخ الأمة والاتحاد، أبوابه أمام الجمهور، أمس، السابع من ديسمبر من «عام زايد»، مستأنفاً تقليب صفحات ماض مجيد، وإرث تليد، شهدت عليهما جدرانه، وباحاته، وغرفه؛ وذلك بعد برنامج إعماري شامل، استمر أحد عشر عاماً، نفذته دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، تضمن سلسلة واسعة من أعمال التجديد والصيانة والترميم لهذا المعلم التاريخي.

وبهذه المناسبة، نستكمل معكم استذكار محطات من تلك الرحلة الطويلة، التي قطعها قصر الحصن، منذ أن كان مجرد برج وحيد على أرض جزيرة غير مأهولة، إلى أن دخل القرن العشرين، الذي فرض استحقاقات جديدة تماماً. من أبرزها استحقاق مواجهة التحديات الجيوسياسية، التي تطلبت وعياً جديداً مختلفاً.

تمتع الشيخ زايد بن سلطان بقدرة البناء على المصالح المشتركة، والجمع بين الأهل، وتقريب المسافات، واستثارة العزيمة في النفوس، وتوجيه ذلك كله نحو تحقيق أهداف موضوعية وواقعية، تعود بالخير على الجميع.

كان الشيخ زايد يدرك أن قطار التاريخ لا ينتظر أحداً؛ لذا، عمل منذ اللحظة الأولى لتسلمه حكم أبوظبي في خطين متوازيين، بذات الهمة والعزم: تنمية وتطوير الإمارة، والتواصل مع إخوانه حكام الإمارات للوصول إلى صيغة وحدوية.

وبهذا، لم يعد «قصر الحصن» مجرد بنيان يستضيف السلطات السياسية والإدارية، ومركزاً للاتصالات الدبلوماسية؛ بل بات مركزاً لمشاريع سياسية قادرة على إحداث التغيير الإيجابي، بأبعاد جيوسياسية وجيواستراتيجية. وهذه كانت قبل ذلك مهمة حصرية من «حق» سلطات الحماية البريطانية.

دولة الاتحاد

وباختصار، فإن هذا الواقع الجديد، الذي رسخه الشيخ زايد، أعاد تصويب الموازين، وخلق قاعدة حرة للإرادة المحلية. وفتح المجال أمام حراك سياسي يقوم على الاعتبارات الوطنية المحلية، وليس على دواعي العلاقة مع سلطات «الحماية البريطانية».

وتجب هنا ملاحظة أسلوب الشيخ زايد الحيوي في العمل والحكم؛ فلم يكن حاكماً معتصماً بمقره، لا يبرح كرسيه. بل على العكس، كان من ذلك النوع الذي يخرج إلى الناس يتفقدهم، ولا ينتظر وصولهم إليه بهمومهم. وكان كذلك، في السياسة الكبيرة، يلاحق فكرته التي يؤمن بها، فيتحرك في كل مجالاتها، ويتنقل ساعياً وراء تحقيقها.

وبهذا، فإن كثيراً من الحراك الذي أحدثه الشيخ زايد في سبيل تحقيق فكرة «دولة الاتحاد»، قادته في أسفار، وإلى لقاءات واجتماعات خارج أسوار قصر الحصن. غير أن «قصر الحصن» نفسه لم يغب عن ذلك كله، وبقي المركز الذي يمثل الفكرة ويحرس الحلم؛ كما تحول على يدي الشيخ زايد من قلعة بأسوار إلى رمز لفكرة تتنقل مع سيدها، تجوب الإمارات، وتدخل في القلوب، وينتمي إليها الأشقاء وأبناء الأرض والهوية الواحدة.

لقد كان لقصر الحصن مظهر «حصن ضمن حصن»؛ فبات مقراً يحتضن فكرة، وبيتاً يرعى أملاً، ومركزاً يتبنى مشروع الاتحاد.

عهد العمل

في ذلك الحين، كان بين يدي، ساكن قصر الحصن، الشيخ زايد، هيئة أولية باسم «مجلس الحكام»، التي تعبر عن «مجلس الإمارات المتصالحة»، الذي أنشئ في العام 1960، فبدأ في إطار هذا «المجلس» التنسيق بشكل مباشر بين الشيخ زايد وأخيه الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، لتعزيز التعاون، والتقدم إلى الأمام نحو الترتيبات التي تضمن علاقات وثيقة مستدامة بين «الإمارات المتصالحة»، غير أن العقبات لم تكن قليلة، فقد كانت الحماية البريطانية، لا تزال حقيقة ماثلة، لها فروضها، واستحقاقاتها.

ومن أول هذه الفروض أن «الحماية البريطانية» لم تكن تسمح للإمارات بالحصول على أي مساعدات من الدول العربية إلا بعد موافقتها وتحت إشرافها، ما أعاق تنمية كثير من الإمارات التي كانت تفتقر إلى الموارد اللازمة، ما وضعها في ظروف كبلتها وقيدتها.

ولم يوقف ذلك الشيخ زايد، ولم يجعله يتخلى عن مشروع دولة الاتحاد، وبادر إلى ترجمة مبادئه وأفكاره عن الاتحاد والتعاون والمساندة المتبادلة إلى أفعال، وذلك بتخصيص جزءٍ كبير من دخل إمارة أبوظبي من النفط لصندوق تطوير الإمارات المتصالحة قبل بداية دولة الإمارات العربية المتحدة كدولة اتحادية.

هنا، تبدى قصر الحصن بينما هو يتصدى لمسؤولياته خارج حدود إمارة أبوظبي، بما يتعلق بتأمين طريق الأماني بالوصول إلى دولة اتحادية؛ لذا، وقعت على عاتق «القصر» إدارة عمليات تنفيذ مختلف المشاريع الأساسية في مختلف الإمارات، بما يعزز قدرتها على مواجهة التحديات الماثلة.

تالياً، خطا الشيخ زايد الخطوة الحاسمة نحو إقامة صيغة اتحادية في المنطقة تجمع إمارات الخليج العربي، حينما أجرى اتصالات مع أخيه الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم في فبراير 1968؛ حينما أعلنت الحكومة البريطانية نيتها الانسحاب من منطقة الخليج في نهاية عام 1971م. فعقد الاثنان اجتماعاً في منطقة عرقوب السديرة، الواقعة بين أبوظبي ودبي، وأسفر ذلك الاجتماع عن الإعلان عن قيام اتحاد يضم إمارتي أبوظبي ودبي، كنواة وبداية لاتحاد أكبر وأشمل.

اتفاق عرقوب السديرة

قضى «اتفاق عرقوب السديرة» بدمج إمارتي أبوظبي ودبي في اتحاد واحد، والمشاركة معاً في أداء الشؤون الخارجية، والدفاع، والأمن، والخدمات الاجتماعية، وتبنّي سياسة مشتركة لشؤون الهجرة.

وتُركت باقي المسائل الإدارية إلى سلطة الحكومة المحلية لكلّ إمارة، وعُرفت تلك الاتفاقية الهامة بـ«اتفاقية الاتحاد»، ويمكن اعتبار ذلك الاتفاق الخطوة الأولى نحو توحيد الساحل المتصالح كلّه.

وكانت هذه لحظة يقف فيها قصر الحصن في مكان موضوعي بين أبوظبي والإمارات كافة، ممثلاً الفكرة الجامعة التي بات يرمز إليها: دولة الاتحاد. وكان حينها الشيخ زايد، المشغول بهذه الفكرة، قد وضع تعديلاته على «القصر»، فنقل مقر الإقامة العائلي إلى قصر المنهل، فيما أبقى لنفسه مكتباً خاصاً في أحد أقسام الحصن.

في ذلك المكتب، كان ضغط الزمن يتزايد، بينما شاغل المكتب يدرك أنه في سباق مع وقت لا ينتظر؛ فقد كان القرار البريطاني المفاجئ يهدّد بخلق فراغٍ عسكري وسياسي في المنطقة، ويعرضها لتلاطم الأمواج الإقليمية والدولية، في وقت لم تكن فيه مهيأة لذلك. وبرغم هذا، رأى االشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وأخوه الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم في هذا التحدي المفاجئ، فرصة قد تساعد على تذليل العقبات والصعوبات التي كانت تعترض طريق المحاولات الأولى لاتحاد الإمارات.

لذا، اشتمل الاتفاق الموقع بين الشيخ زايد بن سلطان وأخيه الشيخ راشد بن سعيد على دعوة حكام الإمارات الخمس الأخرى للانضمام للاتحاد. وبالفعل، تم توجيه الدعوة إلى حكام الإمارات الأخرى، بالإضافة إلى حاكمي قطر والبحرين للتفاهم والتشاور، حول الأمور التي تهم بلادهم.

أصداء حارة

ترددت أصداء الدعوة المنبثقة عن اجتماع عرقوب السديرة في جميع الإمارات، وشهدت المنطقة نشاطاً سياسياً واسع النطاق، وتتابعت باقي الخطوات العملية؛ ففي 27 فبراير سنة 1968 م واستجابة لنداء حاكمي أبوظبي ودبي اجتمع في دبي حكام إمارات الساحل العربية السبع (أبوظبي، ودبي، والشارقة، وعجمان، وأم القيوين، ورأس الخيمة، والفجيرة) وانضم إليهم حاكما قطر والبحرين، حيث جرى تدارس فكرة قيام اتحاد لجمع الشمل، وتشكلت عدة لجان لاتخاذ القرارات، كما شكل الحكام مجلساً تنفيذياً، وأمانة عامة.

وخلال ذلك حرص الشيخ زايد بن سلطان على التقريب بين وجهات النظر، سواء خلال اجتماعات الحكام، أو في أسفاره أو رحلاته المتعددة، ولقاءاته على الصعيدين العربي والعالمي، أو من خلال أجهزة الإعلام المختلقة.

ورغم الصعوبات والمعوقات التي لم تكن قليلة، لم يستسلم إلى اليأس، بل على العكس لقد ازداد إيماناً بالهدف، وإصراراً على تحقيقه؛ ولم ينفض بالطبع يده من فكرة الاتحاد، ولم يخلد إلى الراحة داخل حدود إمارته.

لقد نمت فكرة الاتحاد في فكر الشيخ زايد بن سلطان منذ البداية، ورغم إدراكه التام بأنّ الاتحاد كان مجرّد مفهوم حديث في المنطقة، إلاّ أنّ اعتقاده بإمكانيّة تنفيذه على أسس الروابط المشتركة التي تربط بين مختلف الإمارات، بالإضافة إلى تاريخ وتراث أبنائها الذين عاشوه معاً لعدة قرون، كان ثابتاً.

وكان تاريخ وجدران قصر الحصن تذكر بذلك في كل لحظة تمر!

الاتحاد السباعي

توالت الأحداث، بعد ذلك، حيث أعلن الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة في صيف عام 1971م استقلال البحرين، وفي الأوّل من سبتمبر عام 1971م قامت قطر بخطوة مماثلة. وهذا يعني نهاية فكرة «الاتحاد التساعي»، ولكن الشيخ زايد لم يعتبر ذلك نهاية فكرة الاتحاد نفسها، فانتقل على الفور إلى العمل على الاتحاد السباعي.

وفي اجتماعٍ عُقد في دبي في 18 يوليو عام1971م، قرّر حكّام ستة من الإمارات المتصالحة، وهي: أبوظبي، ودبي، والشارقة، وعجمان، وأم القيوين، والفجيرة، تكوين اتحاد «الإمارات العربية المتحدة»، ثم لم تلبث إمارة رأس الخيمة، أن لحقت بركب الاتحاد لتكون الإمارة السابعة فيه.

وأثمرت الجهود عن الإعلان رسمياً في الثاني من ديسمبر 1971 عن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، التي هي إلى اليوم النموذج الاتحادي الوحيد في العالم العربي الذي لم يبقَ ويستمرّ فحسب، بل نجح أيضاً في تكوين واستخراج هوية وطنية مميّزة مع مرور الزمن.

وقد كان قصر الحصن حاضراً على نحو مباشر في هذا، إذ كان الشيخ زايد بن سلطان قد أمر ببناء مقر المجلس الاستشاري الوطني خارج جدران القصر؛ وهذا المقر، بالذات، شهد انعقاد الاجتماعات التي ناقشت اتحاد الدولة عام 1971.

الثاني من ديسمبر

لقد جعل تحقق الأمل من «الثاني من ديسمبر» يوماً للاتحاد، ويوماً لزايد، الذي توجت فيه جهوده المخلصة، التي بذلها وإخوانه الحكام من أجل التوصل إلى صيغة اتحادية، قادرة على حمل الآمال، وتمكن من النهوض بالمسؤوليات، وتؤمن مكانة لشعب الإمارات بين شعوب العالم.

دور وطني جديد

خضع قصر الحصن، قبل افتتاح أبوابه للجمهور أمس، لمشروع متكامل من التطوير والترميم والصيانة وفقاً لأعلى المعايير الدولية، وأفضل الممارسات المعترف بها لإدارة مواقع التراث العالمي، بإشراف فريق يتضمن عدداً من أبرز المؤرخين والمهندسين المعماريين وخبراء الترميم.

وتضمن مشروع الترميم إزالة الطبقة البيضاء السميكة المكونة من الجبس والإسمنت التي أضيفت إلى جدران القصر في ثمانينيات القرن الماضي، لإبراز الأحجار المرجانية والبحرية التي كانت من أهم مواد البناء التي كان يستخدمها الإماراتيون في الماضي.

وسعت أعمال الترميم إلى منع الرطوبة من الوصول إلى سطح الحجر المرجاني الذي يقع تحت الطبقة البيضاء التي أضيفت قبل سنوات، وخصوصاً أن احتباس الرطوبة على سطح هذه الأحجار سيؤدي إلى تآكلها ويتسبب في آثار ضارة ومؤذية على بنية المبنى التاريخي، حيث تتسبب الطبقات الحديثة في خنق البنية التقليدية التي تتكون منها الجدران التاريخية. كما يتعرض المبنى منذ ذلك الوقت لتكييف داخلي يبرد المبنى إلى 24 درجة مئوية. ويساهم هذا المزيج من البرودة الداخلية والحرارة الخارجية في تشكيل طبقات تكاثف محتبسة داخل الجدران وعلى سطوح الحجر المرجاني.

يذكر أن قصر الحصن، الذي عرف في الوثائق البريطانية بأسماء عدة مثل «القلعة» و«الحصن» و«قصر الحاكم» و«دار الحكومة»، لم يبق على الهيئة نفسها منذ إنشائه، قد شهد مراحل متعددة من البناء والتطور عبر سنوات طويلة متتالية؛ وخلال هذه المراحل المتعاقبة تغيرت ملامحه أو وظائف مكوناته، وشهد الكثير من الإضافات والتغييرات والتوسعات ثم الترميمات، ويرى المتخصصون أن هذه المراحل تنقسم إلى خمس مراحل رئيسة، آخرها مرحلة الترميمات التي بدأت في 1985 وكانت قد سبقتها مرحلة أخرى في سبعينات القرن الماضي، التي استضاف الحصن بعدها مقر مركز الوثائق والبحوث الذي أُنشأ في 1968، والمعروف اليوم بـ«الأرشيف الوطني»، الذي توسع في الحصن وشغل بعد اكتمال أعمال الترميم التي جرت خلال ثمانينات القرن الماضي، كل الغرف والأقسام التي يتكون منها القصر.

ومنذ ذلك الحين أخذت الترميمات طابعاً مختلفاً، إذ لم يعد المبنى مقر إقامة للحكام، بل تحول إلى متحف ومعرض لمجموعات أثرية مرتبطة بأبوظبي ومنطقة الخليج العربي. ولذلك، فإن التغييرات التي باتت تطرأ عليه لم تهدف إلى توسعته، ولكن إلى تهيئته لتأدية وظيفته الجديدة كصرح وطني يحفظ تاريخ الأمة والاتحاد. ومما يجدر ذكره أن مشروع تطوير منطقة الحصن، الذي أشرفت على تنفيذه دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، واستمر أحد عشر عاماً، يعد أهم برنامج إعماري شامل لهذا الأثر التاريخي الهام.

التطوير على طريق لم الشمل

بذل الشيخ زايد بن سلطان كل جهد ممكن ليكون كل جزء من البلاد جاهزاً للاتحاد، وقادراً على الإسهام فيه؛ وقد سلك في هذا السبيل عدة أساليب من بينها «مكتب التطوير»؛ فقد كان الشيخ زايد قبل توليه للحكم يساهم في «مكتب التطوير»، المخصص لتنمية الإمارات الشمالية، على نفقته الخاصة. وبعدما تولى الحكم غيّر مسمى مكتب التطوير إلى «مكتب حكومة أبوظبي في الشارقة»، واختص بإنشاء المشاريع وتمهيد البنى التحتية في الإمارات الشمالية.

وساهم هذا «المكتب» في توفير العيش الكريم لأبناء الإمارات الشمالية، فيما اعتبر الشيخ زايد ذلك خطوة على طريق لم الشمل. عمل في هذا المكتب شخصان من كل من: الشارقة، عجمان، أم القيوين، الفجيرة، ورأس الخيمة. ومن خلال العمل في المكتب كان يتم التنسيق مع حكومة أبوظبي في تشغيل الشباب المواطن ضمن دواوين حكومة أبوظبي، لا سيما مع ظهور شركات البترول التي فتحت آفاقاً جديدة للمواطنين الذين كان أغلبهم يعمل في البحر في مهنة الصيد والتجارة والأسفار لجلب البضائع المختلفة، وكان كثير منهم قد اغتربوا للعمل في السعودية والكويت والبحرين.

وكما فعل الشيخ زايد بن سلطان في العين وفي أبوظبي، بدأ يسأل الناس عن احتياجاتهم، ويوفر لهم الآلات والمعدات اللازمة، ويشجعهم على الزراعة والري، كما كان من وقت إلى آخر يقوم بنفسه بزيارات إلى الإمارات الشمالية، لتفقد شؤون الحياة هناك في ظل شح الموارد في ذلك الوقت، فأرسى بذلك معاني الاتحاد مبكراً ولم الشمل.

ساهم مكتب الإمارات الشمالية في توفير العيش الكريم للمواطنين وتلبية متطلبات الحياة، وكان الشيخ زايد يبدي اهتماماً كبيراً بكل تفاصيل حياة الناس من مزارعين وعمال وشباب ويفتح آفاقاً جديدة لهم للعمل، ويحرص على زيارة هذه الإمارات أكثر من مرتين في العام، ويستقبل الجميع في قصره في منطقة الذيد. وعمل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وأخوه الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم وإخوانهما أعضاء المجلس الأعلى على لم الشمل وتكوين دولة حديثة أسست بالحب والخير، في اتحاد جاء طبيعياً نتيجة هذه الجهود الكبيرة من قبل القائد الذي ترجم معاني الاتحاد فكراً وعملاً قبل سنوات عدة من تكوين الدولة.

وفي أواخر الستينيات من القرن الماضي رأى الشيخ زايد بن سلطان ضرورة ابتعاث الجيل الجديد لكي ينهلوا من العلوم، ومن ثم يعودوا إلى الوطن للمساهمة في عملية التنمية والعمران.

وتم حسب توجيهاته، وعلى نفقة حكومة أبوظبي، اختيار نخبة من الشباب من الإمارات الشمالية وأبوظبي تم ابتعاثهم إلى مصر، حيث انتسبوا إلى كلية الشرطة ومختلف الجامعات المصرية. وكانت هذه البعثة البذرة الأولى التي عادت مع قيام دولة الاتحاد، وتم استيعاب خريجيها في مناصب عدة، فكان منهم الضباط والسفراء والأطباء وموظفو الدولة.

1

يضم قصر الحصن العديد من البوابات الخارجية والداخلية وجميعها مزخرفة بزخارف محلية.

2

تضم غرف القصر العديد من النوافذ المستطيلة أو مربعة الشكل إضافة إلى الكوى الصغيرة والمتوسطة.

3

تمت زخرفة سقف قصر الحصن بأشكال مروحية تماشياً مع الركيزة الوسطية بالغرفة.

4

يربط بين أبراج قصر الحصن وغرفه ومجالسه وبقية مرافقه العديد من الممرات والأروقة.

5

كان قصر الحصن لفترة طويلة بمثابة علامة مميزة تهدي السفن المسافرة عبر الساحل.

6

خلافاً لما هو معتاد في المباني التاريخية فإن المبنى الذي يقع داخل قصر الحصن هو الأحدث.

 

 

الأكثر مشاركة