ثقافة التطوع وعام الخير

ت + ت - الحجم الطبيعي

تنفّذ وزارة شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، بالتعاون مع «البيان»، استطلاعاً للرأي، في إطار التحضيرات لخلوة الخير التي أعلن عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، للتعرف إلى آراء الجمهور ومعرفة تطلعاتهم وتوجهاتهم في ثقافة التطوع، باعتبارها واحدة من تجليات عمل الخير، خاصة ونحن بصدد الاحتفاء بعام 2017 باعتباره عام الخير.

الاستطلاع مشاركة إعلامية فاعلة، و«البيان» استفادت من خاصية التفاعل التي تتيحها تقنيات الإعلام الحديث، لتجعل القارئ في صلب الحدث.

في المقابل، فإن المؤسسات، استجابةً منها لدعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، أتاحت لموظفيها المشاركة بتقديم ما لديهم من أفكار، تعزز وتحفز مبادرات الخير والتطوع، تكريساً لصفة الخير في الشخصية والمجتمع الإماراتي، وبالتالي العمل على نقل هذه الصفة إلى الأجيال الجديدة، ليتحول التطوع سلوكاً وثقافة مجتمعية. إن ما قامت به هذه المؤسسات أمر إيجابي يندرج في باب التفاعل والمشاركة، ولكن!

يميل الناس عادة في سلوكهم الاجتماعي للتفاعل والمشاركة الإيجابية، والمبادرة لتقديم أفكار خلاقة ستجد طريقها للتنفيذ حين تصل إلى صانع القرار حين يشعرون بالتقدير والتعزيز، فهؤلاء المبادرون يشعرون دائماً بالحاجة إلى الاعتراف بهم ومكافأتهم، باعتبارهم أصحاب تلك الأفكار المؤثرة، التقدير هنا لا يعني أن تمنح المؤسسة مكافآت لموظفيها، ولكن أن تُشعرهم بأهمية مشاركتهم وأفكارهم، وأن تكرمهم وتنسب الفكرة إلى أصحابها، وأن لا يتم تغييبهم أو تجاهلهم، حتى حين يتم الحديث عن المبادرات باسم المؤسسة.

سياسة التقدير هي السبب وراء رفع سقف المشاركة، كما أن غياب التقدير يخفضها، وهذا ما أشار إليه استطلاع «البيان» بشكل دقيق حين سأل: «لماذا برأيك يعزف الأفراد عن التطوع؟»، لقد جاء غياب التقدير سبباً رئيساً في خيارات الاستطلاع!

يتطلب الأمر من المؤسسات القيام بالتوعية اللازمة لموظفيها فيما يتعلق بثقافة والتطوع، فترسيخ هذه الثقافة بين الأفراد يمكن اعتباره عملاً تطوعياً واستثماراً ثقافياً. في الختام، علينا أن نعي قيمة ثقافة التطوع، واعتبارها حصانة ضد الذاتية والأنانية والنظرة الضيقة إلى تفضيل المصلحة الفردية، فنحن مجتمع متنوع قائم على التعددية والانفتاح، وثقافة التطوع تحافظ على نمط العلاقات الإنسانية المستقرة في المجتمع.

 

Email