أبدعت في صنعها المرأة الإماراتية وتعكس رائحة الفرن وحميمية البيت

المعجونات التقليدية أغنياتُ الرحى وزينة المائدة

ت + ت - الحجم الطبيعي

مهما كانت الوجـــبة وفي أي وقت من النهار فإن المعجونات، وفي مقدمتها الخبز تعتبر زينـــة المائدة المحلية، ولا غنى عنه ومثل معظم بلدان العالم فإن الثقافة الشعبية تبتكر أنواعاً مختلفة من الخبز التي تتميز بطعمها الأصيل والمختلف، وفي الإمارات هناك أنواع عدة من الخبز والمعجونات التقليدية، التي تختلف عن الخبز الشائع في البلاد العربية، أبدعت في صنعها المرأة وتعكس رائحة الفرن وحميمية البيت وتذكر بأغنيات الرحى وطحين الحبوب في الأيام الخوالي.

رائحة زكية

»كلما أغمضت عيني رأيت أمي وهي جالسة في باحة البيت تداعب العجين بكل حب وترميه على المخبز الحار، لتنبعث منه رائحة عطرة وزكية تبعث في روحي أنا وإخوتي الصغار فرحة كبيرة، وأتذكر كذلك حين كنا نلتف حول المخبز وأمي تحذرنا من حرارته.. «، هكذا استهلت حبيبة حديثها معنا عندما سألناها عن الخبز الشعبي الإماراتي، الذي لا يخلو منه بيت في إماراتنا الحبيبة على تعدد أصنافه وطرائق تحضيره.

وعن أنواع الخبز تحدثت أم أحمد وأوضحت حول أصنافه »أصناف المعجونات خـــبز الخـــمير.. وهـــو عبارة عن عجينة من الدقـــيق الممزوج بماء دافئ وقـــليل من التــمر الذي يمرس في المـاء وتترك هذه العجينة من الليل وحــتى صباح اليوم التالي ثم تقطــــع إلى قطـــع عدة ثم تبسط هذه القطع على شكل دوائر ثم تقــــلب الواحدة تلو الأخـــرى علــى النار بواســـطة (الطابي) والطابي عبارة عن الــــطاجن أو المقلاة وهو يصنع من الحديد ويوضع على الخبزة الواحدة قليل من مزيج البيض والماء حتى يتحسن مذاقها«.

خبز »الرقاق«

وعن خبز »الرقاق« تقول أم أحمد »هو أشهر أنواع الخبز وهو معروف لدى العرب منذ القدم وهو عبارة عن عجينة رخوة بعض الشيء تكال بواسطة اليد على شكل لقمة ثم تبسط على (الطابي المسطح) بواسطة اليد أيضاً، وتترك على النار حتى تجف الخبزة ثم تقش الخبزة بواسطة (المحماس)، والمحماس عبارة عن يد مصنوعة من الحديد أو النحاس تحمس بها حبوب القهوة على النار وتؤكل الخبزة بعد أن يوضع عليها الدهن والسكر وتؤكل أيضاً على شكل ثريد«.

أنواع مختلفة

وتضيف »أما الخبز المحلي فهو عبارة عن عجينة رخوة إلى درجة معينة تكال بواسطة الملعقة الكبيرة (بعض الأحيان تستعمل علبة شيئاً فشيئاً على (الطابي)، وتبسط بواسطة قطعة صغيرة من سعف النخيل أو بواسطة أسفل الملعقة ثم تقلب الخبزة، ويوضــــع عليها شيء من مزيج البـــيض والمـــاء، أما خبز »الجباب« فهو عبارة عن عجينة رخوة بعض الشيء تكال بواسطة علبة صغيرة وتصب على (الطابي)، ثم تبسط العجينة قبل أن تجف على (الطـابي) الذي يكون على نار خفيفة فتجف الخبزة، وتظهر منها فقاعات وتقلب على النار (الفحم) حتى تنضج ثم تؤكل بعد وضع السمن والسكر عليها«.

طعم أصيل

في وقتـــــنا الحالي ومــع انتــشار المخابز وأنواع الخـــبز الجاهزة الموجودة في السوق اليوم، يجب علينا أن نحافظ على خبزنا الشعبي، تقول أم سعيد التي تأبى أن تعد الخبز لأسرتها يومياً من أن كان، ولكنها تحرص على تعليم بنات الجيران والعائلة والأحباب من الراغبات في تحضير الأصناف المختلفة للخبز الإماراتي، بادرة منها لتعليم طرق التحضير الصحيحة للأجيال القادمة والحــفاظ على هذا الجزء الذي لا يتجزأ من تراثنا الشعبي.

 

حنين

الوالدة آمنة محمد، حول المعجونات التقليدية، قالت »نحن إلى الأيام الخوالي، حين لم نكن نشتري الطحين من السوق فقد كنا نزرعه في البر وهو ما يعرف بلهجتنا المحلية (الوعب) وهي أماكن مستوية ومعدلة لزراعة الحنطة في مواسمها، التي تعتمد على الأمطار، ونقوم يومياً بأخذ ما يكفينا من القمح لنطحنه بالرحى التي تكون ثقيلة جداً، ومن ثم نشرع في تحضير الأصناف المختلفة من الخبز«. وأضافت »حالياً ومع مئات الجنسيات التي تسكن في الإمارات والمحلات الشعبية المنتشرة في كل مكان نلاحظ تعلق وحب الناس بأصناف خبزنا المحلي، الذي يختلف تحضيره باختلاف المواسم، فاعتاد الناس على خبز الرقاق واللقيمات وخبز الجباب«.

Email