«زايد والتميز» نموذج إنساني شديد التفرد

كتاب زايد والتميز، من إصدارات الأرشيف الوطني، ومن تأليف الدكتور عماد الدين حسين، وهو قائم على ثلاثية «مفهوم الشجرة» من حيث جذورها العميقة وجذعها الراسخ وثمارها اليانعة، ولهذا جاءت أبوابه الثلاثة مرتبطة بتلك الثلاثية من خلال ثلاثة عشر فصلاً، استقت منابعها المعرفية من أكثر من مئتي مرجع من الوثائق والمخطوطات ومصادر التاريخ الشفاهي التي يزخر بها الأرشيف الوطني كأول إصدار يتفرد بتلك التكاملية المرجعية.

تكمن جمالية الكتاب أنه ليس إصداراً وثائقياً أو تاريخياً أو أدبياً فحسب، وإنما هو مشروع وطني تعريفي تنويري متكامل، ليكون بذلك الإصدار الأول من نوعه في توثيق الشخصيات القيادية المؤثرة في العالم ولهذا يبحر القارئ في أدب التميز من خلال نموذج إنساني شديد التفرد، عميق الأبعاد، استباقي الرؤية، محتواه الإبداعي، فكر وشخصية زايد، طيب الله ثراه.

تميز

ففي الباب الأول بفصوله الثلاثة يعيش القارئ مع زايد الرؤى والممارسات من خلال واحات غنية ثرية ترصد البدايات من عام 1946 بعيون التميز، ثم يُختَتَم الباب الأول بفصل محوري، وهو زايد ومفاهيم التميز الثمانية في فكر زايد الإنسان والدولة والنهج.

وفي الباب الثاني يكون القارئ على موعد غير عادي ليمضي رحلته مع خمسة فصول تشكل معالم نهج زايد في البناء والتطوير والتمكين من خلال القيادة الاستراتيجية التكاملية ورأس المال البشري الواعد والشراكات الفاعلة والخدمات الحكومية الرائدة.

نموذج

ومع نهاية الباب الثاني يتيقن القارئ أنه أمام رجل ليس بحجم أُمةٍ فحسب ولكنه نموذج إنساني عالمي الأبعاد، صَنَعَ أمة بحاضرها ومستقبلها، وقدم قدوة استثنائية نراها حاضرة وماثلة وراسخة في القادة أبناءً وأحفاداً وشعباً استثنائياً تَفَرَّد بالريادة واللا مُستحيل والسعي الدؤوب نحو الرقم الأول.

وجاء الباب الثالث والأخير من هذا الكتاب ليتحدث عن الحصاد؛ الحصاد فيما يتصل بخدمة الناس، والحصاد فيما يتصل برأس المال البشري، والحصاد فيما يتصل بالمجتمع، والحصاد العام، إضافة الى فصل ختامي عن استدامة التميز ومستقبله في السنوات المقبلة، خاصة بعد ظهور الجيل الرابع من نموذج التميز، الذي هو إضافة حصرية لدولة الإمارات في هذا المجال.

410

يُدرك القارئ من بدايته مع الكتاب وعبر صفحاته التي بلغت 410 صفحات من الحجم الكبير، وطيلة رحلته الدافئة المعرفية الممزوجة بعبير الاشتياق للقائد المؤسس، أن التميز ليس له معنى آخر سوى «زايد»، وهذه المعادلة هي التي حاول المؤلف جاهداً أن يثبتها بشواهد غرس وممكنات ونتائج زايد.

الأكثر مشاركة